237
مكاتيب الأئمّة ج4

محمّد بن أحمد الضّبِيّ قال : حدّثنا مُحمّد بن عبد العزيز الدِّينَوَريّ قال : حدّثنا عبيد اللّه بن موسى العبسيّ ، عن سفيان الثّوريّ قال : لقيت الصّادق بن الصّادق جعفر بن محمّد عليهماالسلام فقلت له : يا ابن رسول اللّه أوصني. فقال لي :
يا سُفيانُ ، لا مُروءَةَ لِكَذوبٍ ، وَلا أخَ لِمَلولٍ ، وَلا راحَةَ لِحَسودٍ ، وَلا سُؤدَدَ لِسَيِّئ الخُلُقِ .
فقلت : يا ابن رسول اللّه ، زدني . فقال لي :
يا سُفيانُ ، ثِق بِاللّهِ تَكُن مُؤمِناً ، وَارضَ بِما قَسَمَ اللّهُ لَكَ تَكُن غَنِيّاً ، وَأحسِن مُجاوَرَةَ مَن جاوَرتَهُ تَكُن مُسلِماً ، وَلا تَصحَب الفاجِرَ فَيُعَلِّمُكَ مِن فُجورِهِ ، وَشاوِر في أمرِكَ الّذينَ يَخشَونَ اللّهَ عز و جل .
فقلت: يا ابن رسول اللّه زدني. فقال لي :
يا سُفيانُ مَن أرادَ عِزّاً بِلا عَشيَرةٍ ، وغِنى بِلا مالٍ وَهيَبةً بِلا سُلطانٍ ، فَليَنتَقِل مِن ذُلِّ مَعصِيَةِ اللّهِ إلى عِزّ طاعَتِهِ .
فَقلتُ : زدني يا ابن رسول اللّه . فقال لي : يا سُفيانُ أمَرَني والدي عليه السلام بِثَلاثٍ وَنَهاني عَن ثَلاثٍ ، فَكانَ فيما قالَ لي: يا بُنيَّ ، مَن يَصحَب صاحِبَ السُّوءِ لا يَسلَمُ ، وَمَن يَدخُل مَداخِلَ السُّوءِ يُتَّهَمُ ، وَمَن لا يَملِك لِسانَهُ يَندَمُ، ثُمَّ أنشَدَني (فقالَ ) عليه السلام :

عَوِّد لِسانَكَ قَولَ الخَيرِ تَحظَ بِهِإنّ اللِّسانَ لِما عَوّدتَ يَعتادُ
مُوَكَّلٌ بِتَقاضي ما سَنَنتَ لَهُفي الخَيرِ وَالشَّرِ فانظُر كَيفَ تَعتادُ۱
وَفي تُحَفِ العُقولِ: قال سفيان الثوريّ : دَخَلتُ على الصّادِقِ عليه السلام فَقُلتُ لَهُ : أوصِني بِوَصِيَةٍ أحفَظُها مِن بَعدِكَ . قال عليه السلام :
وَتَحفَظُ يا سُفيانُ ؟
قلت : أجَل يا ابنَ بنتِ رَسولِ اللّهِ . قال عليه السلام :
يا سُفيانُ لا مُرُوَّةَ لِكَذوبٍ . ولا راحَةَ لِحَسودٍ ، ولا إخاءِ لِمَلولٍ . وَلا خُلَّةَ لِمُختالٍ . وَلا سُؤدَدَ لِسَيِّئ الخُلُقِ . ثُمَّ أمسَكَ عليه السلام .

1.الخصال : ص ۱۶۹ ح۲۲۲، بحار الأنوار: ج۷۸ ص۱۹۲ ح۶ نقلاً عنه.


مكاتيب الأئمّة ج4
236

۰.وفي مشكاة الأنوار :أُوصيكَ بِحفظِ ما بَينَ رِجلَيكَ ، وَما بَينَ لَحيَيكَ ۱ . ۲

وصيّة محكمة موجزة في السّرائر:

۰.أتى رجل إلى أبي عبد اللّه عليه السلام فقال: يا بن رسول اللّه أوصني. فقال له :لا يَفقِدُكَ اللّهُ حَيثُ أمَرَكَ ، وَلا يَراكَ حَيثُ نَهاكَ . فقال له : زدني . فقال : لا أجِدُ ۳ . ۴

عقاب من استخفّ بصلاته

حدّثني محمّد بن عليّ ما جيلويه ، عن عمّه ، عن محمّد بن عليّ القرشيّ ، عن ابن فضّال ، عن الميثميّ ، عن أبي بصير ، قال : دخلت على أُمّ حميدة ۵ أُعزّيها بأبي عبد اللّه عليه السلام فبكت وبكيت لبكائها . ثمّ قالت : يا أبا محمّد ، لو رأيتَ أبا عَبدِ اللّهِ عِندَ المَوتِ لَرَأيتَ عَجَباً ، فَتَحَ عَينَهُ ثُمَّ قالَ : اجمَعوا لي كُلَّ مَن بَيني وَبَينَهُ قَرابَةٌ . قالَت : فَلَم نَتركُ أحَداً إلاّ جَمَعناهُ . قالَ : فَنَظَر إلَيهِم ثُمَّ قالَ : إنّ شفاعَتَنا لا تَنالُ مُستَخِفّاً بِالصَّلاة .۶

وصيّته عليه السلام إلى سفيان الثّوري

حدّثنا أبو أحمد القاسم بن محمّد السّراج الهمذانيّ ، بهمذان ، قال : حدّثنا أبو بكر

1.وفي كتاب الزهد للحسين بن سعيد : صفوان بن يحيى عن أبي خالد عن حمزة بن حمران عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: أتى النّبيّ صلى الله عليه و آله أعرابيّ فقال : أوصني يا رسول اللّه . فقال: نعم اُوصيك بحفظ ما بين رجليك . ( ص۸ ح۱۴) .

2.مشكاة الأنوار : ص۱۲۲ ح ۲۸۶ ، بحار الأنوار : ج۷۱ ص۲۷۴ ح۲۲ نقلاً عنه .

3.في الحكايات : زاد في آخره «مزيدا» .

4.في السرائر: ج۳ ص۶۵۰، الحكايات : ص۹۵ ح۵ .

5.اُمّ حميدة أو حميدة البربريّة اُخت صالح البربري زوجة الإمام جعفر الصادق عليه السلام واُمّ الكاظم عليه السلام ، والبربريّة نسبة إلى بربر ، وهم قبائل كثيرة في جبال المغرب ، وتلقب حميدة بالمصفّاة أيضا ولؤلؤة ، ويقال : هي أُندلسيّة ، وكانت من التّقّيات الثّقات ، وكان الصّادق عليه السلام يرسلها مع اُمّ فروفة تقضيات حقوق أهل المدينة ، ولها كرامات . (راجع : الإرشاد : ج ۲ ص ۲۱۵ ، تنقيح المقال : ج ۳ ص ۷۶) .

6.ثواب الأعمال : ص۲۲۸، الأمالي للصدوق: ص۵۷۲ ح۷۷۹، المحاسن: ج۱ ص۸۰ ح۶، روضة الواعظين : ص۳۱۸، بحار الأنوار: ج۴۷ ص۲ ح۵ وج۸۳ ص۱۹ ح۳۱ وج۸۴ ص۲۳۴ ح۱۰ .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج4
    المساعدون :
    الفرجی، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 89022
الصفحه من 530
طباعه  ارسل الي