11
ميزان الحکمه المجلد الثانی

490 - لا جَبرَ ولا تَفويضَ‏

۰.2395.كنز العمّال عن عليِّ بن أبي طالبٍ : أنّهُ خَطَب النّاسَ يوماً ... فقامَ إلَيهِ رجلٌ ممّن كان شَهِدَ مَعَهُ الجَملَ ، فقالَ : يا أميرَ المؤمنينَ أخبرنا عَنِ القَدَر؟ قال : بحرٌ عَميقٌ فلا تلجه ، قالَ : يا أميرَ المؤمِنين أخبِرْنا عن القدر؟ قال : سِرُّ اللَّهِ فلا تَتَكَلّفْهُ ، قالَ : يا أميرَ المؤمنينَ أخبِرنا عَن القَدَرِ؟ قال : أمّا إذ أبَيتَ فإنَّهُ أمرٌ بين أمرَينِ، لاجبرَ ولاتفويضَ .۱

۰.2396.التوحيد عن الإمامِ الباقرِ والإمامِ الصّادقِ عليهما السلام: إنّ اللَّهَ عزّ وجلّ أرحَمُ بخَلقِهِ مِن أنْ يُجْبِرَ خَلقَهُ على‏ الذُّنوبِ ثُمّ يُعذِّبَهُم علَيها ، واللَّهُ أعزُّ مِن أنْ يُريدَ أمراً فلا يكونَ . قالَ : فسُئلا عليهما السلام : هلْ بينَ الجَبرِ والقدَرِ مَنزلةٌ ثالثةٌ ؟ قالا : نَعَمْ ، أوسَعُ مِمّا بينَ السّماءِ والأرضِ .۲

۰.2397.الإمامُ الصّادقُ عليه السلام : اللَّهُ تباركَ وتعالى‏ أكْرَمُ مِن أنْ يُكَلّفَ النّاسَ ما لا يُطِيقونَهُ، واللَّهُ أعَزُّ مِن أنْ يكونَ في سُلطانِهِ ما لا يُريدُ .۳

۰.2398.بحار الأنوار عن أبي عَبدِ اللَّهِ عليه السلام أنّهُ سَألهُ رجلٌ : أجَبَرَ اللَّهُ العبادَ على‏ المعاصي؟ قالَ: لا، فقالَ: ففَوّضَ‏إلَيهِمُ‏الأمْرَ؟ قالَ : لا . قالَ : فماذا ؟ قالَ : لُطفٌ مِن ربِّكَ بينَ ذلكَ .۴

۰.2399.بحار الأنوار عن المُفَضَّلِ عن الإمامِ الصّادقِ عليه السلام : لا جَبرَ ولا تَفويضَ ، ولكنْ أمرٌ بينَ أمرَينِ . قالَ : قلتُ : ما أمرٌ بينَ أمرَينِ ؟ قالَ : مَثَلُ ذلك مَثَلُ رجُلٍ رأيتَهُ على‏ معصيةٍ فنَهَيْتَهُ فلَم يَنْتَهِ ، فتَرَكتَهُ ففعلَ تلكَ المعصيةَ، فليسَ حَيثُ لَم يَقْبلْ مِنكَ فَتَركْتَهُ كُنتَ أنتَ الّذي أمَرتَهُ بالمعصيةِ .۵

1.كنز العمّال : ۱۵۶۷ .

2.التوحيد : ۳۶۰/۳ .

3.التوحيد : ۳۶۰/ ۴ .

4.بحار الأنوار : ۵/۸۳ .

5.بحار الأنوار : ۵/۱۷/۲۷ .


ميزان الحکمه المجلد الثانی
10

۰.2392.نزهة الناظر : جَمَعَ الحَجّاجُ بنُ يوسُفَ أهلَ العِلمِ وسَأَ لَهُم عَنِ القَضاءِ والقَدَرِ ، فَقالَ أحَدُهم : سمعتُ أميرَ المؤمنينَ عَلِىِّ بنَ أبي طالِبٍ عليه السلام يَقولُ :
يابنَ آدمَ ، مَن وسَّعَ لَكَ الطَّريقَ ، لَم يأخُذ عَلَيك المَضيقَ .
وقالَ آخر : سَمِعتُه عليه السلام يَقولُ : إذا كانَت الخَطيئةُ عَلَى الخاطئ حَتماً ، كان صلى اللَّه عليه و آله القِصاصُ في القضيّة ظُلماً .
وقال آخر : سمعته عليه السلام يقول : ما كانَ مِن خَيرٍ فَبِأمرِ اللَّهِ وبِعِلمِهِ ، وما كانَ مِن شرٍّ فَبِعلمِ اللَّهِ لا بِأمرِهِ .
فقالَ الحَجّاجُ : أكُلُّ هذا مِن قولِ أبي تُرابٍ؟ لَقَد اغتَرَفوها مِن عَينٍ صافِيَةٍ۱ ! ۲

۰.2393.الإمامُ الصّادقُ عليه السلام : ما اسْتَطعتَ أنْ تَلومَ العبدَ علَيهِ فهُو مِنهُ، وما لَم تَسْتَطِعْ أنْ تَلومَ العَبدَ علَيهِ فهُو مِن فِعلِ اللَّهِ ، يقولُ اللَّهُ تعالى‏ للعبدِ : لِمَ عَصَيْتَ ؟ لِمَ فَسَقْتَ ؟ لِمَ شَرِبْتَ الخَمرَ ؟ لِمَ زَنَيْتَ؟ فهذا فعلُ العبدِ، ولا يقولُ لَه : لِمَ مَرِضْتَ؟ لِمَ قَصُرْتَ ؟ لِمَ ابْيَضَضْتَ ؟ لِمَ اسْوَدَدْتَ؟ لأنَّهُ مِن فِعلِ اللَّهِ تعالى‏ .۳

۰.2394.الإمامُ الكاظمُ عليه السلام : إنّ السَّيّئاتِ لا تَخْلو مِن إحدى‏ ثلاثٍ : إمّا أنْ تكونَ مِن اللَّهِ - ولَيستْ مِنهُ - فلا يَنبغي للرَّبِّ أنْ يُعذّبَ العبدَ على‏ ما لا يَرْتَكِبُ ، وإمَّا أنْ تكونَ مِنهُ ومِن العبدِ - ولَيستْ *كذلكَ - فلا يَنبغي للشَّريكِ القَوِيِّ أنْ يظلِمَ الشَّريكَ‏الضَّعيفَ ، وإمّا أنْ تكونَ مِن العبدِ - وهِي مِنهُ - فإنْ عَفا فبِكَرَمِهِ وجُودِهِ ، وإنْ عاقَبَ فبِذَنبِ العبدِ وجَريرَتِهِ .۴

1.ورد ما يقرب مضمون هذه الرواية في كتاب الطرائف : ۳۲۹ وكتاب بحار الأنوار : ۵ / ۵۸ لكن اسانيد هذه الروايات ليست صحيحة ، ونظراً لِعداء الحجاج للإمام علي عليه السلام فان روايته عنه - كما فى هذه الرواية - بعيدة ، بل الأبعد من ذلك تعبيره بقوله : «لقد اغترفوها من عين صافية» واعترافه بفضل أمير المؤمنين عليه السلام ، لكن مع ذلك كلّه لا يمكن تكذيب الرّواية وردّها . انّما المهم هو أن الرواية تعرضت لبطلان الجبر وأثبتته بالدليل العقلي ، والدليل مقبول فى المباحث العقائدية أيّاً كان قائله ، وإيرادنا للرّواية فى المقام من هذا الباب .

2.نزهة الناظر : ۵۱ / ۲۵ .

3.بحار الأنوار : ۵/۵۹/۱۰۹ .

4.بحار الأنوار : ۷۸/۳۲۳/۲۳ .

  • نام منبع :
    ميزان الحکمه المجلد الثانی
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 139455
الصفحه من 529
طباعه  ارسل الي