551
تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2

قال : اللمظة مثل النكتة أو نحوها من البياض . ومنه قيل فرس ألمظ ، إذا كان بجحفلته شيء من البياض .

الشّرْحُ:

قال أبو عُبيد : هي لُمْظَة بضم اللام ؛ والمحدِّثون يقولون : لَمْظة بالفَتح ؛ والمعروفُ من كلام العَرَب الضّم . قال : وفي هذا الحديث حُجّةٌ على مَنْ أنكر أن يكون الإيمانُ يزيدُ ويَنقُص ، ألا تَرَاه يقول : كُلَّما ازدادَ الإيمانُ ازدادتْ اللُّمْظة .

263

الأصْلُ:

۰.ومنهُ : إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا كَانَ لَهُ الدَّيْنُ الظَّنُونُ ، يَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يُزَكِّيَهُ لِمَا مَضَى إِذَا قَبَضَهُ .

قالَ : الظُّنُونُ : الذي لا يعلم صاحبه أيَقْبِضُهُ من الذي هو عليه أم لا ، فكأنه الذي يُظنُّ به ذلك ، فمرة يرجوه ومرة لا يرجوه . وهذا من أفصح الكلام ، وكذلك كل أمر تطلبه ولا تدري على أي شيء أنت منه فهو ظَنون .

الشّرْحُ:

قال أبو عُبَيْد : في هذا الحديث من الفِقْه أنّ من كان له دَيْن على النّاس فليس عليه أن يُزَكِّيَه حتّى يَقبِضه ، فإذا قَبَضه زَكّاه لما مضى ، وإن كان لا يرجوه ، قال : وهذا يردّه قولَ من قال : إنّما زَكاتُه على الّذي عليه المال ، لأنّه المنتفِع به ؛ قال : وكما يُروَى عن إبراهيم . والعَمَل عندنا على قول عليٍّ عليه السلام ۱ .

1.في نسخة ابن أبي الحديد : أيقضيه والصحيح ما أثبتناه اعتماداً على نسخ أُخرى .


تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2
550

والحقاق : محاقّة الأم للعصَبة في المرأة ، وهو الجدال ، والخصومة ، وقول كل واحد منهما للآخر : أنا أحق منك بهذا ، يقال منه : حاققته حقاقاً ، مثل جادلته جدالاً . قال وقد قيل : إن نص الحقاق بلوغ العقل ، وهو الإدراك ، لأنّه عليه السلام إنما أراد منتهى الأمر الذي تجب به الحقوق والأحكام .
قال : ومن رواه«نص الحقائق» فإنما أراد جمع حقيقة ، هذا معنى ما ذكره أبوعبيد القاسم بن سلام .
قال : والذي عندي أن المراد بنص الحقاق ها هنا بلوغ المرأة إلى الحد الذي يجوز فيه تزويجها وتصرفها في حقوقها ، تشبيهاً بالحِقاق من الإبل ، وهي جمع حِقّة وحِقّ وهو الذي استكمل ثلاث سنين ودخل في الرابعة ، وعند ذلك يبلغ إلى الحد الذي يُمكنُ فيه من ركوب ظهره ونصه في سيرهِ ، والحقائق أيضاً : جمع حِقة ؛ فالروايتان جميعاً ترجعان إلى معنى واحد ، وهذا أشبه بطريقة العرب من المعنى المذكور أولاً .

الشّرْحُ:

وأمّا تفسيرُ الرضيّ رحمه الله فهو أشبَه من تفسير أبي عُبَيد ، إلاّ أنّه قال في آخِره : والحقائق أيضا جمعُ حِقّة ، فالروايتان تَرجِعان إلى معنىً واحد . وليس الأمرُ على ما ذُكِر من أنّ الحَقائق جمعُ حِقّة ، ولكنّ الحقائق جمع حِقاق ، والحِقاق جمع حِقّ ، وهو ما كان من الإبل ابنَ ثلاث سنينَ ، وقد دخل في الرابعة ، فاستَحقّ أن يُحمَل عليه ويُنتفع به ، فالحقائق إذْن جمع الجَمْع لِحقّ لا لِحِقّة ، ومثل إفال وأفائل . قال : ويُمكِن أن يقال : الحِقاق هاهنا الخصومة ، يقال : ما لَه فيه حِقّ ولا حِقاق أي ولا خصومة ، ويقال لمن يُنازِع في صِغار الأشياء إنّه لبرق الحِقاق ، أي خصومَتُه في الدَّنيء من الأمر ؛ فيكون المعنى إذا بَلَغت المرأةُ الحَدَّ الذي يستطيع الإنسانُ فيه الخصومَه والجدَالَ فَعَصَبتُها أولَى بها من أُمِّها ؛ والحَدُّ الّذي تَكمُل فيه المرأة والغُلامُ للخُصومة والحكومة والجدالِ والمناظرة هو سِنُّ البُلوغ .

262

الأصْلُ:

۰.ومنهُ : إِنَّ الاْءِيمَانَ يَبْدُو لُمْظَةً فِي الْقَلْبِ ، كُلَّمَا ازْدَادَ الاْءِيمَانُ ازْدَادَتِ اللُّمْظَةُ .

  • نام منبع :
    تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2
    المجلدات :
    2
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1426 ق / 1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 111158
الصفحه من 800
طباعه  ارسل الي