سادساً : دعوة أهل الكوفة للإمام عليه السلام
لم يدعُ أحدٌ الإمامَ الحسين عليه السلام في جميع أرجاء العالم الإسلامي للثورة ضدّ حكومة يزيد سوى أهل الكوفة، ولذلك فقد كان من أجوبة الإمام على المعترضين ، ۱ الاستنادُ إلى الكتب التي دعاه فيها أهل الكوفة للقدوم . ولو أنّ الإمام عليه السلام كان قد توجّه في مثل هذا الجوّ إلى منطقة اُخرى لإعلان الثورة ، وقُتل على يد عمّال الحكومة ، لاتّهم بعدم الحنكة السياسية .
سابعاً : منع الحكومة الاُموية الإمامَ عليه السلام من الذهاب إلى الكوفة
كان وصول الإمام الحسين عليه السلام إلى الكوفة يشكّل خطراً كبيراً على الاُمويّين ، ولذلك فقد بذل يزيد وعمّاله - قبل السيطرة الكاملة لابن زياد على الكوفة - كلّ جهدهم من أجل الحيلولة دون ذهاب الإمام إلى الكوفة ، حتّى إنّ يزيد مدّ يد العون إلى ابن عبّاس ۲ كي يمنع الإمام من الذهاب إلى الكوفة ، كما سعى عمرو بن سعيد - والي مكّة - لأن يحول دون ذهاب الإمام ، وأرسل مجموعة تمنع الإمام عليه السلام من مغادرة مكّة ، إلّا أنّ الإمام عليه السلام اتّجه إلى العراق بعد قتال يسير . ۳
وعلى هذا ، فقد كانت الكوفة من حيث الموقع الثقافي والسياسي والاجتماعي والعسكري والجغرافي أفضل منطقة لبدء الثورة ضدّ حكومة يزيد ، ولذلك يقول السيّد المرتضى رحمة اللَّه عليه في تحليل وقعة كربلاء :
إنّ أسباب الظفر بالأعداء كانت [ظاهرة] لائحة متوجّهة ، وإنّ الاتّفاق عكس الأمر وقلبه حتّى تمّ فيه ما تمّ . ۴
ورغم أنّنا لا نؤيّد هذا الرأي ، إلّا أنّنا نعتبر الكوفة أفضل خيارٍ لتحقيق أهداف النهضة الحسينية للأسباب السابقة ، وسوف نسلّط الضوء أكثر على هذا الموضوع .
1.راجع : ص ۵۴۸ (الفصل السادس : من أشار على الإمام عليه السلام بعدم التوجّه نحو العراق / بحير بن شداد) وص ۵۶۲ (عبداللَّه بن مطيع) .
2.راجع : ص ۵۸۱ (الفصل السابع / جهود يزيد لصرف الإمام عليه السلام عن الخروج) .
3.راجع : ص ۶۱۶ (الفصل السابع / خيبة شرطة عمرو بن سعيد في منعهم الإمام عليه السلام عن الخروج) .
4.تنزيه الأنبياء : ص ۱۷۶ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۹۸ .