559
نهج الدعاء

3 . المراد من الدعاء على طائفةٍ ما

لُعنت بعض الطوائف مثل قريش ـ في عدد من الروايات ـ من قبل أهل البيت عليهم السلام ، ولا شكّ في أنّ هذا اللعن لا يشمل الجميع بل يقتصر على بعض الأشخاص من تلك الطوائف الّذين كانوا يستحقّون في الحقيقة مثل هذا اللعن ، والشاهد على ذلك هو الروايات الّتي حدّدت الأشخاص الملعونين ، وكذلك الروايات الّتي وردت بشأن سعد الخير ۱ وسائر المؤمنين والصلحاء من بني اُميّة .

4 . اللّعن بسبب ذنب خاصّ

قد يرتكب بعض الأشخاص ذنبا خاصّا وتقتضي الحكمة لعنهم بسبب ذلك الذنب نفسه ، مثل كتمان حديث الولاية . ويجب الالتفات إلى أنّ هذا النوع من اللعن لا يدلّ على فساد الأشخاص المُشار إليهم إلاّ إذا لم تثبت توبتهم وصلاحهم ، وعلى هذا فإنّ لعن الشخص بسبب ذنبٍ خاصٍّ سوف لا يكون دالاًّ على فساده دوما .

5 . اللّعن الصوري

كان الحكّام في عهد إمامة عدد من أئمّة أهل البيت عليهم السلام يلاحقون بعض أصحابهم ويقومون بسجنهم أو قتلهم ، ولذلك كان الإمام يلعنهم أحيانا أمام الملأ العام ، أو عند جواسيس النظام الحاكم ؛ حفاظا على أرواحهم كي يظهر عدم ارتباطهم به ويثني العدوّ عن مطاردتهم ، مثل اللعن الّذي صدر بشأن زرارة بن أعين ۲ ، وبريد بن

1.راجع : قاموس الرجال : ج ۵ ص ۳۵ و الاختصاص : ص ۸۵ و الكافي : ج ۸ ص ۵۲ ح ۱۶ و ص ۵۶ ح ۱۷ .

2.اُنظر رواية اللعن في رجال الكشّي : ج ۱ ص ۳۵۹ الرقم ۲۳۴ ، وانظر روايات التوثيق : ج ۱ ص ۳۴۵ الأرقام ۲۰۸ و ۲۱۱ و ۲۱۰ و ۲۱۵ و ۲۱۷ و ... .


نهج الدعاء
558

طريق الانحراف ، ـ في الانحراف خشية افتضاح أمرهم ، وهذه الحكمة تجري أيضا فيما يتعلّق بلعن اللّه للأشخاص الّذين يكتمون معلوماتهم الدينية أو يكفرون بعد الإيمان .

2 . مَن هم الّذين لعنهم الأنبياء والأولياء ؟

يتّضح من خلال التأمّل فيما سبقت الإشارة إليه في حكمة لعن الأنبياء والأولياء للمجرمين أنّهم لم يلعنوا جميع المجرمين ، بل إنّهم كانوا يقتصرون على لعن الأشخاص الّذين تسبّبوا في إضلال الآخرين فضلاً عن أنّهم لم يكونوا يتمتّعون بقابلية الهداية بسبب عنادهم ومكابرتهم ، ولذلك فإنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله وعلى الرغم من كلّ الأذى الّذي تحمّله من قومه في بدء بعثته لم يلعن قومه ، بل لمّا اقتُرح عليه أن يدعو عليهم بالهلاك كما فعل نوح عليه السلام ففي الرواية أنّه قال :
«اللّهُمَّ اهدِ قَومي ؛ فَإِنَّهُم لا يَعلَمونَ ، وَانصُرني عَلَيهِم أن يُجيبوني إلى طاعَتِكَ» .۱
وكذلك عندما كُسر سنّه في معركة اُحد وجُرح وجهه وطلب منه أصحابه أن يدعو عليهم ، فإنّه قال :
«إنّي لَم اُبعَث لَعّانا ، ولكِنّي بُعِثتُ داعِيا ورَحمَةً ، اللّهُمَّ اهدِ قَومي ؛ فَإِنَّهُم لا يَعلَمونَ» .۲
وقد كانت هذه الاقتراحات والعروض تتوالى عليه في الحالات والمواضع الاُخرى ، ولكنّه لم يكن يرفض أن يلعنهم وحسب ، بل كان يدعو لهم . ۳

1.راجع : ص ۴۶۳ ح ۱۲۶۱ .

2.راجع : ص ۴۶۳ ح ۱۲۶۳ .

3.راجع : ص ۴۶۲ (دعاء النبيّ لقومه) .

  • نام منبع :
    نهج الدعاء
    المساعدون :
    افقی، رسول؛ سرخئی، احسان
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1386 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 233803
الصفحه من 787
طباعه  ارسل الي