249
مكاتيب الأئمّة ج4

تَحَبَّب إلى إخوانِكَ بِصِلَتِهِم ، فإنّ اللّهَ جَعَلَ العَطاءَ مَحَبَّةً وَالمَنعَ مَبغَضَةً ، فَأنتُم وَاللّهِ إن تَسألوني وَاُعطيكُم فَتُحبّوني أحَبُّ إلَيَّ مِن ألاّ تَسألوني فَلا اُعطيكُم فَتُبغِضوني ، وَمَهما أجرى اللّهُ عز و جل لَكُم مِن شَيءٍ على يَدَيَّ فَالمَحمودُ اللّهُ ( تعالى ) ، وَلا تَبعُدونَ مِن شُكرِ ما أجرى اللّهُ لَكُم على يَدَيَّ . ۱

في البذاء

۰.معلّى بن محمّد، عن أحمد بن غسّان ، عن سَماعة۲قال: دخلت على أبي عبد اللّه عليه السلام فقال لي مبتدئاً :يا سُماعَةُ ، ما هذا الّذي كان بَينَكَ وَبَينَ جَمّالِكَ ، إيّاكَ أن تَكونَ فَحَّاشاً أو سَخّاباً أو لَعّاناً .
فقلتُ : وَاللّه لَقَد كانَ ذلِكَ ، إنَّهُ ظَلَمَني . فقال:
إن كانَ ظَلَمَكَ لَقَد اُوتيتَ عَلَيهِ ، إن هذا لَيسَ مِن فِعالي وَلا آمُرُ بهِ شيَعتي ، استَغفِر
رَبَّكَ وَلا تَعُد .
قلت : استَغفِرُ اللّهَ وَلا أعودُ . ۳

في التّفتيش عن أحوال النّاس

۰.الإمام الصّادق عليه السلام قال لأبي بصير:يا أبا مُحَمّدٍ ، لا تُفَتِّش النّاسَ عَن أديانِهِم فَتَبقى بِلا صَديقٍ . ۴

1.الأمالي للطّوسي: ص۳۰۴ ح۶۰۸.

2.سماعة بن مهران بن عبد الرّحمان الحضرمي ، مولى : عبد بن وائل بن حجر الحضرميّ ، يكنّى : أبا ناشرة ، وقيل : أبا محمّد ، كان يتّجر في القز ، ويخرج به إلى حران ، ونزل من الكوفة كندة ، روى عن أبي عبد اللّه وأبي الحسن عليهماالسلام ، رمات بالمدينة ، ثقة ، ثقة ، وله بالكوفة مسجد بحضرموت ، وهو مسجد زرعة بن محمّد الحضرمي بعده ، ومات سنة خمس وأربعين ومئة . (راجع : رجال النجاشي : ج ۱ ص ۴۳۱ الرقم ۵۱۵ ، رجال الطوسي : ص ۲۲۱ الرقم ۲۹۵۸ ، خلاصة الأقوال : ص ۳۵۶) .

3.الكافي:ج ۲ ص۳۲۶ ح۱۴، كشف الغمّة : ج۲ ص۴۰۶.

4.تحف العقول : ص۳۶۹،بحار الأنوار : ج۷۸ ص۲۵۳ ح۱۰۹ نقلاً عنه.


مكاتيب الأئمّة ج4
248

في الكتمان

۰.أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن عبد اللّه بن يحيى ، عن حريز ، عن معلّى بن خُنَيْس۱قال : قال أبو عبد اللّه عليه السلام :يا مُعَلَّى ، اكتُم أمرَنا ولا تُذِعُه ، فإنَّهُ مَن كَتَمَ أمرَنا وَلَم يُذِعهُ أعَزَّهُ اللّهُ بِهِ فِي الدُّنيا ، وَجَعَلَهُ نوراً بَينَ عَينَيهِ في الآخِرَةِ ، يَقودُهُ إلى الجَنَّةِ ، يا مُعَلَّى مَن أذاعَ أمرَنا وَلَم يَكتِمهُ أذَلَّهُ اللّهُ بِهِ في الدُّنيا وَنَزَعَ النّورَ مِن بَينِ عَينَيهِ في الآخِرَةِ ، وَجَعَلَهُ ظُلمَةً تَقودُهُ إلى النّارِ ، يا مُعَلّى ، إنَّ التَّقِيَةَ مِن ديني وَدينِ آبائي ، وَلا دينَ لِمَن لا تَقِيَّةَ لَهُ ، يا مُعَلّى ، إنَّ اللّهَ يُحِبُّ أن يُعبَدَ في السِّرِ كَما يُحِبُّ أن يُعبَدَ في العَلانِيَةِ ، يا مُعلّى ، إنّ المُذيعَ لِأمرِنا كالجاحِدِ لَهُ . ۲

في أحوال الشّاب

۰.أبو قتادة ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام ، أنّه قال:لَستُ اُحِبُّ أن أرى الشّابَّ مِنكُم إلاّ غادِياً في حالَينِ : إمّا عالِماً أو مُتَعَلِّماً ، فإن لَم يَفعَل فَرَّطَ ، فإن فَرَّطَ ضَيَّعَ ، وَإن ضَيَّعَ أثِمَ ، وَإن أثِمَ سَكَنَ النّارَ وَالّذي بَعَثَ مُحَمّداً صلى الله عليه و آله بِالحَقِّ . ۳

في الحبّ إلى الإخوان

۰.أبا قتادة ، عن صفوّان الجمّال، قال: دخل المعلّى بن خنيس على أبي عبد اللّه عليه السلام يودعه وقد أراد سفراً، فلمّا ودعه، قال:يا مُعَلّى، أعزِز بِاللّهِ يُعزِزكَ .
قال : بماذا يابن رسول اللّه ؟ قال: يا مُعلّى،خَفِ اللّهَ( تَعالى )يَخَف مِنكَ كُلُّ شَيءٍ . يا مُعلّى ،

1.معلّى بن خُنَيْس : أبو عبد اللّه ، مولى الصّادق عليه السلام ، ومن قبله كان مولى بني أسد ، كوفيّ ، بزاز ، وقد نسب إليه الغلوّ ، وروى الكشي روايات كثيرة تدلّ على مدحه ، وأنّه من أهل الجنّة ، ثمّ روى ما يدلّ على ذمّه من جهة تقصيره في التّقية ، ومن أنّه أزاع سرّ مولاه عليه السلام . (راجع : رجال النجاشي : ج ۲ ص ۳۶۳ الرقم ۱۱۱۵ ، رجال الكشي : ج ۲ ص ۶۷۵ ، خلاصة الأقوال : ص ۳۵۲ و ۴۰۸) .

2.الكافي : ج۲ ص۲۲۳ ح۸، المحاسن : ج۱ ص۲۵۵ ح۲۸۶، مشكاة الأنوار : ص۸۷.

3.الأمالي للطّوسي: ص۳۰۳ ح۶۰۴، بحار الأنوار: ج۱ ص۱۷۰ ح۲۲ نقلاً عنه.

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج4
    المساعدون :
    الفرجی، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 89602
الصفحه من 530
طباعه  ارسل الي