وتزوّج بحفصة بنت عمر وقد قُتل زوجها خنيس بن حذاقة ببدر وبقيت أرملة .
وتزوّج بعائشة بنت أبي بكر وهي بكر .
فالتأمّل في هذه الخصوصيّات - مع ما تقدّم في صدر الكلام من جُمل سيرته في أوّل أمره وآخره وما سار به من الزهد وترك الزينة وندبه نساءه إلى ذلك - لا يبقي للمتأمّل موضع شكّ في أنّ ازدواجه صلى اللَّه عليه وآله بمن تزوّج بها من النساء لم يكن على حدّ غيره من عامّة الناس .
أضف إلى ذلك جُمل صنائعه صلى اللَّه عليه وآله في النساء ، وإحياء ما كانت قرون الجاهليّة وأعصار الهمجيّة أماتت من حقوقهنّ في الحياة ، وأخسرته من وزنهنّ في المجتمع الإنسانيّ ؛ حتّى روي أنّ آخر ما تكلّم به صلى اللَّه عليه وآله هو توصيتهنّ لجامعة الرجال ، قال صلى اللَّه عليه وآله : الصَّلاة الصَّلاةَ ، وما مَلَكَت أيمانُكُم لا تُكَلِّفوهُم ما لا يُطيقونَ ، اللَّهَ اللَّهَ في النِّساءِ فإنّهُنَّ عوانٌ في أيديكُم ... الحديث .
وكانت سيرته صلى اللَّه عليه وآله في العدل بين نسائه وحسن معاشرتهنّ ورعاية جانبهنّ ممّا يختصّ به صلى اللَّه عليه وآله على ما سيأتي شذرة منه في الكلام على سيرته في مستقبل المباحث إن شاء اللَّه - وكان حكم الزيادة علَى الأربع كصوم الوصال من مختصّاته التي مُنعت عنها الاُمّة ، وهذه الخصال وظهورها علَى الناس هي التي منعت أعداءه من الاعتراض عليه بذلك مع تربّصهم الدوائر به .۱