245
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام

۴۳.مسند زيد عن زيد بن عليّ عن أبيه عن جدّه عليّ عليهما السلام : لَمّا ثَقُلَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله في مَرَضِهِ ، وَالبَيتُ غاصٌّ بِمَن فيهِ ، قالَ : اُدعو لِيَ الحَسَنَ وَالحُسَينَ ، فَدَعَوتُهُما ، فَجَعَلَ يَلثِمُهُما حَتّى‏ اُغمِيَ عَلَيهِ ، قالَ: فَجَعَلَ عَلِيٌّ عليه السلام يَرفَعُهُما عَن وَجهِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، قالَ : فَفَتَحَ عَينَيهِ ، فَقالَ : دَعهُما يَتَمَتَّعانِ مِنّي وأتَمَتَّعُ مِنهُما ؛ فَإِنَّهُ سَيُصيبُهُما بَعدي أثَرَةٌ . ۱

۴۴.شرح الأخبار : إنَّ رَسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله لَمَّا احتُضِرَ ، دَعا بِالحَسَنِ وَالحُسَينِ عليهما السلام فَوَضَعَهُما عَلى‏ وَجهِهِ ، وجَعَلَ يُقَبِّلُهُما حَتّى‏ اُغمِيَ عَلَيهِ ، فَأَخَذَهُما عَلِيٌّ عليه السلام عَن وَجهِهِ ، فَفَتَحَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله عَينَيهِ ، وقالَ لِعَلِيٍّ عليه السلام : دَعهُما يَستَمتِعانِ مِنّي وأستَمتِعُ مِنهُما ، فَإِنَّهُ سَيُصيبُهُما بَعدي أثَرَةٌ - أرادَ بِالأَثَرَةِ مَا استَأثَرَ بِهِ أهلُ التَّغَلُّبِ مِن حَقِّهِما ، فَأَخَذوهُ لِأَنفُسِهِم ، فَأَثَروهُ بِهِ عَلَيهِما أثَرَةً بِغَيرِ حَقٍّ - . ۲

2 / 5

إنباؤُهُ فاطِمَةَ عليها السلام بِشَهادَتِهِ‏

۴۵.فضل زيارة الحسين عليه السلام عن حسن بن زيد عن جعفر بن محمّد عن أبيه [الباقر] عليهما السلام عن اُمّ سلمة :أخبَرَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله فاطِمَةَ عليها السلام بِقَتلِ الحُسَينِ عليه السلام ، فَبَكَت ، فَقالَ :
يا فاطِمَةُ ، اصبِري وسَلِّمي ، قالَت : صَبَرتُ وسَلَّمتُ يا رَسولَ اللَّهِ ، فَأَينَ يَكونُ قَتلُهُ ؟ قالَ : يُقتَلُ بِأَرضٍ يُقالُ لَها كَربَلاءُ ، في غُربَةٍ مِنَ الأَهلِ وَالعَشيرَةِ ، يَزورهُ - يا فاطِمَةُ قَومٌ . ۳

1.مسند زيد : ص ۴۰۴ ، الحدائق الورديّة : ج ۱ ص ۱۱۳ ؛ مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۱۱۴ .

2.شرح الأخبار : ج ۳ ص ۹۹ ح ۱۰۲۹ .

3.فضل زيارة الحسين عليه السلام : ص ۳۴ .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام
244

۴۰.مثير الأحزان عن ابن عبّاس : لَمَّا اشتَدَّ بِرَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله مَرَضُهُ الَّذي ماتَ فيهِ ، وقَد ضَمَّ الحُسَينَ عليه السلام إلى‏ صَدرِهِ ، يَسيلُ مِن عَرَقِهِ عَلَيهِ وهُو يَجودُ بِنَفسِهِ ، ويَقولُ : ما لي ولِيَزيدَ ؟ لا بارَكَ اللَّهُ فيهِ ! اللَّهُمَّ العَن يَزيدَ ! ثُمَّ غُشِيَ عَلَيهِ طَويلاً وأفاقَ ، وجَعَلَ يُقَبِّلُ الحُسَينَ عليه السلام وعَيناهُ تَذرِفانِ .
ويَقولُ : أما إنَّ لي ولِقاتِلِكَ مَقاماً بَينَ يَدَيِ اللَّهِ عزّ وجلّ . ۱

۴۱.الفتوح عن ابن عبّاس : إنّي حَضَرتُ رَسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله وهُوَ فِي السِّياقِ ۲ ، وقَد ضَمَّ الحُسَينَ بنَ عَلِيٍّ عليه السلام إلى‏ صَدرِهِ ، وهُوَ يَقولُ : هذا مِن أطائِبِ أرومَتي ، وأنوارِ عِترَتي، وخِيارِ ذُرِّيَّتي ، لا بارَكَ اللَّهُ فيمَن لا يَحفَظُهُ بَعدي . قالَ ابنُ عَبّاسٍ : ثُمَّ اُغمِيَ عَلَى النَّبِيِّ صلى اللَّه عليه وآله ساعَةً ، ثُمَّ أفاقَ ، وقالَ :
يا حُسَينُ ، إنَّ لي ولِقاتِلِكَ يَومَ القِيامَةِ مَقاماً بَينَ يَدَي رَبّي ، وخُصومَةً ، وقَد طابَت نَفسي ؛ إذ جَعَلَنِيَ اللَّهُ خَصيماً لِمَن قَتَلَكَ يَومَ القِيامَةِ . ۳

۴۲.الأمالي للصدوق عن ابن عبّاس : إنَّ رَسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله في ذلِكَ المَرَضِ كانَ يَقولُ : اُدعوا لي حَبيبي ، فَجَعَلَ يُدعى‏ لَهُ رَجُلٌ بَعدَ رَجُلٍ ، فَيَعرِضُ عَنهُ ، فَقيلَ لِفاطِمَةَ عليها السلام : اِمضي إلى‏ عَلِيٍّ عليه السلام ، فَما نَرى‏ رَسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله يُريدُ غَيرَ عَلِيٍّ عليه السلام ، فَبَعَثَت فاطِمَةُ عليها السلام إلى‏ عَلِيٍّ عليه السلام ، فَلَمّا دَخَلَ فَتَحَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله عَينَيهِ ، وتَهَلَّلَ وَجهُهُ .
ثُمَّ قالَ : إلَيَّ يا عَلِيُّ ، إلَيَّ يا عَلِيُّ ، فَما زالَ صلى اللَّه عليه وآله يُدنيهِ حَتّى‏ أخَذَهُ بِيَدِهِ ، وأجلَسَهُ عِندَ رَأسِهِ ، ثُمَّ اُغمِيَ عَلَيهِ ، فَجاءَ الحَسَنُ وَالحُسَينُ عليهما السلام يَصيحانِ ويَبكِيانِ ، حَتّى‏ وَقَعا عَلى‏ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، فَأَرادَ عَلِيٌّ عليه السلام أن يُنَحِّيَهُما عَنهُ ، فَأَفاقَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله .
ثُمَّ قالَ : يا عَلِيُّ ، دَعني أشُمُّهُما ويَشُمّانّي ، وأتَزَوَّدُ مِنهُما ويَتَزَوَّدانِ مِنّي ، أما إنَّهُما سَيُظلَمانِ بَعدي ، ويُقتَلانِ ظُلماً ، فَلَعنَةُ اللَّهِ عَلى‏ مَن يَظلِمُهُما ، يَقولُ ذلِكَ ثَلاثاً . ۴

1.مثير الأحزان : ص ۲۲ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۲۶۶ ح ۲۴ وراجع : هذا الكتاب : ص ۲۶۳ (لا بارك اللَّه في يزيد) .

2.السَّوْق : هو النزع ، كأنّ روحه تساق لتخرج من بدنه . ويقال له السياق أيضاً ، وأصله سِواق ، فقلبت الواو ياء لكسرة السين ، وهما مصدران من ساق يسوق (النهاية : ج ۲ ص ۴۲۴ «سوق») .

3.الفتوح : ج ۴ ص ۳۵۰ .

4.الأمالي للصدوق : ص ۷۳۶ ح ۱۰۰۴ ، روضة الواعظين : ص ۸۶ ، المناقب لابن شهرآشوب : ج ۱ ص ۲۳۷ نحوه وليس فيه ذيله من «أما إنّهما» ، بحار الأنوار : ج ۲۲ ص ۵۱۰ ح ۹ .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام
عدد المشاهدين : 284609
الصفحه من 850
طباعه  ارسل الي