261
الضّعفاء من رجال الحديث ج2

خلاصة القول فيه :

ضعيف ، مرتفع القول ، في روايته تخليط ، ضعّفه ابن الغضائري ، وعدّه من الضعفاء : العلاّمة وابن داوود والجزائري .

[ 194 ]

عبد اللّه بن جعفر بن محمد

اسمه ونسبه :

عبد اللّه بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام ، يلقّب بالأفطح ؛ لأنّه كان أفطح الرأس ، وقيل : كان أفطح الرجلين .

طبقته :

هو ابن الإمام جعفر الصادق عليه السلام ، وقد مات في سنة (148 ه) بعد وفاة أبيه بسبعين يوماً.

أقوال العلماء فيه :

قال الكشّي : عن جعفر بن محمّد قال : حدّثني الحسن بن علي بن النعمان قال : حدّثني أبو يحيى ، عن هشام بن سالم قال : كنّا بالمدينة بعد وفاة أبي عبد اللّه عليه السلام أنا
ومؤمن الطاق أبو جعفر ، قال : والناس مجتمعون على أنّ عبد اللّه صاحب الأمر بعد أبيه ، فدخلنا عليه أنا وصاحب الطاق والناس مجتعون عند عبد اللّه ؛ وذلك أنّهم رووا عن أبي عبد اللّه عليه السلام أنّ الأمر في الكبير ما لم يكن به عاهة .
فدخلنا نسأله عمّا كنّا نسأل عنه أباه ، فسألناه عن الزكاة في كم تجب؟ قال : «في مائتين خمسة» . قلنا : ففي مئة؟ قال : «درهمان ونصف درهم» قال : قلنا له : و اللّه ما تقول المرجئة هذا! فرفع يديه إلى السماء ، فقال : لا و اللّه ما أدري ما تقول المرجئة .
قال : فخرجنا من عنده ضُلاّلاً لا ندري إلى أين نتوجّه أنا وأبو جعفر الأحول ، فقعدنا في بعض أزقّة المدينة باكين حيارى لا ندري إلى من نقصد وإلى من نتوجّه ، نقول إلى المرجئة ، إلى القدريّة ، إلى الزيديّة ، إلى المعتزلة ، إلى الخوارج .
قال : فنحن كذلك إذ رأيت رجلاً شيخاً لا أعرفه يومئ إليّ بيده ، فخفت أن يكون عيناً من عيون أبي جعفر ، وذاك أنّه كان له بالمدينة جواسيس ينظرون على من اتفق شيعة جعفر فيضربون عنقه ، فخفت أن يكون منهم .
فقلت لأبي جعفر : تنحَّ ، فإنّي خائف على نفسي وعليك ، وإنّما يريدني ليس يريدك ، فتنحَّ عنّي لا تهلك وتعين على نفسك ، فتنحّى غير بعيد وتبعت الشيخ ، وذاك أنّي ظننت أنّي لا أقدر على التخلّص منه ، فما زلت أتبعه حتّى ورد بي على باب أبي الحسن موسى عليه السلام ثمّ خلاّني ومضى ، فإذا خادم بالباب ، فقال لي : اُدخل رحمك اللّه ! قال : فدخلت فإذا أبو الحسن عليه السلام ، فقال لي ابتداءً : «لا إلى المرجئة ، ولا إلى القدريّة ، ولا إلى الزيديّة ، ولا إلى الخوارج ، إليّ إليّ إليّ» .
قال : فقلت له : جعلت فداك! مضى أبوك؟ قال : «نعم» . قال : قلت : جعلت فداك! مضى في موت؟ قال : «نعم» . قلت : جعلت فداك! فمن لنا بعده؟ فقال : «إن شاء اللّه يهديك هداك» . قلت : جعلت فداك! إنّ عبد اللّه يزعم أنّه من بعد أبيه ، فقال : «يريد عبد اللّه ألاّ يعبد اللّه » . قال : قلت له : جعلت فداك! فمن لنا من بعده؟ فقال : «إن شاء
اللّه أن يهديك هداك أيضاً» .
قلت : جعلت فداك! أنت هو؟ قال : «ما أقول ذلك» . قلت في نفسي : لم أُصب طريق المسألة ، قال : قلت : جعلت فداك! عليك إمام؟ قال : «لا» . فدخلني شيء لايعلمه إلاّ اللّه ؛ إعظاماً له وهيبةً أكثر ما كان يحلّ بي من أبيه إذا دخلت عليه .
قلت : جعلت فداك! أسألك عمّا كان يسأل أبوك؟ قال : «سل تُخبَر ولا تُذِع ؛ فإن أذعت فهو الذبح» . قال : فسألته فإذا هو بحر ، قال : قلت : جعلت فداك! شيعتك وشيعة أبيك ضُلاّل فأُلقي إليهم وأدعوهم إليك ، فقد أخذت عليَّ بالكتمان؟ قال : «من آنست منهم رشداً فألقِ إليهم ، وخذ عليهم بالكتمان ؛ فإن أذاعوا فهو الذبح» وأشار بيده إلى حلقه .
قال : فخرجت من عنده فلقيت أبا جعفر ، فقال لي : ما وراك؟ قال : قلت : الهدى ، قال : فحدّثته بالقصّة ، قال : ثمّ لقيت المفضّل بن عمر وأبا بصير ، قال : فدخلوا عليه ، فسمعوا كلامه وسألوه ، قال : ثمّ قطعوا عليه عليه السلام ثمّ قال : ثمّ لقينا الناس أفواجاً ، قال : فكان كلّ من دخل عليه قطع عليه إلاّ طائفة مثل عمّار وأصحابه ، فبقي عبد اللّه لايدخل عليه أحد إلاّ قليل من الناس .
قال : فلمّا رأى ذلك وسأل عن حال الناس ، قال : فأخبر أنّ هشام بن سالم صدّ عنه الناس ، قال : فقال هشام : فأقعَدَ لي بالمدينة غير واحد ليضربوني ۱ .
والرواية ضعيفة السند بأبي يحيى المجهول ، وهو الواسطي كما في رواية المفيد الآتية .
ورواه الشيخ المفيد في إرشاده ، في باب ذكر طرف من دلائل أبي الحسن موسى عليه السلام : أخبرني أبوالقاسم جعفر بن محمّد بن قولويه ، عن محمّد بن يعقوب الكليني ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن عيسى ، عن أبي يحيى الواسطي ، عن هشام بن سالم ، نحوه ـ إلى قوله : ـ وبقي عبد اللّه لايدخل عليه من الناس إلاّ
القليل ۲ .
وقال الشيخ المفيد في الإرشاد في باب ذكر أولاد أبي عبد اللّه عليه السلام : فصل : وكان عبد اللّه بن جعفر أكبر إخوته بعد إسماعيل ، ولم تكن منزلته عند أبيه منزلة غيره من ولده في الإكرام ، وكان متّهماً بالخلاف على أبيه في الاعتقاد ، ويقال : إنّه كان يخالط الحشويّة ويميل إلى مذهب المرجئة ، وادّعى بعد أبيه الإمامة ، واحتجّ بأنّه أكبر إخوته الباقين ، فاتّبعه على قوله جماعة من أصحاب أبي عبد اللّه عليه السلام ، ثمّ رجع أكثرهم بعد ذلك إلى القول بإمامة أخيه موسى عليه السلام لمّا تبيّنوا ضعف دعواه وقوّة أمر أبي الحسن عليه السلام ودلالة حقّه وبراهين إمامته ، وأقام نفر يسير منهم على أمرهم ودانوا بإمامة عبد اللّه ، وهم الطائفة الملقّبة بالفطحيّة . وإنّما لزمهم هذا اللّقب لقولهم بإمامة عبد اللّه ، وكان أفطح الرجلين ، ويقال : إنّهم لقّبوا بذلك لأنّ داعيتهم إلى إمامة عبد اللّه كان يقال له عبد اللّه بن أفطح ۳ .
وروي عن أبي عبد اللّه عليه السلام أنّه قال لموسى : «بنيّ ، إنّ أخاك سيجلس مجلسي ، ويدّعي الإمامة بعدي ، فلا تنازعه بكلمة ؛ فإنّه أوّل أهلي لحوقاً بي» ۴ .

1.رجال الكشّي : ج ۲ ص ۵۶۵ ـ ۵۶۷ الرقم ۵۰۲ .

2.الإرشاد : ج ۲ ص ۲۲۱ ـ ۲۲۳ .

3.الإرشاد : ج ۲ ص ۲۱۰ ـ ۲۱۱ .

4.رجال الكشّي : ج ۲ ص ۵۲۴ الرقم ۴۷۲ .


الضّعفاء من رجال الحديث ج2
260
  • نام منبع :
    الضّعفاء من رجال الحديث ج2
    المساعدون :
    الأسدي، عادل حسن
    المجلدات :
    3
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1426 ق / 1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 95690
الصفحه من 527
طباعه  ارسل الي