609
نهج الدعاء

۱۴۹۷.عنه عليه السلام :أمّا بَعدُ ، فَإِنَّهُ لَمّا قَبَضَ اللّهُ نَبِيَّهُ صلى الله عليه و آله ، قُلنا : نَحنُ أهلُهُ ووَرَثَتُهُ وعِترَتُهُ وأولِياؤُهُ دونَ النّاسِ ، لا يُنازِعُنا سُلطانَهُ أحَدٌ ، ولا يَطمَعُ في حَقِّنا طامِعٌ ، إذِ انبَرى لَنا قَومُنا فَغَصَبونا سُلطانَ نَبِيِّنا ، فَصارَتِ الإِمرَةُ لِغَيرِنا ، وصِرنا سوقَةً ، يَطمَعُ فينَا الضَّعيفُ ، ويَتَعَزَّزُ عَلَينَا الذَّليلُ ، فَبَكَتِ الأَعيُنُ مِنّا لِذلِكَ ، وخَشُنَتِ الصُّدورُ ، وجَزِعَتِ النُّفوسُ . . .
ثُمَّ استَخرَجتُموني ـ أيُّهَا النّاسُ ـ مِن بَيتي ، فَبايَعتُموني عَلى شَينٍ مِنّي لِأَمرِكُم ، وفِراسَةٍ تَصدُقُني ما في قُلوبِ كَثيرٍ مِنكُم ، وبايَعَني هذانِ الرَّجُلانِ في أوَّلِ مَن بايَعَ ، تَعلَمونَ ذلِكَ ، وقَد نَكَثا وغَدَرا ، ونَهَضا إلَى البَصرَةِ بِعائِشَةَ لِيُفَرِّقا جَماعَتَكُم ، ويُلقيا بَأسَكُم بَينَكُم . اللّهُمَّ فَخُذهُما بِما عَمِلا أخذَةً رابِيَةً ۱ ، ولا تَنعَش ۲ لَهُما صَرعَةً ، ولا تُقِل لَهُما عَثرَةً ، ولا تُمهِلهُما فُواقا ۳ ؛ فَإِنَّهُما يَطلُبانِ حَقّا تَرَكاهُ ، ودَما سَفَكاهُ .
اللّهُمَّ إنّي أقتَضيكَ وَعدَكَ ؛ فَإِنَّكَ قُلتَ وقَولُكَ الحَقُّ : «ثُمَّ بُغِىَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللَّهُ»۴ اللّهُمَّ فَأَنجِز لي مَوعِدَكَ ، ولا تَكِلني إلى نَفسي ، إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ . ۵

۱۴۹۸.عنه عليه السلامـ مِن خُطبَةٍ لَهُ في أمرِ طَلحَةَ وَالزُّبَيرِ بَعدَ أن حَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَيهِ ـ: أمّا بَعدُ ؛ فَإِنَّ اللّهَ عز و جل بَعَثَ مُحَمَّدا صلى الله عليه و آله لِلنّاسِ كافَّةً ، وجَعَلَهُ رَحمَةً لِلعالَمينَ ، فَصَدَعَ بِما اُمِرَ بِهِ ، وبَلَّغَ رِسالاتِ رَبِّهِ ، فَلَمَّ بِهِ الصَّدعَ ، ورَتَقَ بِهِ الفَتقَ ، وآمَنَ بِهِ السُّبُلَ ، وحَقَنَ بِهِ

1.رابية : أي شديدة زائدة في الشدّة على الأخذات كما زادت قبائحهم في القُبح (مجمع البحرين : ج ۲ ص ۶۷۰ «ربا») .

2.أي ترفع . نَعَشه اللّه يَنعشُه : إذا رفعه (النهاية : ج ۵ ص ۸۱ «نعش») .

3.فُواق الناقة ؛ أي ما بين الحلبتين من الراحة ، وتضمّ فاؤه وتُفتح (النهاية : ج ۳ ص ۴۷۹ «فوق») .

4.الحجّ : ۶۰ .

5.شرح نهج البلاغة : ج ۱ ص ۳۰۷ عن عبد اللّه بن جنادة ؛ بحار الأنوار : ج ۳۲ ص ۶۱ ح ۴۱ .


نهج الدعاء
608

7 / 2

النّاكِثونَ «أصحابُ الجَمَلِ»

۱۴۹۶.الإمام عليّ عليه السلامـ مِن خُطبَةٍ لَهُ يَومَ الجَمَلِ ، بَعدَ أن حَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَيهِ ـ: أيُّهَا النّاسُ ، إنّي أتَيتُ هؤُلاءِ القَومَ ودَعَوتُهُم وَاحتَجَجتُ عَلَيهِم ، فَدَعَوني إلى أن أصبِرَ لِلجِلادِ ، وأبرُزَ لِلطَّعانِ ، فَلاُِمِّهِمُ الهَبَلُ ۱ ، وقَد كُنتُ وما اُهَدَّدُ بِالحَربِ ، ولا اُرهَبُ بِالضَّربِ ، أنصَفَ القارَةَ مَن راماها ۲ ، فَلِغَيري فَليُبرِقوا وَليُرعِدوا ، فَأَنَا أبُو الحَسَنِ الَّذي فَلَلتُ حَدَّهُم ۳ ، وفَرَّقتُ جَماعَتَهُم ، وبِذلِكَ القَلبِ ألقى عَدُوّي ، وأنَا عَلى ما وَعَدَني رَبّي مِنَ النَّصرِ وَالتَّأييدِ وَالظَّفَرِ ، وإنّي لَعَلى يَقينٍ مِن رَبّي ، وغَيرِ شُبهَةٍ مِن أمري .
أيُّهَا النّاسُ ، إنَّ المَوتَ لا يَفوتُهُ المُقيمُ ، ولا يُعجِزُهُ الهارِبُ ، لَيسَ عَنِ المَوتِ مَحيصٌ ، ومَن لَم يَمُت يُقتَل ۴ ، وإنَّ أفضَلَ المَوتِ القَتلُ ، وَالَّذي نَفسي بِيَدِهِ ، لأََلفُ ضَربَةٍ بِالسَّيفِ أهوَنُ عَلَيَّ مِن ميتَةٍ عَلى فِراشٍ .
واعَجَبا لِطَلحَةَ ؛ ألَّبَ النّاسَ عَلَى ابنِ عَفّانَ حَتّى إذا قُتِلَ أعطاني صَفقَتَهُ بِيَمينِهِ طائِعا ، ثُمَّ نَكَثَ بَيعَتي ، اللّهُمَّ خُذهُ ولا تُمهِلهُ . وإنَّ الزُّبَيرَ نَكَثَ بَيعَتي ، وقَطَعَ رَحِمي ، وظاهَرَ عَلَيَّ عَدُوّي ، فَاكفِنيهِ اليَومَ بِما شِئتَ . ۵

1.يقال : هبلته اُمّه تهبِله هَبَلاً : أي ثكلته (النهاية : ج ۵ ص ۲۴۰ «هبل») .

2.القارةُ : قبيلة ، سُمّوا لاجتماعهم والتفافهم لمّا أراد ابن الشدّاخ أن يفرّقهم في بني كنانة ، فقال قائلهم : دَعَونا قارةً لا تنفرونا فنُجفلمثل إجفال الظليم وهم رماة . وفي المثل : أنصف القارة من راماها (الصحاح : ج ۲ ص ۸۰۰ «قور») .

3.فَللتُ الجيش : هزمته . وحَدُّ الرجل : بَأسُه (الصحاح : ج ۵ ص ۱۷۹۳ «فلل» و ج ۲ ص ۴۶۳ «حدد») .

4.كذا ، وفي المناقب وشرح نهج البلاغة : «ومن لم يقتل يمت» .

5.الكافي : ج ۵ ص ۵۳ ح ۴ ، الأمالي للطوسي : ص ۱۶۹ ح ۲۸۴ عن إسماعيل بن رجاء الزبيدي نحوه ، بحار الأنوار : ج ۳۲ ص ۱۹۳ ح ۱۴۲ ؛ المناقب للخوارزمي : ص ۱۸۴ ح ۲۲۳ عن مجزأة السدوسي ، شرح نهج البلاغة : ج ۱ ص ۳۰۶ عن مسافر بن عفيف بن أبي الأخنس وكلاهما نحوه .

  • نام منبع :
    نهج الدعاء
    المساعدون :
    افقی، رسول؛ سرخئی، احسان
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1386 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 231284
الصفحه من 787
طباعه  ارسل الي