647
نهج الدعاء

عَبدِ اللّهِ عليه السلام فَأَخبَرَهُ بِذلِكَ ، فَخَرَّ للّهِِ ساجِدا وقالَ : الحَمدُ للّهِِ الَّذي صَدَقَنا وَعدَهُ . ۱

12 / 5

داوُودُ بنُ عَلِيٍّ ۲

۱۵۷۱.الكافي عن حمّاد بن عثمان عن المسمعي :لَمّا قَتَلَ داوُودُ بنُ عَلِيٍّ المُعَلَّى بنَ خُنَيسٍ ، قالَ أبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام : لَأَدعُوَنَّ اللّهَ عَلى مَن قَتَلَ مَولايَ ، وأخَذَ مالي . فَقالَ لَهُ داوُودُ بنُ عَلِيٍّ : إنَّكَ لَتُهَدِّدُني بِدُعائِكَ ؟!
قالَ حَمّادٌ : قالَ المِسمَعِيُّ : فَحَدَّثَني مُعَتِّبٌ أنَّ أبا عَبدِ اللّهِ عليه السلام لَم يَزَل لَيلَتَهُ راكِعا وساجِدا ، فَلَمّا كانَ فِي السَّحَرِ سَمِعتُهُ يَقولُ وهُوَ ساجِدٌ :
اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ بِقُوَّتِكَ القَوِيَّةِ ، وبِجَلالِكَ الشَّديدِ الَّذي كُلُّ خَلقِكَ لَهُ ذَليلٌ ، أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وأهلِ بَيتِهِ ، وأن تَأخُذَهُ السّاعَةَ السّاعَةَ .
فَما رَفَعَ رَأسَهُ حَتّى سَمِعنَا الصَّيحَةَ في دارِ داوُودَ بنِ عَلِيٍّ ، فَرَفَعَ أبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام رَأسَهُ وقالَ : إنّي دَعَوتُ اللّهَ بِدَعوَةٍ بَعَثَ اللّهُ عز و جل عَلَيهِ مَلَكا فَضَرَبَ رَأسَهُ بِمِرزَبَةٍ ۳ مِن حَديدٍ انشَقَّت مِنها مَثانَتُهُ فَماتَ . ۴

۱۵۷۲.الإرشاد : رُوِيَ أنَّ داوُودَ بنَ عَلِيِّ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ عَبّاسٍ ، قَتَلَ المُعَلَّى بنَ خُنَيسٍـ مَولى جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ عليه السلام ـالإرشاد : رُوِيَ أنَّ داوُودَ بنَ عَلِيِّ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ عَبّاسٍ ، قَتَلَ المُعَلَّى بنَ خُنَيسٍ وأخَذَ مالَهُ ، فَدَخَلَ عَلَيهِ جَعفَرٌ وهُوَ يَجُرُّ رِداءَهُ فَقالَ لَهُ : قَتَلتَ مَولايَ وأخَذتَ مالي ! أما عَلِمتَ أنَّ الرَّجُلَ يَنامُ عَلَى الثُّكلِ ولا يَنامُ عَلَى الحَربِ؟ أما وَاللّهِ لَأَدعُوَنَّ اللّهَ عَلَيكَ.فَقالَ لَهُ داوُودُ : أتَتَهَدَّدُنا بِدُعائِكَ؟ ـ كَالمُستَهزِئِ بِقَولِهِ ـ ؟!
فَرَجَعَ أبو عَبدِ اللّه عليه السلام إلى دارِهِ ، فَلَم يَزَل لَيلَهُ كُلَّهُ قائِما وقاعِدا ، حَتّى إذا كانَ السَّحَرُ سُمِعَ وهُوَ يَقولُ في مُناجاتِهِ :
يا ذَا القُوَّةِ القَوِيَّةِ ، ويا ذَا المِحالِ الشَّديدِ ، ويا ذَا العِزَّةِ الَّتي كُلُّ خَلقِكَ لَها ذَليلٌ ، اكفِني هذَا الطّاغِيَةَ ، وَانتَقِم لي مِنهُ .
فَما كانَ إلاّ ساعَةً حَتَّى ارتَفَعَتِ الأَصواتُ بِالصِّياحِ وقيلَ : قَد ماتَ داوُودُ بنُ عَلِيٍّ السّاعَةَ . ۵

۱۵۷۳.دلائل الإمامة عن أبي بصير وداوود الرّقّي ومعاوية بن عمّار وعبد اللّه بن سنان جميعا :كُنّا بِالمَدينَةِ حينَ بَعَثَ داوُودُ بنُ عَلِيٍّ إلَى المُعَلَّى بنِ خُنَيسٍ فَقَتَلَهُ ، فَجَلَسَ عَنهُ أبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام شَهرا لَم يَأتِهِ ، فَبَعَثَ إلَيهِ ودَعاهُ ، فَأَبى أن يَأتِيَهُ ، فَبَعَثَ إلَيهِ عَشَرَةَ نَفسٍ مِنَ الحَرَسِ وقالَ لَهُم : اِيتوني بِهِ ؛ فَإِن أبى فَأتوني بِرَأسِهِ .
فَدَخَلوا عَلَيهِ وهُوَ يُصَلّي ـ ونَحنُ مَعَهُ ـ صَلاةَ الزَّوالِ ، فَقالوا لَهُ : أجِبِ الأَميرَ داوُودَ بنَ عَلِيٍّ، فَأَبى ، فَقالوا : إن لَم تُجِب قَتَلناكَ .
فَقالَ : ما أظُنُّكُم تَقتُلونَ ابنَ رَسولِ اللّهِ !

1.دلائل الإمامة : ص ۲۵۳ ح ۱۷۷ ، المناقب لابن شهر آشوب : ج ۴ ص ۲۳۴ ، كشف الغمّة : ج ۲ ص ۴۱۵ كلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۶ ص ۱۹۲ ح ۵۸ و ج ۴۷ ص ۱۳۵ ح ۱۸۵ .

2.هو داوود بن عليّ بن عبد اللّه بن العبّاس بن عبدالمطّلب بن هاشم الهاشميّ، أبو سليمان، عمّ السفّاح العباسيّ، كان بالحميمة من أرض الشراة من البلقاء، ولِيَ إمرة الكوفة في زمن ابن أخيه أبي العبّاس السفّاح ، ثُم ولاّه المدينة والموسم و مكّة واليمن واليمامة ، وقيل : إنّه كان قدريّا ، و هو أوّل من ولِيَ المدينة من بني العبّاس ، ومات سنة ۱۳۳ ه (تاريخ دمشق : ج ۱۷ ص ۱۵۷ الرقم ۲۰۵۲).

3.المِرزَبة : المطرقة الكبيرة التي تكون للحدّاد (النهاية : ج ۲ ص ۲۱۹ «رزب») .

4.الكافي : ج ۲ ص ۵۱۳ ح ۵ ، بحار الأنوار : ج ۴۷ ص ۲۰۹ ح ۵۲ ، وراجع الكافي : ج ۲ ص ۵۵۷ ح ۵ .

5.الإرشاد : ج ۲ ص ۱۸۴ ، رجال الكشّي : ج ۲ ص ۶۷۵ الرقم ۷۰۸ عن المسمعي ، المجتنى : ص ۵۶ كلاهما نحوه ، المناقب لابن شهر آشوب : ج ۴ ص ۲۳۰ عن أبي بصير وفيه صدره إلى «قائما وقاعدا» ، روضة الواعظين : ص ۲۳۱ ، كشف الغمّة : ج ۲ ص ۳۸۱ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۵۲۴ ، بحار الأنوار : ج ۹۵ ص ۲۲۱ ح ۲۰ .


نهج الدعاء
646

عَبدِ اللّهِ عليه السلامـ وهُوَ في مَسجِدِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ـدلائل الإمامة عن محمّد بن راشد عن أبيه : جاءَ رَجُلٌ إلى أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام فَقالَ : يَابنَ رَسولِ اللّهِ ، إنَّ حَكيمَ بنَ عَبّاسٍ الكَلبِيَّ يُنشِدُ النّاسَ بِالكوفَةِ هِجاءَكُم .
فَقالَ : هَل عَلِقتَ مِنهُ بِشَيءٍ ؟ قالَ : بَلى ، فَأَنشَدَهُ :

صَلَبنا لَكُم زَيدا عَلى جِذعِ نَخلَةٍولَم نَرَ مَهدِيّا عَلَى الجِذعِ يُصلَبُ
وقِستُم بِعُثمانَ عَلِيّا سَفاهَةًوعُثمانُ خَيرٌ مِن عَلِيٍّ وأطيَبُ !!
فَرَفَعَ أبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام يَدَيهِ إلَى السَّماءِ وهُما يَنتَفِضانِ رِعدَةً ، فَقالَ : اللّهُمَّ إن كانَ كاذِبا فَسَلِّط عَلَيهِ كَلبا مِن كِلابِكَ .
قالَ : فَخَرَجَ حَكيمٌ مِنَ الكوفَةِ فَأَدلَجَ 1 ، فَلَقِيَهُ الأَسَدُ فَأَكَلَهُ ، فَجاؤوا بِالبَشيرِ لِأَبي

1.أدلج القومُ : إذا ساروا من أوّل الليل (الصحاح : ج ۱ ص ۳۱۵ «دلج») .

  • نام منبع :
    نهج الدعاء
    المساعدون :
    افقی، رسول؛ سرخئی، احسان
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1386 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 231503
الصفحه من 787
طباعه  ارسل الي