533
نَهجُ الذِّكر ج2

لَطُفَ ۱ ، فَخَتَمَ بِنا عَلى جَميعِ مَن ذَرَأَ ، وجَعَلَنا شُهداءَ عَلى مَن جَحَدَ ، وكَثَّرَنا بِمَنِّهِ عَلى مَن قَلَّ .
اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ أمينِكَ عَلى وَحيِكَ ، ونَجيبِكَ مِن خَلقِكَ ، وصَفِيِّكَ مِن عِبادِكَ ، إمامِ الرَّحمَةِ ، وقائِدِ الخَيرِ ، ومِفتاحِ البَرَكَةِ ، كَما نَصَبَ لِأَمرِكَ نَفسَهُ ، وعَرَّضَ فيكَ لِلمَكروهِ بَدَنَهُ ، وكاشَفَ فِي الدُّعاءِ إلَيكَ حامَّتَهُ ۲ ، وحارَبَ في رِضاكَ اُسرَتَهُ ، وقَطَعَ في إحياءِ دينِكَ رَحِمَهُ ، وأقصَى الأَدنَينَ عَلى جُحودِهِم ، وقَرَّبَ الأَقصَينَ عَلَى استِجابَتِهِم لَكَ ، ووالى فيكَ الأَبعَدينَ ، وعادى فيكَ الأَقرَبينَ ، وأدأَبَ ۳ نَفسَهُ في تَبليغِ رِسالَتِكَ ، وأتعَبَها بِالدُّعاءِ إلى مِلَّتِكَ ، وشَغَلَها بِالنُّصحِ لِأَهلِ دَعوَتِكَ ، وهاجَرَ إلى بِلادِ الغُربَةِ ومَحَلِّ النَّأيِ ۴ عَن مَوطِنِ رَحلِهِ ومَوضِعِ رِجلِهِ ، ومَسقَطِ رَأسِهِ ومَأنَسِ نَفسِهِ ، إرادةً مِنهُ لِاءِعزازِ دينِكَ ، وَاستِنصارا عَلى أهلِ الكُفرِ بِكَ ، حَتَّى استَتَبَّ لَهُ ما حاوَلَ في أعدائِكَ ، وَاستَتَمَّ لَهُ ما دَبَّرَ في أولِيائِكَ ، فَنَهَدَ ۵ إلَيهِم مُستَفتِحا بِعَونِكَ ، ومُتَقَوِّيا عَلى ضَعفِهِ بِنَصرِكَ ، فَغَزاهُم في عُقرِ دِيارِهِم ، وهَجَمَ عَلَيهِم في بُحبوحَةِ ۶ قَرارِهِم ، حَتّى ظَهَرَ أمرُكَ وعَلَت كَلِمَتُكَ ولَو كَرِهَ المُشرِكونَ .
اللّهُمَّ فَارفَعهُ بِما كَدَحَ فيكَ إلَى الدَّرَجَةِ العُليا مِن جَنَّتِكَ ، حَتّى لا يُساوى في مَنزِلَةٍ ولا يُكافَأَ في مَرتَبَةٍ ، ولا يُوازِيَهُ لَدَيكَ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ ولا نَبِيٌّ مُرسَلٌ ، وعَرِّفهُ في أهلِهِ الطّاهِرينَ واُمَّتِهِ المُؤمِنينَ مِن حُسنِ الشَّفاعَةِ أجَلَّ ما وَعَدتَهُ ، يا نافِذَ العِدَةِ ، يا

1.لَطُفَ : صَغُرَ ودَقّ (القاموس المحيط : ج ۳ ص ۱۹۵ «لطف») .

2.الحامّة : الخاصّة . وحامّة الرجل : أقرباؤه (الصحاح : ج ۵ ص ۱۹۰۷ «حمم») .

3.أدْأَبَ الرجل الدابّة : أتعبها ، دأب : جدّ وتعب (تاج العروس : ج ۱ ص ۴۷۶ «دأب») .

4.النَّأْيُ : البُعد (لسان العرب : ج ۱۵ ص ۳۰۰ «نأي») .

5.نَهَدَ : نهض (النهاية : ج ۵ ص ۱۳۴ «نهد») .

6.البُحبُوحة : وسط المَحلّة ، وبُحبُوحَةُ الدار : وسطها (لسان العرب : ج ۲ ص ۴۰۷ «بحح») .


نَهجُ الذِّكر ج2
532

6 / 4

الصَّلَواتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الحَسَنِ المُجتَبى

۳۰۹۲.الإمام الحسن عليه السلامـ مِن دُعاءٍ لَهُ في قُنوتِهِ ـ: أسأَ لُكَ بِمُغَيَّباتِ عِلمِكَ في بَواطِنِ أسرارِ سَرائِرِ المُسِرّينَ إلَيكَ ، أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ صَلاةً يَسبِقُ بِها مَنِ اجتَهَدَ مِنَ المُتَقَدِّمينَ ، ويَتَجاوَزُ ۱ فيها مَن يَجتَهِدُ مِنَ المُتَأَخِّرينَ . ۲

6 / 5

الصَّلَواتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الحُسَينِ سَيِّدِ الشُّهَداءِ

۳۰۹۳.الإمام الحسين عليه السلامـ مِن دُعائِهِ يَومَ عَرَفَةَ ـ: اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ عَبدِكَ ورَسولِكَ ونَبِيِّكَ ، وعَلى آلِهِ الطَّيِّبينَ الطّاهِرينَ أجمَعينَ . . . اللّهُمَّ إنّا نَتَوَجَّهُ إلَيكَ في هذِهِ العَشِيَّةِ الَّتي شَرَّفتَها وعَظَّمتَها بِمُحَمَّدٍ نَبِيِّكَ ورَسولِكَ وخِيَرَتِكَ وأمينِكَ عَلى وَحيِكَ . اللّهُمَّ صَلِّ عَلى البَشيرِ النَّذيرِ السِّراجِ المُنيرِ ، الَّذي أنعَمتَ بِهِ عَلَى المُسلِمينَ وجَعَلتَهُ رَحمَةً لِلعالَمينَ . اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ كَما مُحَمَّدٌ أهلُ ذلِكَ يا عَظيمُ ، فَصَلِّ عَلَيهِ وعَلى آلِ مُحَمَّدٍ المُنتَجَبينَ الطَّيِّبينَ الطّاهِرينَ أجمَعينَ . ۳

6 / 6

الصَّلَواتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ عَليِّ بنِ الحُسَينِ زَينِ العابِدينَ

۳۰۹۴.الإمام زين العابدين عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي مَنَّ عَلَينا بِمُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ صلى الله عليه و آله دونَ الاُمَمِ الماضِيَةِ وَالقُرونِ السّالِفَةِ ، بِقُدرَتِهِ الَّتي لا تَعجِزُ عَن شيءٍ وإن عَظُمَ ، ولا يَفوتُها شَيءٌ وإن

1.في بحار الأنوار : « . . . صلاةً نسبق بها . . . ونتجاوز فيها . . . » ، وهو الأنسب .

2.مُهَج الدعوات : ص ۶۸ ، بحار الأنوار : ج ۸۵ ص ۲۱۳ ح ۱ .

3.الإقبال : ج ۲ ص ۸۵ ، بحار الأنوار : ج ۹۸ ص ۲۲۳ ح ۳ .

  • نام منبع :
    نَهجُ الذِّكر ج2
    المساعدون :
    الافقي، رسول
    المجلدات :
    2
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1428 ق / 1386 ش
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 173165
الصفحه من 679
طباعه  ارسل الي