593
تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2

فقال له : أَيَغْلِبُكُمْ نِسَاؤُكُمْ عَلَى مَا أسْمَعُ ! أَلاَ تَنْهَوْنَهُنَّ عَنْ هذَا الرَّنِينِ!
(وأقبل حرب يمشي معه وهو عليه السلام راكب ، فقال له ) : ارْجِعْ ، فَإِنَّ مَشْيَ مِثْلِكَ مَعَ مِثْلِي فِتْنَةٌ لِلْوَالِي ، وَمَذَلَّةٌ لِلْمُؤْمِنِ .

الشّرْحُ:

الرّنين : الصوت ، وإنما جعله فتنة للوالي لما يتداخله من العُجْب بنفسه والزَّهْو ، ولا ريب أيضا في أنّه مذلّة للمؤمن ، فإنّ الرّجل الماشي إلى ركاب الفارس أذلّ الناس .

329

الأصْلُ:

۰.وقال عليه السلام وقد مر بقتلى الخوارج يوم النَّهْرَوَان : بُؤْساً لَكُمْ ، لَقَدْ ضَرَّكُمْ مَنْ غَرَّكُمْ . فقيل له : مَنْ غَرَّهُمْ يَا أَمِيرَ المؤمنين؟
فقال :
الشَّيْطَانُ الْمُضِلُّ ، وَالنَّفُسُ الْأَمَّارَةُ بِالسُّوءِ ، غَرَّتْهُمْ بالْأَمَانِيِّ ، وَفَسَحَتْ لَهُمْ في الْمَعَاصِي ، وَوَعَدَتْهُمُ الإِظهَارَ ؛ فَاقْتَحَمَتْ بِهِمُ النَّارَ .

الشّرْحُ:

يقَالُ : بؤسَى لزيد وبؤسا ـ بالتنوين ـ لزيد ، فبؤسى نظيره نُعمَى . وبؤسا نظيره نعمةً ، ينتصب على المصدر .
وهذا الكلام ردّ على المجبِّرة ، وتصريح بأن النفس الأمّارة بالسوء هي الفاعلة . والإظهار : مصدر ، أظهرته على زيد ، أي جعلته ظاهرا عليه غالبا له ، أي وعدتهم الانتصار والظفر .


تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2
592

ولا تُفْشِ له سرّا ، ولا تغتابنّ عنده أحدا ، ولا تنقلنّ إليه حديثا ، ولا تطلبنّ عثرته ، وإن زلّ قبلْتَ معذرتَه ، وعليك أن توقّره وتُعظِّمه للّه مادام حافظا أمر اللّه ، ولا تجلس أمامه ، وإذا كانت له حاجة فاسبق أصحابك إلى خدمته» .

327

الأصْلُ:

۰.وقال عليه السلام لعبدِاللّه بن العبّاسِ رضى الله عنه وقد أَشارَ إليهِ في شيءٍ لم يوافق رأيَهُ :
لَكَ أَنْ تُشِيرَ عَلَيَّ وَأَرَى ، فَإِذَا عَصَيْتُكَ فَأَطِعْنِي .

الشّرْحُ:

الإمام أفضل من الرعيّة رأيا وتدبيرا ، فالواجب على مَنْ يشير عليه بأمرٍ فلا يقبله أن يطيعَ ويسلّم ويعلم أن الإمام قد عَرَف من المصلحة ما لم يعرف ۱ .

328

الأصْلُ:

۰.وروي أنه عليه السلام لما ورد الكوفة قادماً من صفّين مر بالشّاميين ۲ ، فسمع بكاء النساء على قتلى صفّين ، وخرج إليه حرب بن شُرَحْبِيل الشّامي ؛ وكان من وجوه قومه ،

1.أصل هذه الكلمات ، أنّ المغيرة بن شعبة كان قد أشار على الإمام عليه السلام بإبقاء معاوية على ولاية الشام ، حتى يستتب الأمر ، فلم يقبل عليه السلام منه ، ثمّ جاء ابن عباس فصدّق رأي المغيرة وأصرّ على الإمام عليه السلام ليقبل ذلك ، فقال عليه السلام له ما قال له . رواه الطبري ۴ / ۴۴۱ سنة ۳۵ .

2.في نسخ أُخرى : مرّ بالشّباميين ، وهو حي من أحياء اليمن .

  • نام منبع :
    تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2
    المجلدات :
    2
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1426 ق / 1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 111305
الصفحه من 800
طباعه  ارسل الي