399
جواهر الحکمة للإمام أبي عبد الله الحسين(ع)

التَّحذيرُ مِنَ الدُّنيا

۶۴۵.مستدرك الوسائل :مَرَّ الحُسَينُ عليه السلام بِدارِ بَعضِ المَهالِبَةِ ۱ ، فَقالَ : رَفَعَ الطّينَ ، ووَضَعَ الدّينَ . ۲

۶۴۶.تنبيه الخواطر :قالَ رَجُلٌ لِلحُسَينِ عليه السلام : بَنَيتُ دارا اُحِبُّ أن تَدخُلَها وتَدعُوَ اللّهَ . فَدَخَلَها فَنَظَرَ إلَيها ، ثُمَّ قالَ : أخرَبتَ دارَكَ ، وعَمَرتَ دارَ غَيرِكَ ، غَرَّكَ مَن فِي الأَرضِ ومَقَتَكَ مَن فِي السَّماءِ . ۳

9 / 6

الدُّنيا سِجنُ المُؤمِنِ

۶۴۷.معاني الأخبار عن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهماالسلام :إنَّ أبي حَدَّثَني عَن رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله : أنَّ الدُّنيا سِجنُ المُؤمِنِ وجَنَّةُ الكافِرِ ، وَالمَوتُ جِسرُ هؤُلاءِ إلى جَنّاتِهِم وجِسرُ هؤُلاءِ إلى جَحيمِهِم . ۴

1.المهَلَّبُ : اسم ، ومنه (هلب = هجو) سمّي المُهلَّبُ بن أبي صُفرَة الأزدي العتكي الفارس الشاعر الأمير أبو المهالبة الاُمراء المحدِّثين (تاج العروس : ج ۲ ص ۴۹۵ «هلب») .

2.مستدرك الوسائل : ج ۳ ص ۴۶۷ ح ۴۰۱۳ نقلاً عن تنبيه الخواطر .

3.تنبيه الخواطر : ج ۱ ص ۷۰ ، مستدرك الوسائل : ج ۳ ص ۴۶۷ ح ۴۰۱۳ .

4.معاني الأخبار : ص ۲۸۹ ح ۳ ، الاعتقادات : ص ۵۲ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۲۹۷ ح ۲ .


جواهر الحکمة للإمام أبي عبد الله الحسين(ع)
398

لِفاطِمَةَ عليهاالسلام ، قالَ : فَإِذا أنَا بِامرَأَةٍ قَد قَحَمَت عَلَيَّ وفي يَدي مِسحاةٌ وأنَا أعمَلُ بِها ، فَلَمّا نَظَرتُ إلَيها طارَ قَلبي مِمّا تَداخَلَني مِن جَمالِها ، فَشَبَّهتُها بِبُثَينَةَ ۱ بِنتِ عامِرٍ الجُمَحِيِّ ، وكانَت مِن أجمَلِ نِساءِ قُرَيشٍ .
فَقالَت : يَابنَ أبي طالِبٍ ، هَل لَكَ أن تَتَزَوَّجَ بي فَاُغنِيَكَ عَن هذِهِ المِسحاةِ ، وأدُلَّكَ عَلى خَزائِنِ الأَرضِ ، فَيَكونَ لَكَ المُلكُ ما بَقيتَ ولِعَقِبِكَ مِن بَعدِكَ ؟
فَقالَ لَها عَلِيٌّ عليه السلام : مَن أنتِ حَتّى أخطُبَكِ مِن أهلِكِ ؟
فَقالَت : أنَا الدُّنيا .
قالَ [ : قُلتُ] ۲ لَها : فَارجِعي وَاطلُبي زَوجا غَيري ، وأقبَلتُ عَلى مِسحاتي وأنشَأتُ أقولُ :

لَقَد خابَ مَن غَرَّتهُ دُنيا دَنِيَّةٌوما هِيَ إن غَرَّت قُرونا بِنائِلِ
أتَتنا عَلى زِيِّ العَزيزِ بُثَينَةَوزينَتُها في مِثلِ تِلكَ الشَّمائِلِ
فَقُلتُ لَها : غُرّي سِوايَ فَإِنَّنيعَزوفٌ۳عَنِ الدُّنيا ولَستُ بِجاهِلِ
وما أنَا وَالدُّنيا فَإنَّ مُحَمَّدااُحِلَّ صَريعا بَينَ تِلكَ الجَنادِلِ۴
وهَبها أتَتني بِالكُنوزِ ودُرِّهاوأموالِ قارونَ ومُلكِ القَبائِلِ
ألَيسَ جَميعا لِلفَناءِ مَصيرُهاويَطلُبُ مِن خُزّانِها بِالطَّوائِلِ
فَغُرّي سِوايَ إنَّني غَيرُ راغِبٍبِما فيكِ مِن مُلكٍ وعِزٍّ ونائِلِ
فَقَد قَنِعَت نَفسي بِما قَد رُزِقتُهُفَشَأنَكِ يا دُنيا وأهلَ الغَوائِلِ۵
فَإِنّي أخافُ اللّهَ يَومَ لِقائِهِوأخشى عَذابا دائِما غَيرَ زائِلِ۶۷
9 / 5

1.في المصدر : «بثنيّة» ، والتصويب من بحار الأنوار .

2.الزيادة من بحار الأنوار .

3.عَزَفَتْ نفسي عن الدنيا : أي عافتها وكرهَتها (النهاية : ج ۳ ص ۲۳۰ «عزف») .

4.الجَنْدَلُ : الحَجَر (تاج العروس : ج ۱۴ ص ۱۲۵ «جندل») .

5.الغَوَائِل : أي المهالك ، جمع غائلة (النهاية : ج ۳ ص ۳۹۷ «غول») .

6.وقع تصحيف في بعض كلمات هذه الأبيات ، وصحّحناها من بحار الأنوار .

7.كشف الريبة : ص ۸۹ ، بحار الأنوار : ج ۷۵ ص ۳۶۲ ح ۷۷ وراجع : المناقب لابن شهرآشوب : ج ۲ ص ۱۰۲ .

  • نام منبع :
    جواهر الحکمة للإمام أبي عبد الله الحسين(ع)
    المساعدون :
    الطباطبایی،محمود ، الطباطبایی، روح الله
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 188223
الصفحه من 598
طباعه  ارسل الي