169
ميزان الحکمه المجلد السادس

وأعيانِهِم : صِنفٌ مِنهُم يَتَعَلَّمونَ لِلمِراءِ والجَدَلِ، وصِنفٌ مِنهُم يَتَعَلَّمونَ لِلإستِطالَةِ والخَتْلِ ، وصِنفٌ مِنهُم يَتَعَلَّمونَ لِلفِقهِ والعَمَلِ .
فأمّا صاحِبُ المِراءِ والجَدَلِ تَراهُ مُؤذِياً مُمارِياً لِلرِّجالِ في أندِيَةِ المَقالِ ، قَد تَسَربَلَ بِالتَّخَشُّعِ ، وتَخَلّى‏ مِنَ الوَرَعِ ، فَدَقَّ اللَّهُ مِن هذا حَيزومَهُ ، وقَطَعَ مِنهُ خَيشومَهُ .
وأمّا صاحِبُ الإستِطالَةِ والخَتْلِ فإنَّهُ يَستَطيلُ عَلى‏ أشباهِهِ مِن أشكالِهِ ، ويَتَواضَعُ لِلأغنِياءِ مِن دونِهِم ، فهُوَ لِحَلوائهِم هاضِمٌ ، ولِدينِهِ حاطِمٌ ، فأعمَى اللَّهُ مِن هذا بَصَرَهُ ، وقَطَعَ مِن آثارِ العُلَماءِ أثَرَهُ .
وأمّا صاحِبُ الفِقهِ والعَمَلِ تَراهُ ذا كَآبَةٍ وحُزنٍ ، قَد قامَ اللَّيلَ في حِندِسِهِ ، وقَدِ انحَنى‏ في بُرنُسِهِ ، يَعمَلُ ويَخشى‏ ، خائفاً وَجِلاً مِن كُلِّ أحَدٍ إلّا مِن كُلِّ ثِقَةٍ مِن إخوانِهِ ، فشَدَّ اللَّهُ مِن هذا أركانَهُ ، وأعطاهُ يَومَ القِيامَةِ أمانَهُ .۱

۱۳۹۹۱.عنه عليه السلام : العُلَماءُ باقونَ ما بَقِيَ الدَّهرُ ، أعيانُهُم مَفقودَةٌ ، وأمثالُهُم فِي القُلوبِ مَوجودَةٌ ، هاه (و) إنّ ها هُنا - وأشارَ بِيَدِه إلى‏ صَدرِهِ - لَعِلماً جَمّاً لَو أصَبتُ لَهُ حَمَلَةً ! بَلى‏ أصَبتُ لَقِناً غَيرَ مَأمونٍ ، يَستَعمِلُ آلَةَ الدِّينِ فِي الدّنيا ، ويَستَظهِرُ بِحُجَجِ اللَّهِ عَلى‏ خَلقِهِ ، وبِنِعَمِهِ عَلى‏ عِبادِهِ ؛ لِيَتَّخِذَهُ الضُّعَفاءُ وَليجَةً مِن دونِ وَلِيِّ الحَقِّ .
أو مُنقاداً لِحَمَلَةِ العِلمِ ، لا بَصيرَةَ لَهُ في أحنائهِ ، يَقدَحُ الشَّكُّ في قَلبِهِ بِأوَّلِ عارِضٍ مِن شُبهَةٍ .
ألاَ ، لا ذا ، ولا ذاكَ ، فمَنهومٌ بِاللَّذّاتِ سَلِسُ القِيادِ ، أو مَغرِيٌّ بِالجَمعِ والإدِّخارِ ، لَيسا مِن رُعاةِ الدِّينِ ، أقرَبُ شَبَهاً بِهِما الأنعامُ السّائمَةُ ! كَذلكَ يَموتُ العِلمُ بِمَوتِ حامِليهِ . اللَّهُمَّ بَلى‏ لا تَخلو الأرضُ مِن قائمٍ بِحُجَّةٍ ظاهرٍ أو خافٍ مَغمورٍ ؛ لِئَلّا تَبطُلَ حُجَجُ اللَّهِ وبَيِّناتُهُ ، وكَم وأينَ؟! اُولئكَ الأقَلُّونَ عَدَداً الأعظَمُونَ خَطَراً ! .۲

1.الأمالي للصدوق : ۷۲۷/۹۹۷ .

2.الخصال : ۱۸۶/۲۵۷ .


ميزان الحکمه المجلد السادس
168

۱۳۹۸۴.عنه صلى اللَّه عليه وآله : مَن طَلَبَ العِلمَ لِيُمارِيَ بِهِ السُّفَهاءَ ، أو يُكاثِرَ بِهِ العُلَماءَ ، أو يَصرِفَ بِهِ وُجوهَ النّاسِ إلَيهِ ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقعَدَهُ مِنَ النّارِ .۱

۱۳۹۸۵.عنه صلى اللَّه عليه وآله : مَن طَلَبَ العِلمَ لِيُباهِيَ بِهِ العُلَماءَ ، أو يُمارِيَ بِهِ السُّفَهاءَ فِي المَجالِسِ ، لَم يَرَحْ رائحَةَ الجَنَّةِ .۲

۱۳۹۸۶.عنه صلى اللَّه عليه وآله : مَن طَلَبَ هذِه الأحاديثَ لِيُمارِيَ بِها السُّفَهاءَ ، ويُباهِيَ بِها لِيُحَدِّثَ بِها ، لَم يَرَحْ رائحَةَ الجَنَّةِ .۳

۱۳۹۸۷.الإمامُ عليٌّ عليه السلام : خُذوا مِنَ العِلمِ ما بَدا لَكُم ، وإيّاكُم أن تَطلُبوهُ لِخِصالٍ أربَعٍ : لِتُباهوا بِهِ العُلَماءَ ، أو تُماروا بِهِ السُّفَهاءَ ، أو تُراؤوا بِهِ فِي المَجالِسِ ، أوتَصرِفوا وُجوهَ النّاسِ إلَيكُم لِلتَّرَؤّسِ .۴

۱۳۹۸۸.معاني الأخبار عن عبدِالسَّلامِ بنِ صالحٍ الهرويِّ- للإمام الرِّضا عليه السلام -:يابنَ رَسولِ اللَّهِ، فَقَد رُويَ لَنا عَن أبي عَبداللَّهِ عليه السلام أنّه قالَ : مَن تَعَلَّمَ عِلماً لِيُمارِيَ بِهِ السُّفَهاءَ ، أو يُباهِيَ بِهِ العُلَماءَ ، أو لِيُقبِلَ بِوُجوهِ النّاسِ إلَيهِ ، فهُوَ فِي النّارِ، فقال عليه السلام : صَدَقَ جَدّي ، أفَتَدري مَنِ السُّفَهاءُ ؟ فقُلتُ : لا يَا بنَ رسولِ اللَّهِ ، فَقالَ : هُم قُصّاصٌ مِن مُخالِفينا ، وتَدري مَنِ العُلَماءُ ؟ فقُلتُ : لا يَا بنَ رسولِ اللَّهِ ، قالَ : فَقالَ : هُم عُلَماءُ آلِ مُحَمَّدٍ عليهم السلام الّذينَ فَرَضَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ طاعَتَهُم وأوجَبَ مَوَدَّتَهُم.
ثُمَّ قالَ : أتَدري ما مَعنى‏ قَولِهِ : أو لِيُقبِلَ بِوُجوهِ النّاسِ إلَيهِ ؟ قُلتُ : لا ، قالَ : يَعني بِذلكَ وَاللَّهِ ادّعاءَ الإمامَةِ بِغَيرِ حَقِّها ، ومَن فَعَلَ ذلكَ فهُوَ فِي النّارِ .۵

2821 - أصنافُ طَلَبَةِ العِلمِ‏

۱۳۹۸۹.رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : العُلَماءُ ثَلاثَةٌ : رَجُلٌ عاشَ بِهِ النّاسُ وعاشَ بِعِلمِهِ ، ورَجُلٌ عاشَ بِه النّاسُ وأهلَكَ نَفسَهُ ، ورَجُلٌ عاشَ بِعِلمِهِ ولَم يَعِش بِهِ أحَدٌ غَيرُهُ .۶

۱۳۹۹۰.الإمامُ عليٌّ عليه السلام : طَلَبَةُ هذا العِلمِ عَلى‏ ثَلاثَةِ أصنافٍ ، ألا فَاعرِفوهُم بِصِفاتِهِم

1.كنز العمّال : ۲۹۰۵۷ .

2.كنز العمّال : ۲۹۰۵۶ .

3.كنز العمّال : ۲۹۰۵۹.

4.الإرشاد : ۱/۲۳۰ .

5.معاني الأخبار : ۱۸۰/۱ .

6.كنز العمّال : ۲۸۹۴۱ .

  • نام منبع :
    ميزان الحکمه المجلد السادس
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1391
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 192416
الصفحه من 537
طباعه  ارسل الي