21
نَهجُ الذِّكر 1

التعقّل لدى الإنسان ويشُلُّها ـ مثل الانكباب على الدنيا وشرب الخمرة والقمار والملاهي غير المشروعة وطول الأمل والبطنة ، كلُّ ذلكَ يؤدي إلى تسلّط الشيطان على قنوات الإدراك لدى الإنسان ويمنعه من ذكر اللّه . ۱

2. تعزيز معرفة اللّه

بعد القضاء على آفات ذكر اللّه ، فإنّ كل خطوة تؤدي إلى تعزيز بنية معرفة اللّه لدى الإنسان ، تساعد على استمرار ذكره ، لأنّ اللّه ـ تعالى ـ هو الكمال والجمال المطلقان ، لذلك فكلما ازدادت معرفة الإنسان به ازدادت محبّته له ، وكلّما ازداد حبّه له زاد ذكره له .
مَن أحَبَّ شَيئا لَهِجَ بِذِكرِهِ .۲
فالعاشق لا يمكنه أن ينسى معشوقه ، لذلك فإنّ حلاوة ذكر المحبوب في مذاق أهل المعرفة أحلى من النوم :
سَهَرُ العُيونِ بِذِكرِ اللّهِ خُلصانُ العارِفينَ ، وحُلوانُ۳المُقَرَّبينَ .۴
كما جاء في الحديث القدسي :
كَذِبَ مَن زَعَمَ أنَّهُ يُحِبُّني فَإِذا جَنَّهُ اللَّيلُ نامَ عَنّي ؛ ألَيسَ كُلُّ مُحِبٍّ يُحِبُّ خَلوَةَ حَبيبِهِ ؟!۵

1.راجع : ج ۱ ص ۸۵ (آفات الذكر) .

2.راجع : ج ۱ ص ۸۱ ح ۲۱۴ .

3.أي لذّة ؛ حلا لي الشيء : لذّ (المصباح المنير : ص ۱۴۹ «حلا») .

4.راجع : ج ۱ ص ۱۱۳ ح ۳۲۷ .

5.الأمالي للصدوق : ص ۴۳۸ ح ۵۷۷ عن المفضّل بن عمر ، بحار الأنوار : ج ۱۳ ص ۳۲۹ ح ۷ وراجع أعلام الدين : ص ۲۶۳ وإرشاد القلوب : ص ۹۳ وعيون الأخبار لابن قتيبة : ج ۲ ص ۳۰۰ .


نَهجُ الذِّكر 1
20

القلب . ۱
وينقسم أحيانا باعتبار موضع الذكر إلى ذكر اللّه عند أداء الواجبات ، وذكر اللّه عند ترك المحرّمات ، وذكر اللّه عند المصائب ومشاكل الحياة ۲ ، وذكر اللّه عند الغضب وذكر اللّه عند الفرح وغير ذلك .
وينقسم أحيانا باعتبار اطلاع الآخرين عليه إلى الذكر الجليّ ۳ والذكر الخفيّ . ۴

عوامل الذكر

إنّ أهم موضوع في هذا القسم هو معرفة أسباب الذكر وعوامل استمراره في الحياة ، وما يمكننا قوله في بيان هذا الموضوع استنادا إلى الكتاب والسنّة هو إنّ أهم عوامل ذكر اللّه واستمراره هي :

1. مكافحة موانع ذكر اللّه

إنّ أوّل خطوة لاكتساب الذكر واستمراره هو القضاء على آفات ذكر اللّه ومحاربة موانعه ، واستنادا إلى إرشادات الكتاب والسنّة فإن كل عمل يضعف قدرة

1.ورد في بعض النسخ «الذكر الصادق» بدل «الذكر الصارف» ، وقال شارح كتاب مصباح الشريعة في مقام بيان الفرق بين «الذكر الخالص» و «الذكر الصادق» ما يلي : الذكر الإلهي على قسمين : أولهما «الذكر الخالص» الذي لا يشوبه شيء من الأعراض سواء كانت دنيوية أم اُخروية ، وهو أن يكون ناطقا بالذكر ظاهرا وعاملاً بالأوامر والنواهي الإلهية باطنا وبعظمته تعالى معتقدا . الثاني : «الذكر الصادق» وهو أن يذكر اللّه سبحانه ويعمل وفقا للصفة التي ذكر اللّه بها ، فإذا كان ذكره «يا كافي المهمات» فلا يرجع في مهمات اُموره إلى غير اللّه تعالى ، ويستكفي اُموره باللّه سبحانه وتعالى ، وكذا الأسماء الاُخرى للّه سبحانه (مصباح الشريعة : ص ۵۰) .

2.راجع : ج ۱ ص ۷۳ (الذكر باللسان والذكر عند المصيبة وعند ما حرّم اللّه ) .

3.راجع : ج ۱ ص ۷۷ (الذكر الجليّ) .

4.راجع : ج ۱ ص ۷۵ (الذكر الخفيّ) .

  • نام منبع :
    نَهجُ الذِّكر 1
    المساعدون :
    الافقي، رسول
    المجلدات :
    2
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1428 ق / 1386 ش
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 199836
الصفحه من 604
طباعه  ارسل الي