69
جواهر الحکمة للإمام أبي عبد الله الحسين(ع)

الفصلُ الرّابِعُ : الرّجعة

۸۳.الخرائج والجرائح عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام :قالَ الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام لِأَصحابِهِ قَبلَ أن يُقتَلَ : إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله قالَ :
يا بُنَيَّ إنَّكَ سَتُساقُ إلَى العِراقِ ، وهِيَ أرضٌ قَدِ التَقى بِهَا النَّبِيّونَ وأوصِياءُ النَّبِيّينَ ، وهِيَ أرضٌ تُدعى «عَمورا» ، وإنَّكَ تُستَشهَدُ بِها ويُستَشهَدُ مَعَكَ جَماعَةٌ مِن أصحابِكَ ، لا يَجِدونَ ألَمَ مَسِّ الحَديدِ ، وتَلا : «قُلْنَا يَـنَارُ كُونِى بَرْدًا وَسَلَـمًا عَلَى إِبْرَ هِيمَ»۱ ، تَكونُ الحَربُ عَلَيكَ وعَلَيهِم بَردا وسَلاما .
فَأَبشِروا ؛ فَوَاللّهِ لَئِن قَتَلونا ، فَإِنّا نَرِدُ عَلى نَبِيِّنا ، ثُمَّ أمكُثُ ما شاءَ اللّهُ ، فَأَكونُ أوَّلَ مَن تَنشَقُّ عَنهُ الأَرضُ ، فَأَخرُجُ خَرجَةً يُوافِقُ ذلِكَ خَرجَةَ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام وقِيامَ قائِمِنا ، وحَياةَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله .
ثُمَّ لَيَنزِلَنَّ عَلَيَّ وَفدٌ مِنَ السَّماءِ مِن عِندِ اللّهِ ، لَم يَنزِلوا إلَى الأَرضِ قَطُّ ، ولَيَنزِلَنَّ إلَيَّ جَبرَئيلُ وميكائيلُ وإسرافيلُ وجُنودٌ مِنَ المَلائِكَةِ ، ولَيَنزِلَنَّ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه و آله وعَلِيٌّ عليه السلام وأنَا وأخي ، وجَميعُ مَن مَنَّ اللّهُ عَلَيهِ في حَمولاتٍ ۲ مِن حَمولاتِ الرَّبِّ ؛ خَيلٍ

1.الأنبياء : ۶۹ .

2.الحَمُولَةُ : البعيرُ يُحملُ عليه ، وقد يُستَعمَلُ في الفَرَسِ والبَغلِ والحمار (المصباح المنير : ص ۱۵۲ «حمل») .


جواهر الحکمة للإمام أبي عبد الله الحسين(ع)
68

۸۰.مهج الدعوات عن الإمام الحسين عليه السلامـ مِمّا كانَ يَقولُهُ في قُنوتِهِ ـ: اللّهُمَّ وإنّي مَعَ ذلِكَ كُلِّهِ عائِذٌ بِكَ ، لائِذٌ بِحَولِكَ ۱ وقُوَّتِكَ ، راضٍ بِحُكمِكَ الَّذي سُقتَهُ إلَيَّ في عِلمِكَ ، جارٍ بِحَيثُ أجرَيتَني ، قاصِدٌ ما أمَّمتَني ، غَيرُ ضَنينٍ ۲ بِنَفسي فيما يُرضيكَ عَنّي إذ بِهِ قَد رَضَّيتَني . ۳

۸۱.الفتوح عن الإمام الحسين عليه السلامـ فيما قالَهُ لاُِختِهِ زَينَبَ لَمّا نَزَلوا كَربَلاءَ ـ: يا اُختاه ! تَعَزَّي بِعَزاءِ اللّهِ ، وَارضَي بِقَضاءِ اللّهِ ، فَإِنَّ سُكّانَ السَّماواتِ يَفنَونَ ، وأهلَ الأَرضِ يَموتونَ ، وجَميعَ البَرِيَّةِ لا يَبقَونَ ، وكُلَّ شَيءٍ هالِكٌ إلاّ وَجهَهُ ، لَهُ الحُكمُ وإلَيهِ تُرجَعونَ . وإنَّ لي ولَكِ ولِكُلِّ مُؤمِنٍ ومُؤمِنَةٍ اُسوَةً بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله . ۴

۸۲.مقتل الحسين عن الشافعي :ماتَ ابنٌ لِلحُسَينِ عليه السلام فَلَم يُرَ بِهِ كَآبَةٌ ، فَعوتِبَ عَلى ذلِكَ ، فَقالَ :
إنّا أهلُ بَيتٍ نَسأَلُ اللّهَ عز و جل فَيُعطينا ، فَإِذا أرادَ ما نَكْرَهُ فيما يُحِبُّ رَضينا . ۵

1.الحَولُ : الحِيلَةُ والقُوّةُ (الصحاح : ج ۴ ص ۱۶۷۸ «حول») .

2.ضَنِنتُ بالشيء : إذا بَخِلت به ، فأنا ضَنينٌ به (الصحاح : ج ۶ ص ۲۱۵۶ «ضنن») .

3.مهج الدعوات : ص ۶۸ ، بحار الأنوار : ج ۸۵ ص ۲۱۴ ح ۱ .

4.الفتوح : ج ۵ ص ۸۴ ، مقتل الحسين للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۳۷ ؛ الملهوف : ص ۱۴۱ ، مثير الأحزان : ص ۴۹ كلّها نحوه .

5.مقتل الحسين للخوارزمي : ج ۱ ص ۱۴۷ وراجع : الدعوات : ص ۲۸۶ ح ۱۶ .

  • نام منبع :
    جواهر الحکمة للإمام أبي عبد الله الحسين(ع)
    المساعدون :
    الطباطبایی،محمود ، الطباطبایی، روح الله
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 188182
الصفحه من 598
طباعه  ارسل الي