الشّرْحُ:
يريد أنّه يتعيّن على العاقل سوء الظنّ حيث الزمان فاسد ، ولا ينبغي له سوء الظّن حيثُ الزمان صالح ، وقد جاء في الخبر المرفوع النهي عن أن يظنّ المسلم بالمسلم ظَنّ السوْء ، وذلك محمولٌ على المسلم الذي لم تظهر منه حَوْبة ، كما أشار إليه عليٌّ عليه السلام ؛ والحوْبة : المعصية ، والخبر هو ما رواه جابر قال : نظر رسولُ اللّه صلى الله عليه و آله وسلم إلى الكعبة فقال : «مرحبا بكِ من بيتٍ ! ما أعظمك وأعظم حُرْمَتك ! واللّه إن المؤمن أعظمُ حرمةً منكِ عند اللّه عزّ وجلّ ، لأنّ اللّه حَرَّم منكِ واحدةً ، ومن المؤمن ثلاثة : دمَه وماله وأن يظن به ظنّ السوء» .
قال الشاعر :
أسأتُ إذْ أحسنتُ ظنِّي بكمْوالحزمُ سوءُ الظّنّ بالناسِ
قيل لعالِم : من أسوأُ الناس حالاً ؟ قال : من لا يثق بأحدٍ لسوء ظَنّه ، ولا يثق به أحد لسُوء فعله .
111
الأصْلُ:
۰.وقيل له عليه السلام : كيف نجدك يا أَمير المؤمنين ؟ فقال :
كَيْفَ يَكُونُ حَالُ مَنْ يَفْنَى بِبَقَائِهِ وَيَسْقَمُ بِصِحَّتِهِ وَيُؤْتَى مِنْ مَأمَنِهِ ۱ !
الشّرْحُ:
هذا مِثلُ قَوْلِ عَبَدَة بن الطّبيب :
أرَى بَصرِي قد رَابَنِي بَعْد صِحّةٍوحَسْبُكَ داءً أن تَصِحّ وَتَسلَمَا
ولن يَلبثَ العَصْرانِ يومٌ وليلةٌإذا طَلَبا أن يُدرِكا ما تيمّما