فَقالَ : وَأيُّ شيءٍ ذلِكَ ؟
فَقُلتُ لَهُ : ثَلاثٌ لا يُغَلّ عَلَيهِنَّ قَلبُ امرِىًمُسلِمٍ : إخلاصُ العَمَلِ للّهِِ قَد عَرَفناه ، وَالنَّصيحَةُ لِأئِمَّةِ المُسلِمينَ ، مَن هَولاءِ الأئِمَّةُ الّذين يَجِبُ عَلَينا نَصيحَتُهُم؟ مُعاوِيَةُ بنُ أبي سُفيانَ وَيَزيدُ بنُ مُعاوِيَةَ وَمَروانُ بنُ الحَكَمِ ؟ وَكُلٌّ مَن لا تَجوزُ شَهادَتُهُ عِندَنا وَلا تَجوزُ الصَّلاةُ خَلفَهُم.
وَقَولُهُ : وَاللُّزومُ لِجَماعَتِهِم ، فَأيُّ الجَماعَةِ مُرجِئٌ يَقولُ : مَن لَم يُصَلِّ وَلَم يَصُم ، وَلَم يَغتَسِل مِن جَنابَةٍ وَهَدَمَ الكَعبَةَ ، وَنَكَحَ أُمَّهُ ، فَهُوَ على إيمانِ جَبرئيلَ وَميكائيلَ . أو قَدرِيٌّ يَقولُ : لا يَكونُ ما شاءَ اللّهُ عز و جل ، وَيَكونُ ما شاءَ إبليسُ . أو حَرورِيٌّ يَتَبرَّأ من عَلِيٍّ بنِ أبي طالِبٍ ، وَشَهِدَ عَلَيهِ بِالكُفرِ . أو جَهمِيٌّ يقول : إنَّما هِيَ مَعرِفَةُ اللّهِ وَحدَهُ ، لَيسَ الإيمانُ شيئا ۱ غيرها .
قالَ : وَيحَكَ ، وَأيُّ شَيءٍ يَقولونَ؟
فَقُلتُ : يَقولونَ : إنَّ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ عليه السلام وَاللّهِ ، الإمامُ الّذي يَجِبُ عَلَينا نَصيحَتُهُ وَلُزومُ جَماعَتِهِم أهلَ بَيتِهِ .
قال : فَأخَذَ الكِتابَ فَخَرقَهُ ثُمَّ قال : لا تُخبِر بِها أحَداً . ۲
28
كتابه عليه السلام للنّجاشي عامل الأهواز
في بعض ما يلزم الوالي
في كشف الرّيبة: الحديث العاشر: رويناه بأسانيد متعدّدة ، أحدها الإسناد المتقدّم