423
تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2

82

الأصْلُ:

۰.مَنْ تَرَكَ قَوْلَ «لاَ أَدْري» أُصِيبَتْ مَقَاتِلُهُ ۱ .

الشّرْحُ:

وكان يقول : قولُ «لا أعْلَمُ» نِصفُ العِلم . وقال بعضُ الفُضَلاء : إذا قال لنا إنسانٌ : ( لا أدرِي ) عَلَّمناه حتى يَدري ، وإن قال : أدري ، امتحنّاه حتى لا يدري .

83

الأصْلُ:

۰.رَأْيُ الشَّيْخِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ جَلَدِ الْغُلاَمِ .
ويُروَى «مِنْ مَشْهَدِ الْغُـلاَمِ» ۲ .

الشّرْحُ:

إنما قال كذلك ؛ لأنّ الشيخ كثيرُ التَّجربة ، فيبلغ من العَدُوّ برأيه ما لا يبلُغ بشجاعته الغلام الحَدَث غير المجرِّب ؛ لأنّه قد يغرِّر بنفسِه فيَهلك ويُهلِك أصحابَه ، ولا رَيبَ أنّ الرأي مقدَّم على الشجاعة .

1.مقاتله : مواضع قتله ؛ لأنّ من قال ما لا يعلم عُرف بالجهل ، ومن عرفه الناس بالجهل مقتوه ، فحرم خيره كلّه فهلك .

2.جَلَد الغلام ، أي صبره على القتال . مشهد الغلام : إيقاعه بالأعداء .


تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2
422

الألسُنُ بالثّناء عليه ، فإنّه يظنّ أنه قد وصل وأدرك ، فيقلّ اجتهاده ، ويتّكل على ما قد حَصَل له عند الناس ؛ ولهذا قال النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم لمن مَدَح إنسانا كاد يَسمَعه : «وَيْحك! قطعتَ عُنُق صاحبك ، لو سمِعها لما أفلَح» .
فأمّا قوله عليه السلام له : «وفوقَ مافي نفسك» ، فإنه إنما أراد أن ينبّهه على أنه قد عَرَف أنه كان يَقَع فيه ، وينحرف عنه ، وإنما أراد تعريفه ذلك لِما رآه من المَصلحةِ ، إمّا لظنّه أنه يُقلع عمّا كان يذمّه به ، أو ليُعلمَه بتعريفه أنه قد عَرَف ذلك ، أو ليخوّفه ويزجُرَه ، أو لغير ذلك .

81

الأصْلُ:

۰.بَقِيَّةُ السَّيْفِ أَنْهَى عَدَداً ، وَأَكْثَرُ وَلَداً .

الشّرْحُ:

قال شيخنا أبو عثمان : ليته لما ذَكَر الحُكم ذكر العِلّة ۱ !

1.بقية السيف هم الذين يبقون بعد الذين قتلوا في حفظ شرفهم ودفع الضيم عنهم وفضّلوا الموت على الذل ، فيكون الباقي شرفاء نجباء ، وعدهم أبقى ، وولدهم أكثر بخلاف الأذلاء ، فإن مصيرهم إلى المحو والفناء . « شرح محمد عبده » . ولعله عليه السلام لم يرد التعميم ، وانما خصّ بهذا الكلام ولده وذريّته عليهم السلام الذين حاول الظالمون استئصالهم ومحو ذكرهم ، فلم يزدادوا إلاّ نماء وكثرة ، وذكرا في الخالدين ، واعداؤهم إلاّ هباءً وبددا حتى لا يبقى منهم باقية تذكر ، وخير مثال على ذلك ، الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام ، الوحيد الذي نجى من القتل يوم كربلاء ، فإنه خلق من صلبه ذريةً مباركة كثيرة تنتشر في كل مكان ، تنوف عن ذرية أكثر الناس ، وقيل : حتى لو بقي المقتولون من أهلِه عليه السلام لما وَفوا في النسل بنسل هذا الواحد . وهذه سنة اللّه تعالى في خلقه ، أنّ من قتل مظلوماً ، وقتلت ذريته ، ثمّ يبقى واحدٌ منهم ، فإنه يبارك له في نسله . ويكونون أنهى عداً وأكثر ولداً .

  • نام منبع :
    تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2
    المجلدات :
    2
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1426 ق / 1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 111165
الصفحه من 800
طباعه  ارسل الي