379
نَهجُ الذِّكر 1

وتسبيح الجسم والثياب مع المصلّي.

5 . تفسير تسبيح الموجودات

المجموعة الخامسة: الأحاديث الّتي ورد فيها تفسير تسبيح بعض الموجودات، مثل الأحاديث التي فسّرت تسبيح عدد من الحيوانات ۱ ، أو الأحاديث الّتي بيّنت ذكر الحصى في يد النبيّ صلى الله عليه و آله ۲ ، أو الأحاديث الّتي وردت بشأن تسبيح الجدران والخشب وتسبيح الشجر . ۳
وبناء على هذه الروايات فإنّ ذكر اللّه يعمّ جميع أرجاء عالم الخلق، وأنّ جميع المخلوقات سواء الملائكة أو السماوات أو المجرّات أو النجوم، والأرض والسماء ما فيهنّ منشغل كلّ منها بحمد الخالق وتسبيحه بشكلٍ من الأشكال.

المراد من التسبيح والتحميد العامّين للموجودات:

إنّ الموضوع المهمّ والرئيس يتمثّل في تعيين المراد من تسبيح كلّ الموجودات وتحميدها ، فهل تمتلك الحيوانات والنباتات والجمادات الشعور وتعرف خالقها كي تسبّحه؟ أم أنّ القصد من التسبيح العامّ للموجودات شيء غير مفهومه الظاهري؟ وبعبارة اُخرى: هل نسبة التسبيح والتحميد إلى جميع الموجودات حقيقي ، أم من باب المجاز؟
في جواب هذا السؤال توجد وجهتا نظر:

1 . تأويل الآيات والروايات

عمد فريق إلى تأويل ظواهر الآيات والروايات الدالّة على تسبيح الموجودات

1.راجع : ج ۱ ص ۳۶۴ (ذكر تسبيح بعض الحيوانات) .

2.راجع : ج ۱ ص ۳۷۰ ح ۹۹۰ ـ ۹۹۳ .

3.راجع : ج ۱ ص ۳۷۵ ح ۱۰۰۹ ـ ۱۰۱۳ .


نَهجُ الذِّكر 1
378

حياتها، فكلّ صيد وقع في شباك الصياد، وكلّ شجرة تُقطع، إنّما هو بسبب تضييعه للتسبيح.
كما أنّ حياة أنواع البهائم وكلّ دواب الأرض إنّما هي رهن تسبيحها ، وعندما ينتهي تسبيحها يقبض اللّه أرواحها ، وليس لملك الموت دور في قبض أرواحها.
وبالطبع فإنّ ذلك لا يعني أنّ إرادة الإنسان لا تأثير لها في إنهاء حياة الكائنات الحيّة ، بل ـ في حالة صحّة هذه الروايات ـ يبدو أنّ المراد هو أنّ مواصلة التسبيح أو تضييعه ، هو من العوامل المؤثّرة في مصيرها.

3 . تسبيح جميع المخلوقات

المجموعة الثالثة: الآيات والروايات الدالّة على أنّ الكائنات الحية ليست هي وحدها الّتي تسبّح لخالق العالم ، بل إنّ الجمادات وجميع المخلوقات تسبّحه أيضا.
وتُعدّ الآية الكريمة التالية أوضح الآيات الّتي دلّت على هذا المعنى بصراحة :
«تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَ تُ السَّبْعُ وَ الْأَرْضُ وَ مَن فِيهِنَّ وَ إِن مِّن شَىْ ءٍ إِلَا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَ لَـكِن لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا»۱ .
وقد قدّمت روايات أهل البيت عليهم السلام ـ في معرض بيانها وتأكيدها لما جاء في هذه الآية ـ إيضاحات حول تسبيح عدد من الجمادات والأسماء الّتي تسبّح بها، كما ذكرت بعض الروايات أوقاتا خاصّة للتسبيح العام للكائنات.

4 . تسبيح الجمادات والحيوانات مع الإنسان

المجموعة الرابعة: الآيات والروايات الدالّة على أنّ الجمادات وبعض الحيوانات تسبّح اللّه مع تسبيح بعض الناس له، مثل تسبيح الجبال والطير مع النبيّ داوود عليه السلام ،

1.الإسراء: ۴۴ .

  • نام منبع :
    نَهجُ الذِّكر 1
    المساعدون :
    الافقي، رسول
    المجلدات :
    2
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1428 ق / 1386 ش
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 199817
الصفحه من 604
طباعه  ارسل الي