483
تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2

157

الأصْلُ:

۰.عَلَيْكُمْ بِطَاعَةِ مَنْ لاَ تُعْذَرُونَ بِجَهَالَتِهِ .

الشّرْحُ:

يعني نفسَه عليه السلام ؛ وهو حقّ على المذهَبين جميعا ، أما نحن فعندنا أنه إمامٌ واجبُ الطاعة بالاختيار ، فلا يُعذَر أحدٌ مِن المكلّفين في الجهل بوجوب طاعته ، وأمّا على مذهبِ الشِّيعة فلأنه إمامٌ واجبُ الطّاعة بالنصّ ، فلا يُعْذَر أحدٌ من المكلفين في جَهالة إمامته ، وعندهم أنّ معرفة إمامته تَجري مجرى معرفةِ محمد صلى الله عليه و آله وسلمومَجرى معرفة الباري سبحانه ، ويقولون : لا تصحّ لأحد صلاةٌ ولا صَومٌ ولا عبادة إلاّ بمعرفة اللّه والنبيّ والإمام .
وعلى التحقيق ، فلا فرق بيننا وبينهم في هذا المعنى ؛ لأنّ من جَهل إمامة عليٍّ عليه السلام وأنكرَ صِحَتها ولزومها ، فهو عند أصحابنا مخلد في النار ، لا ينفعه صوم ولا صلاة ؛ لأنّ المعرفة بذلك من الأُصول الكليّة التي هي أركانُ الدين ، ولكِنّا لا نُسَمِّي مُنكر إمامته كافرا ، بل نسمّيه فاسقا ، وخارجيا ، ومارِقا ، ونحو ذلك ، والشِّيعة تسميه كافرا ، فهذا هو الفرْق بيننا وبينهم ، وهو في اللفظ لا في المعنى ۱ .

158

الأصْلُ:

۰.مَا شَكَكْتُ فِي الْحَقِّ مُذْ أُرِيتُهُ .

1.الذي لا يعذر بجهالته أوّلاً هو اللّه سبحانه ثم الرسول صلى الله عليه و آله وسلم ، ثم أوصياؤه الاثنا عشر عليهم السلام ، قال تعالى : «أطيعوا اللّه وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم...» النساء ۵۹ .


تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2
482

الشّرْحُ:

قد تقدّم تفسيرُنا لهذه الكلمة في أوّل الكتاب ، ومعناها : من نابَذَ اللّه وحاربَهُ هلك ، يقال لمن خالَف وكاشَف : قد أبْدَى صَفْحَته .

156

الأصْلُ:

۰.استَعْصِمُوا بِالذِّمَمِ فِي أَوْتَادِهَا ۱ .

الشّرْحُ:

أي في مَظانّها وفي مركزها ، أي لا تستنِدوا إلى ذمامِ الكافرين والمارِقين ، فإنهم ليسوا أهلاً للاستِعصامِ بذِممهم ، كما قال اللّه تعالى : «لاَ يَرْقُبونَ فِي مُؤمنٍ إلاًّ ولا ذِمّة»۲ . وقال : «إنهم لا أيمان لهم»۳ .
وهذه كلمة قالها بعد انقضاء أمرِ الجمل ، وحضور قومٍ من الطُّلقاء بين يديه ليُبايعوه ، منهم مَرْوانُ بن الحكَم ؛ فقال : وماذا أصنع ببَيْعتك ؟ ألم تُبايعْني بالأمْس ! يعني بعدَ قتل عثمان ، ثم أمر بإخراجهم ورفْعِ نفسه عن مبايعة أمثالهم ، وتكلم بكلامٍ ذكر فيه ذِمامَ العربية وذمامَ الإسلام ، وذكر أنّ من لا دِين له فلا ذِمامَ له .
ثم قال : في أثناء الكلام : «فاستعصِموا بالذمم في أوتارِها» ، أي إذا صَدَرَتْ عن ذَوِي الدّين ، فمنْ لا دين له لا عَهْدَ له .

1.اعتصموا : تحصنوا ، والذمم : العهود . والمراد بالأوتاد : أهل الصدق والدين والوفاء .

2.سورة التوبة ۱۰ .

3.سورة التوبة ۱۲ .

  • نام منبع :
    تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2
    المجلدات :
    2
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1426 ق / 1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 114150
الصفحه من 800
طباعه  ارسل الي