323
نَهجُ الذِّكر ج2

ويوسّع الرزق . وباختصار فإنّ الاستغفار يحول دون أنواع الآفات المادية والمعنوية ويجلب للإنسان أنواع البركات الدنيوية والأُخروية . ۱ لذلك فقد وردت التوصية بترديد هذا الذكر بحضور قلب في كل فرصة تسنح لذلك ، خاصّة في اللحظات الحسّاسة المفعمة بالبركات مثل : الأسحار ، قنوت صلاة الوتر ، الثلث الأخير من الليل ، الخميس والجمعة ، قبل الغروب في صحراء عرفات ، يوم عيد الأضحى ، شهر رجب و شعبان ورمضان . ۲
كما ورد التأكيد على ذكر الاستغفار قبل النوم وبعد الاستيقاظ وبداية خطبة صلاة الجمعة ، إلى جانب الملتزم وعند صعود جبل الصفا وعند النهوض من المجالس وعند مدح الآخرين للشخص وعند إحساس الشخص بالحسد وعند لقاء الإخوة في الدين ووداعهم وعند بداية السفر . ۳
وقد وردت التوصية بتكرار ذكر الاستغفار أيضا عند الوضوء والانطلاق لصلاة الجماعة والدخول في المسجد والخروج منه وبداية الصلاة وأثناء الصلاة وفي السجود وبين السجدتين والقنوت وتعقيبات الصلوات الواجبة وبعد التسبيح وفي الحج والعمرة وفي صلاة الاستسقاء وعند زيارة قبر النبيّ صلى الله عليه و آله والطواف حول الكعبة والإفاضة من عرفات إلى المشعر والإفاضة من المشعر إلى منى . ۴
إنّ التأمّل في الاستغفارات المأثورة عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله وأهل بيته: والتي جاءت في الفصل الثامن يظهر بوضوح اهتمامهم الكبير بهذا الذكر المبارك . ۵

1.راجع : ص ۳۴۷ (الفصل الرابع : بركات الاستغفار) .

2.راجع : ص ۳۶۹ الفصل الخامس : (ما ينبغي فيه الاستغفار من الأوقات) .

3.راجع : ص ۳۸۵ (الفصل السادس : ما ينبغي فيه الاستغفار من الأحوال) .

4.راجع : ص ۳۹۵ (الفصل السابع : ما ينبغي فيه الاستغفار من العبادات) .

5.راجع : ص ۴۴۱ (الفصل التاسع : الاستغفارات المأثورة) .


نَهجُ الذِّكر ج2
322

الحدود الستّة التي بيّنها الإمام عليّ عليه السلام ـ في الحديث المروي عنه ۱ ـ للاستغفار ، سوف تتحقّق مع روح الاستغفار والتوبة التي هي الندم الحقيقي ، هذا كلّه إذا طلب الإنسان المغفرة لنفسه ، أمّا إذا طلب المغفرة للآخرين ۲ فإنّه يعني الاستغفار لهم من اللّه ـ تعالى ـ فحسب .

2 . معنى الغفران الإلهي

لقد اتّضح لنا ممّا سبق أنّ المغفرة تعني الستر والتغطية ولكن يجب الانتباه إلى أنّ الستر والغفران الإلهيين للذنوب لا يختلفان عن الصفح والستر البشريين فحسب ، بل إنّهما غير قابلين للمقارنة . فستر اللّه ـ تعالى ـ للذنب ، يعني محو آثاره وتبعاته ، بل إنّ اللّه يستر المذنب ـ ببعض الشروط ـ من خلال تبديل الذنوب بالأعمال الصالحة! كما يقول ـ عزّوجلّ ـ مشيرا إلى بعض الذين ارتكبوا ذنوبا كبيرة واستحقّوا العذاب المضاعف في النار :
«إِلَا مَن تَابَ وَ ءَامَنَ وَ عَمِلَ عَمَلاً صَــلِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّـئاتِهِمْ حَسَنَـتٍ وَ كَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا»۳ .
وهكذا فإنّ الستر والغفران المذكورين ، هما أسمى أنواع الستر والمغفرة يفوقان تصوّرنا ولا يصدران إلّا من خالق العالم!

3 . دور الاستغفار في الحياة المادية والمعنوية

إنّ الاستغفار من منظار الكتاب والسنّة ، يبعد الشيطان عن الإنسان فضلاً عن أنّه يطهّر الذنوب ، ويجلو القلب ، ويقذف فيه نور العلم ، ويزيل الغمّ والحزن عنه ،

1.راجع : ص ۳۲۶ ح ۲۴۹۶ .

2.راجع : ص ۴۰۹ (الفصل الثامن : الاستغفار للآخرين) .

3.الفرقان : ۷۰ .

  • نام منبع :
    نَهجُ الذِّكر ج2
    المساعدون :
    الافقي، رسول
    المجلدات :
    2
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1428 ق / 1386 ش
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 175606
الصفحه من 679
طباعه  ارسل الي