557
نهج الدعاء

البيت عليهم السلام على عدد من المعاندين .

ب ـ إظهار المكانة المعنوية لأولياء اللّه

إنّ أولياء اللّه عليهم السلام الّذين يخضعون لولاية اللّه الحكيم ورعايته في جميع الاُمور ومنها الحبّ والعداء ، لا يتحرّون في أعمالهم سوى طاعته ورضاه . فكما أنّ اللّه القادر والمتعالي جعل قضاء الكثير من الحاجات والوصول إلى الدرجات متوقّفا على التوسّل والشفاعة ودعاء أوليائه كي يظهر مكانة أولياء الدين للناس ويقودهم باتّجاه إيجاد الروابط وتعزيزها مع القادة المختارين ، كذلك الحال بالنسبة إلى بعض الأشخاص المستحقّين للعقوبة على قسم من ذنوبهم ، فإنّه يجعل ذلك متوقّفا على لعن الأولياء لهم ، كي يلفت أنظار الناس إلى منزلة هؤلاء الأولياء ويحذّرهم من سلوك طريق اللاّمبالاة ، أو مخالفة أولياء اللّه والّتي هي مخالفة اللّه .

ج ـ فضح الشخصيات السياسية الفاسدة

بعض الّذين لُعنوا من قبل النبيّ صلى الله عليه و آله أو أهل البيت عليهم السلام يمثّلون شخصيات سياسية فاسدة ، فدعاء النبيّ صلى الله عليه و آله عليهم أدّى إلى فضحهم وتزلزل قاعدتهم السياسية وانتشار الوعي السياسي في المجتمع .

د ـ فضح الشخصيات الدينية المنحرفة

يمثّل عدد من الأشخاص الّذين لعنهم أهل البيت عليهم السلام شخصيات دينية منحرفة ، فدعاء أهل البيت عليهم السلام عليهم هو في الحقيقة فضح لهم وتعريف بهم للمجتمع المسلم كي لا ينخدع بهم .

ه ـ الحيلولة دون الانحرافات الأخلاقية والاجتماعية

إنّ فضح المعاندين والمنافقين من شأنه أن يحول دون انجراف الأشخاص الّذين يمتلكون الأرضية النفسية للعناد والنفاق ـ أو الّذين ما يزالون في بداية


نهج الدعاء
556

يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَ يَلْعَنُهُمُ اللَّـعِنُونَ» . 1
ويقول أيضا :
«كَيْفَ يَهْدِى اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُواْ بَعْدَ إِيَمَـنِهِمْ وَشَهِدُواْ أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَآءَهُمُ الْبَيِّنَـتُ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِى الْقَوْمَ الظَّــلِمِينَ * أُوْلَئِكَ جَزَآؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ» . 2
ولا شكّ في أنّ أنبياء اللّه وأولياءه ، يجب أن يتأسّوا به ، ويلعنوا الأشخاص الّذين هم موضع غضب اللّه ولعنته .
وتوجد في هذا المجال ملاحظات تسترعي الاهتمام :

1 . الحكمة من لعن الأنبياء والأولياء للمجرمين

الملاحظة الاُولى الّتي يجب أن تسترعي الاهتمام فيما يتعلّق بلعن أنبياء اللّه وأوليائه للمجرمين ، هي أنّ لعنهم يقوم على أساس الحكمة ، كما هو الحال بالنسبة إلى دعائهم ، والحِكم الّتي يمكن عدّها للعنهم هي كالتالي :

أ ـ تعزيز العقيدة بأنبياء اللّه وأوصيائه

إنّ الاستجابة لبعض الأدعية على المجرمين تؤدّي إلى تعزيز إيمان المؤمنين وزوال الشكّ من المرتابين ، مثل استجابة دعاء نوح عليه السلام على قومه ۳ ، والاستجابة لدعاء النبيّ صلى الله عليه و آله على كسرى ۴ وعتيبة بن أبي لهب ۵ ، وإجابة دعاء الإمام عليّ عليه السلام فيما يتعلّق ب «العيزار» ۶ والأشخاص الّذين كتموا حديث الولاية ۷ ، وكذلك إجابة دعاء أهل

1.البقرة : ۱۵۹ .

2.آل عمران : ۸۶ ـ ۸۷ .

3.راجع : ص ۵۴۷ .

4.راجع : ص ۵۶۸ .

5.راجع : ص ۵۶۷ .

6.راجع : ص ۵۹۴ .

7.راجع : ص ۵۹۷ .

  • نام منبع :
    نهج الدعاء
    المساعدون :
    افقی، رسول؛ سرخئی، احسان
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1386 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 231322
الصفحه من 787
طباعه  ارسل الي