197
الضّعفاء من رجال الحديث ج3

نماذج من رواياته :

۱.. ما جاء في البصائر للصفار ، قال :حدّثنا محمّد بن عيسى بن سنان ، عن عمّار بن مروان عن سماعة ، قال دخلت على أبي عبداللّه عليه السلام وأن أحدث نفسي فرعاني ، فقال : مالك تحدث نفسك تشتهي أن ترى أبا جعفر عليه السلام قُلت : نعم ، قال : قم فادخل البيت فإذا هو أبو جعفر عليه السلام قال أتى قوم من الشيعة الحسن بن علي عليه السلام بعد قتل أميرالمؤمنين عليه السلام فسألوه ، قال تعرفون أميرالمؤمنين عليه السلام إذا رأيتموه ، قالوا : نعم قال : فارفعوا الستر فرفعوه فاذا هم بأميرالمؤمنين عليه السلام لا ينكرونه ، وقال أميرالمؤمنين عليه السلام يموت من مات منا ، وليس يبقى من بقي منا حجّة عليكم . ۱

۲.وفيه أيضا قال :حدّثنا محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن سنان ، عن عمّار بن مروان ، عن جابر ، عن أبي عبداللّه عليه السلام ، قال : إن أمرنا سر في سر وسر مستسر ، وسر لا يفيد إلاّ سر وسر على سر وسر مقنع بسر . ۲

1.بصائر الدرجات : ص ۲۹۵ .

2.المصدر نفسه : ص ۴۸ .


الضّعفاء من رجال الحديث ج3
196

نظرة في رواياته :

يظهر من بعض رواياته وكتبه الغلو والتخليط والكذب .
قال الشيخ المفيد في المسائل السروية : إنّ الأخبار بذكر الأشباح تخلتف ألفاظها وتتباين معانيها ، وقد بنت الغلاة عليها أباطيل كثيرة ، وصنفوا فيها كتبا لغوا فيها وهذوا فيما أثبتوه منه في معانيها ، وأضافوا ما حوته الكتب إلى جماعة من شيوخ أهل الحق وتخرصوا الباطل بأضافاتها إليهم ، من جملتها كتاب سموه : كتاب الأشباح والأظلة ونسبوا تأليفه إلى محمّد بن سنان ، ولسنا نعلم صحّة ما ذكروه في هذا الباب عنه ، فإن كان صحيحا فإنّ ابن سنان قد طعن عليه ، وهو متهم بالغلو فإن صدقوا في إضافة هذا الكتاب إليه فهو ضال بضلالة عن الحق ، وإن كذبوا فقد تحملوا أوزار ذلك . ۱
إذا أنّ ما في كتاب الأشباح ينسجم مع أقوال الغلاة ولم يقطع الشيخ المفيد في نسبته لمحمّد بن سنان ، وقال حمدويه : كتبت أحاديث محمّد بن سنان ، عن أيوب بن نوح ، وقال : لا أستحل أن أروي أحاديث محمّد بن سنان . ۲
وقال محمّد بن مسعود : قال عبداللّه بن حمدويه سمعت الفضل بن شاذان ، يقول : لا أستحل أن أروي أحاديث محمّد بن سنان ، وذكر الفضل في بعض كتبه أنّ من الكذابين المشهورين ابن سنان . ۳
وقال ابن الغضائري في ترجمة زياد ابن المنذر : وأصحابنا يكرهون ما رواه محمد بن سنان عنه . ۴
إذا لم يتلق المحدثون روايات محمّد بن سنان بالقبول ، لما فيها من غلو وتخليط وكذب ، لكن عمل الفقهاء في بعض رواياته لكثرتها ولانتشارها في مصادر الحديث وقد نبهوا إلى ما تفرد به وحكموا عليها بالضعف .
للارتكاز العلمي في منهج الفقهاء في عدم رد كلّ روايات الضعاف وقبول الروايات المحفوفة بقرائن الصحّة بموافقتها للقرآن ، والسنّة الصحيحة ، والعقيدة الحقة ، وعمل الفقهاء عليها . لذلك قال الشيخ الطوسي في تهذيب الأحكام والاستبصار : «لا يستبد بروايته ولا يشركه فيه غيره ولا يعمل عليه» .
وقد استثنى الشيخ الطوسي من رواياته عنه الروايات التي فيها تخليط وغلو ، كما تقدّم عن الفهرست .
إذا لا يطرح كلّ ما جاء عن الضعيف ، ولكن يقبل منه المحفوف بقرائن الصحّة .

1.المسائل السروية : ص ۳۷ .

2.رجال الكشّي : ج ۲ ص ۶۸۷ الرقم ۷۲۹ .

3.المصدر نفسه : ج ۲ ص ۸۲۳ الرقم ۱۰۳۳ .

4.رجال ابن الغضائري : ص ۶۱ الرقم ۵۱ .

  • نام منبع :
    الضّعفاء من رجال الحديث ج3
    المساعدون :
    الأسدي، عادل حسن
    المجلدات :
    3
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1426 ق / 1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 104181
الصفحه من 640
طباعه  ارسل الي