77
نهج الدعاء

قالَ : أفَتَرَى اللّهَ عز و جل أخلَفَ وَعدَهُ ؟ قُلتُ : لا . قالَ : فَمِمَّ ذلِكَ ؟ قُلتُ : لا أدري .
قالَ : لكِنّي اُخبِرُكَ ، مَن أطاعَ اللّهَ عز و جل فيما أمَرَهُ ثُمَّ دَعاهُ مِن جِهَةِ الدُّعاءِ أجابَهُ . قُلتُ : وما جِهَةُ الدُّعاءِ ؟
قالَ : تَبدَأُ فَتَحمَدُ اللّهَ ، وتَذكُرُ نِعَمَهُ عِندَكَ ، ثُمَّ تَشكُرُهُ ، ثُمَّ تُصَلّي عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ، ثُمَّ تَذكُرُ ذُنوبَكَ فَتُقِرُّ بِها ، ثُمَّ تَستَعيذُ مِنها ، فَهذا جِهَةُ الدُّعاءِ . ۱

۱۷۶.فلاح السائل عن عثمان بن عيسى عن بعض أصحابنا عن الإمام الصادق عليه السلام ، قال :قُلتُ لَهُ : آيَتانِ في كِتابِ اللّهِ لا أدري ما تَأويلُهُما .
فَقالَ : وما هُما ؟
قالَ : قُلتُ : قَولُهُ تَعالى : «ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ» ثُمَّ أدعو فَلا أرَى الإِجابَةَ !
قالَ : فَقالَ لي : أفَتَرَى اللّهَ ـ تَبارَكَ وتَعالى ـ أخلَفَ وَعدَهُ ؟ قالَ : قُلتُ : لا .
فَقالَ : الآيَةُ الاُخرى ؟
قالَ : قَولُهُ تَعالى : «وَ مَا أَنفَقْتُم مِّن شَىْ ءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَ هُوَ خَيْرُ الرَّ زِقِينَ» فَاُنفِقُ فَلا أرى
خَلَفا !
قالَ : أفَتَرَى اللّهَ أخلَفَ وَعدَهُ ؟ قالَ : قُلتُ : لا . قالَ : فَمَه ؟ قُلتُ : لا أدري .
قالَ : لكِنّي اُخبِرُكَ إن شاءَ اللّهُ تَعالى ، أما إنَّكُم لَو أطَعتُموهُ فيما أمَرَكُم بِهِ ثُمَّ دَعَوتُموهُ لأََجابَكُم ، ولكِن تُخالِفونَهُ وتَعصونَهُ فَلا يُجيبُكُم .
وأمّا قَولُكَ : تُنفِقونَ فَلا تَرَونَ خَلَفا ، أما إنَّكُم لَو كَسَبتُمُ المالَ مِن حِلِّهِ ثُمَّ أنفَقتُموهُ في حَقِّهِ لَم يُنفِق رَجُلٌ دِرهَما إلاّ أخلَفَهُ اللّهُ عَلَيهِ ، ولَو دَعَوتُموهُ مِن جِهَةِ الدُّعاءِ لأََجابَكُم وإن كُنتُم عاصينَ .

1.الكافي : ج ۲ ص ۴۸۶ ح ۸ ، عدّة الداعي : ص ۱۶ ، مكارم الأخلاق : ج ۲ ص ۲۱ ح ۲۰۵۳ وزاد فيه «وتمجّده» بعد «فتحمد اللّه » ، إرشاد القلوب : ص ۱۵۲ وفيهما «ثمّ تستغفر منها» بدل «تستعيذ منها» ، بحار الأنوار : ج ۹۳ ص ۳۱۷ ح ۲۱ .


نهج الدعاء
76

يَبدَأَ بِالثَّناءِ عَلَى اللّهِ عز و جل وَالمَدحِ لَهُ ، وَالصَّلاةِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ، ثُمَّ يَسأَلَ اللّهَ حَوائِجَهُ . ۱

۱۷۳.الدعاء المأثور وآدابه :إنَّ رَجُلاً قالَ لِجَعفَرٍ الصّادِقِ عليه السلام : عَلِّمني دُعاءً أرجو إجابَتَهُ .
قالَ : أكثِر مِن حَمدِ اللّهِ سُبحانَهُ ، وَادعُهُ بِما شِئتَ .
فَقالَ الرَّجُلُ : ومَا الحَمدُ مِنَ الدُّعاءِ ؟
فَقالَ : إنَّ جَميعَ مَن فِي الأَرضِ مِنَ المُسلِمينَ يَدعونَ لَيلَهُم ونَهارَهُم أن يَستَجيبَ لِلحامِدينَ ، فَما ظَنُّكَ بِمَن يَشفَعُ لَهُ عِندَ اللّهِ جَميعُ المُسلِمينَ ؟
قالَ : وكَيفَ ذلِكَ ؟
قال : ألَيسَ يَقولونَ في كُلِّ رَكعَةٍ يَركَعونَها : سَمِعَ اللّهُ لِمَن حَمِدَهُ ؟ فَعَلَيكَ بِحَمدِ اللّهِ عز و جل يَستَجِبِ اللّهُ دُعاءَكَ . ۲

2 / 3

الإِقرارُ بِالذَّنبِ

۱۷۴.الإمام الصادق عليه السلام :إنَّما هِيَ المِدحَةُ ، ثُمَّ الثَّناءُ ، ثُمَّ الإِقرارُ بِالذَّنبِ ، ثُمَّ المَسأَلَةُ ؛ إنَّهُ
وَاللّهِ ـ ما خَرَجَ عَبدٌ مِن ذَنبٍ إلاّ بِالإِقرارِ . ۳

۱۷۵.الكافي عن عثمان بن عيسى عمّن حدّثه عن الإمام الصادق عليه السلام ، قال :قُلتُ : آيَتانِ في كِتابِ اللّهِ عز و جل أطلُبُهُما فَلا أجِدُهُما . قالَ : وما هُما ؟ قُلتُ : قَولُ اللّهِ عز و جل : «ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ» فَنَدعوهُ ولا نَرى إجابَةً .

1.الكافي : ج ۲ ص ۴۸۴ ح ۱ ، مكارم الأخلاق : ج ۲ ص ۱۶ ح ۲۰۲۸ ، عدّة الداعي : ص ۱۴۷ وليس فيه «والآخرة» وكلّها عن الحارث بن المغيرة ، الدعوات : ص ۲۳ ح ۲۷ وفيه «ثمّ الاعتراف بالذنب ثمّ المسألة» بدل «ثمّ يسأل اللّه حوائجه» ، بحار الأنوار : ج ۹۳ ص ۳۱۴ ح ۱۹ .

2.الدعاء المأثور وآدابه : ص ۴۸ .

3.الكافي : ج ۲ ص ۴۸۴ ح ۳ ، عدّة الداعي : ص ۱۴۸ ، فلاح السائل : ص ۹۰ ح ۲۳ كلّها عن معاوية بن عمّار ، بحار الأنوار : ج ۹۳ ص ۳۱۸ ح ۲۳ .

  • نام منبع :
    نهج الدعاء
    المساعدون :
    افقی، رسول؛ سرخئی، احسان
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1386 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 238201
الصفحه من 787
طباعه  ارسل الي