675
تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2

464

الأصْلُ:

۰.وسُئل عن أشعر الشعراء ، فقال عليه السلام : إِنَّ الْقَوْمَ لَمْ يَجْرُوا فِي حَلْبَةٍ تُعْرَفُ الْغَايَةُ عِنْدَ قَصَبَتِهَا ، فَإِنْ كَانَ وَلاَ بُدَّ فَالْمَلِكُ الضِّلِّيلُ ۱ .
قال : يُرِيدُ اُمْرَأ القَيْسَ .

الشّرْحُ:

فأما قولُ أمير المؤمنين عليه السلام «المَلك الضّلِّيل» فإنما سُمِّي امرُؤ القيس ضِلِّيلاً لما يُعلن به في شِعره من الفِسْق ، والضِّلِّيل : الكثيرُ الضلال ، كالشِّرِّيب ، والخِمِّير والسِّكير ، والفِسِّيق ، للكثير الشُرْب وادّمان الخَمر والسُكر والفِسْق .

465

الأصْلُ:

۰.وقال عليه السلام :أَلاَ حُرٌّ يَدَعُ هذِهِ اللُّمَاظَةَ لِأَهْلِهَا ! إِنَّهُ لَيْسَ لِأَنْفُسِكُمْ ثَمَنٌ إِلاَّ الْجَنَّةَ ، فَـلاَ تَبِيعُوهَا إِلاَّ بِهَا .

الشّرْحُ:

اللَّماظة بفَتْح اللاّم : ما تَبقَّى في الفم من الطّعام ولَمَظ الرجل يَلمُظ بالضمّ لَمْظاً ، إذا تتبّع بلسانِه بقيّة الطعام في فمه وأخرَج لسانه فمسَح به شفَتيه ، وكذلك التَّلمُّظ [ والمراد بها هنا الدنيا ] .

1.جرى الفرس : ركض وعدا . الحَلْبة : القطعة من الخيل تجتمع للسباق . القصبة : الغاية التي تنصب آخر السباق .


تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2
674

462

الأصْلُ:

۰.وقال عليه السلام :مَا لاِبْنِ آدَمَ وَالْفَخْرِ ! أَوَّلُهُ نُطْفَةٌ ، وَآخِرُهُ جِيفَةٌ . لاَ يَرْزُقُ نَفْسَهُ ، وَلاَ يَدْفَعُ حَتْفَهُ .

الشّرْحُ:

قد تقدّم كلامُنا في الفَخْر ، وذكَرْنا الشِّعرَ الّذي أُخِذَ من هذا الكلام ، وهو قولُ القائل :

ما بالُ مَن أوّلُه نُطفةٌوجيفةٌ آخِرُه يفخَرُ
يُصبِح ما يَملِك تقديمَ مايَرجُو ولا تأخيرَ ما يَحذَرُ!
وإذا كان لابدّ من الفَخْر فلْيفْخَر الإنسانُ بعلْمه وبشَرِيف خُلُقه ، وإذا أعجَبَك من الدّنيا شيءٌ فاذكرْ فناءَك وبقاءَه ، أو بقاءَك وفناءَه ، أو فناءَكما جميعا .

463

الأصْلُ :

۰.الْغِنَى وَالْفَقْرُ بَعْدَ الْعَرْض عَلَى اللّهِ .

الشّرْحُ:

أي لا يُعَدّ الغنيّ غنيّا في الحقيقة إلاّ من حَصَل له ثوابُ الآخرة الّذي لا يَنقطع أبدا ولا يعدّ الفقِير فقيرا إلاّ مَنْ لم يَحصُل له ذلك ، فإنّه لا يزال شقيّا معذَّباً ، وذاك هو الفَقْر بالحقيقة .
فأمّا غِنَى الدنيا وفَقْرُها فأمران عَرَضيّان ، زوالهما سريع ، وانقضاؤهما وَشِيك . وإطلاق هاتَيْن اللّفظتين على مُسمّـاهما الدّنيويّ على سبيلِ المجاز عند أربابِ الطريقة ، أعنِي العارِفين .

  • نام منبع :
    تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2
    المجلدات :
    2
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1426 ق / 1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 111278
الصفحه من 800
طباعه  ارسل الي