239
مكاتيب الأئمّة ج4

أنّ رجلاً قال للصّادق جعفر بن محمّد عليهماالسلام : أوصني . فقال :
أعِدَّ جِهازَكَ ، وَقَدِّم زادَكَ لِطولِ سَفَرِكَ ، وَكُن وَصِيَّ نَفسِكَ ، وَلا تَأمَن غَيرَكَ أن يَبعَثَ إلَيكَ بِما يُصلِحُكَ .۱

تكملة

فيما أمر به شيعته وأصحابه

في مكارم الأخلاق

۰.عن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن معاوية بن عمّار۲قال : قال أبو عبد اللّه عليه السلام :وَطِّن نَفسَكَ على حُسنِ الصَّحابَةِ لِمَن صَحِبتَ في حُسنِ خُلُقِكَ ، وَكُفَّ لِسانَكَ وَاكظُم غَيظَكَ ، وَأقِلَّ لَغوَكَ ، وَتَفَرّش عَفوَكَ وَتَسخو نَفسُكَ . ۳

۰.وسهل بن زياد، وعليّ بن إبراهيم ، عن أبيه جميعاً، عن ابن محبوب ، عن هشام بن سالم قال : سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول لحمران بن أعين۴:يا حُِمرانُ ، انظُر إلى مَن هُوَ دونَكَ في المَقدِرَةِ ، وَلا تَنظُر إلى مَن هُوَ فَوقَكَ في المَقدِرَةِ ، فإنَّ ذلِكَ أقنَعُ لَكَ بِما قُسِمَ لَكَ ، وَأحرى أن تَستَوجِبَ الزِّيادَةَ مِن رَبِّكَ ، اعلَم أنَّ العَمَلَ الدّائِمَ القَليلَ على يَقينٍ ، أفضَلُ عِندَ اللّهِ جَلَّ ذِكرُهُ مِنَ العَمَلِ الكَثيرِ على غَيرِ يَقينٍ . وَاعلَم إنَّهُ لا وَرَعَ أنفَعُ مِن تَجَنُّبِ

1.الأمالي للطّوسي: ص۳۵۵ ح۴۳۵، روضة الواعظين : ص۴۸۸ .

2.معاوية بن عمّار بن أبي معاوية خبّاب بن عبد اللّه الدّهنيّ ، ودهن هو حيّ من بجيلة ، مولاهم كوفيّ ، كان وجها ، ومقدما ، كثير الشأن ، عظيم المحل ، ثقة وأخوه القاسم ، وحكيم ، ومحمّد وكان من أصحاب الصّادق والكاظم عليهماالسلام ، وله كتاب . (راجع : رجال النجاشيّ : ج ۲ ص ۳۴۶ الرقم ۱۰۹۷ ، رجال الطوسي : ص ۳۰۳ الرقم ۴۴۵۷ ، الفهرست : ص ۲۴۷ الرقم ۷۳۷) .

3.الكافي : ج۴ ص۲۸۶ ح۳.

4.حُمران بن أعين الشّيبانيّ ، مولى كوفّي ، تابعيّ من أصحاب الباقر والصّادق عليهماالسلام ، ممدوح معظم ، مشكور ، قال أبي جعفر عليه السلام لحمران : أنت من شيعتنا في الدنيا والآخرة . يكني أبا الحسن ، ( راجع : رجال الطوسي : ص ۱۹۴ الرقم ۲۴۱۵ ، رجال الكشي : ج ۱ ص ۴۱۲ ، خلاصة الأقوال : ص ۱۳۴) .


مكاتيب الأئمّة ج4
238

فَقلت : يا ابن بنت رسول اللّه زِدني . فقال عليه السلام :
يا سُفيانُ ثِق بِاللّهِ تَكُن عارِفاً . وَارضَ بِما قَسَمَهُ لَكَ تَكُن غَنِيّاً . صاحِب بِمِثلِ ما يُصاحِبونَكَ بِهِ تَزدَد إيماناً ، وَلا تُصاحِب الفاجِرَ فَيُعَلِّمُكَ مِن فُجورِهِ . وَشاوِر في أمرِكَ الّذينَ يَخشَوَن اللّهَ عز و جل . ثم أمسك عليه السلام .
فقلت : يا ابن بنت رسول اللّه زدني . فقال عليه السلام :
يا سُفيانُ ، مَن أرادَ عِزّاً بِلا سُلطانٍ ، وَكَثرَةً بِلا إخوانٍ ، وَهَيبَةً بِلا مالٍ ، فَلينتَقِل مِن ذُلِّ مَعاصي اللّهِ إلى عِزِّ طاعَتِهِ .
ثمّ أمسك عليه السلام فقلت: يا ابن بنت رسول اللّه زدني. فقال عليه السلام :
يا سُفيانُ ، أدَّبني أبي عليه السلام بِثَلاثٍ ، وَنَهاني عَن ثَلاثٍ : فَأمّا اللَّواتي أدَّبني بِهِنّ فإنَّهُ قالَ لي : يا بُنَيَّ مَن يَصحَب صاحِبَ السُّوءِ لا يَسلَمُ . وَمَن لا يُقَيِّد ألفاظَهُ يَندَم ، وَمَن يَدخُل مَداخِلَ السُّوءِ يُتَّهَم .
قلت: يا ابن بنت رسول اللّه ، فما الثّلاث اللّواتي نهاك عَنهُنّ ؟ قال عليه السلام :
نَهاني أن أصاحِبَ حاسِدَ نِعمَةٍ وَشامِتاً بُمُصيبَةٍ ، أو حامِلَ نَميمَةٍ .۱

مفتاح الرّزق

أحمد، عن يحيى بن العلاء، وإسحاق بن عمّار جميعاً، عن أبي عبد اللّه عليه السلام ، قالا: ما ودّعنا قطّ إلاّ أوصانا بخصلتين:
عَلَيكُم بِصدقِ الحَديثِ ، وَأداءِ الأمانَةِ إلى البَرِّ وَالفاجِرِ ، فَإنَّهُما مِفتاحُ الرِّزقِ .۲

من مواعظه عليه السلام

أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار ، قال : حدّثنا سعد بن عبد اللّه ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن عنبسة بن بجاد العابد :

1.تحف العقول: ص۳۷۶، بحار الأنوار: ج۷۸ ص۲۶۱ ح۱۶۰ نقلاً عنه.

2.الأمالي للطّوسي: ص۶۷۶ ح۱۴۲۹، بحار الأنوار: ج۱۰۳ ص۹۲ ح۶ نقلاً عنه.

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج4
    المساعدون :
    الفرجی، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 89040
الصفحه من 530
طباعه  ارسل الي