489
الضّعفاء من رجال الحديث ج1

ونتيجة لأفكاره المتطرّفة والمنحرفة وحركته الواسعة ، جدت الحكومة العباسية بقتله فأُلقي القبض عليه وقتل وأُحرق سنة «309 ق ». ۱

1.راجع : الكافي في التاريخ : ج ۵ ص ۷۰ ـ ۷۲ .


الضّعفاء من رجال الحديث ج1
488

استدعانا فَلِمَ خرقت مكاتبته ؟ وضحكوا منه وهزؤوا به ، ثُمَّ نهض إلى دكانه ومعه جماعة من أصحابه وغلمانه .
قال : فلمّا دخل إلى الدار التي كان فيها دكانه نهض له من كان هناك جالسا غير رجل رآه جالسا في الموضع ، فلم ينهض له ولم يعرفه أبي ، فلمّا جلس وأخرج حسابه ودواته كما يكون التجار أقبل على بعض من كان حاضرا ، فسأله عنه فأخبره ، فسمعه الرجل يسأل عنه ، فأقبل عليه وقال له : تسأل عنّي وأنا حاضر ؟
فقال أبي : هل أكبرتك أيها الرجل وأعظمت قدرك أن أسألك ؟
فقال له : تخرق رقعتي وأنا أُشاهدك تخرقها !
فقال له أبي : فأنت الرجل إذا ، ثمَّ قال : ياغلام برجله وبقفاه ، فخرج من الدار العدو للّه ولرسوله ، ثُمَّ قال له : أتدعي المعجزات عليك لعنة اللّه ؟ أو كما قال ، فأُخرج بقفاه فما رأيناه بعدها بقم. ۱
وفي الاحتجاج للطبرسي : خرج التوقيع بلعن الحسين بن منصور الحلاّج و . . . على يد الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح. ۲
ولم يذكره القدماء والمتأخّرون في كتبهم الرجالية ؛ لأنّه ليس من رواة الحديث ، ولم يعدوه من الشيعة ، وإن جاء ذكره في بعض مصنفاتهم . ووصفه بما تقدّم ذكره عن المفيد والطوسي والطبرسي .

الفرقة الحلاّجية :

وهم أتباع الحسين بن منصور الحلاّج الذي يمثّل امتزاج التصوّف بأفكار الحلول ووحدة الشهود اللتين أدتا فيما بعد إلى وحدة الوجود ، تظهر دعوة الحلول بقوله :

وأي الأرض تخلو منك حتّى عغعغ تعالوا يطلبونك في السماء
تراهم ينظرون إليك جهرا عغعغ وهم لا يبصرون من العماء
وقال :

رأيت ربّي بعين ربّي عغعغ فقلت : من أنت ؟ قال : أنت۳
والقائل حين قَتلِه : « أنا الحق ». ۴
ويعتبر الحلاّج أول صوفي قال بالحلول تطبيقا لا نظرا. ۵
وكان الحلاّج يتخصص بإظهار التشيّع ، وإن كان ظاهر أمره التصوّف. ۶
وادعى البابية حتّى خرج التوقيع بلعنه وذمه .
وحاول الشيبي الربط بين حركة الحلاّج وأفكاره والحركة الإسماعيلية والقرامطة حاشدا مجموعة من القرائن والشواهد .
واستعمل في التأثير على الناس ، فكان يخرج فاكهة الصيف في الشتاء ، ويمد يده إلى الهواء فيعيدها مملوءة دراهم بفعل السحر والشعبذة والنجوم والكيمياء ، ذكر منها البغدادي في تاريخه. ۷
وقال ابن النديم : كان رجلاً محتالاً مشعبذا ، يتعاطى مذاهب الصوفية ، وكان يعرف شيئا من صناعة الكيمياء ، ويظهر مذاهب الشيعة للملوك ومذهب الصوفية للعامة. ۸
إذا كان الحلاّج متعدد الأطوار والأفكار ، وهو القائل : ما تمذهبت بمذهب أحد من الأئمّة جملةً وإنّما أخذت من كل مذهب إصبعه وأشده ، وأنا الآن على ذلك. ۹

1.الغيبة للطوسي : ص ۴۰۲ ح ۳۷۷ .

2.الاحتجاج : ج ۲ ص ۲۸۹ .

3.ديوان الحلاّج : ص ۳۷ و۴۶ .

4.راجع : التصوّف الإسلامي : المقدّمة «ق» .

5.الصلة بين التصوّف والتشيّع : ج ۱ ص ۳۹۶ .

6.تصحيح الاعتقاد : ص ۱۳۴ .

7.تاريخ بغداد : ج ۸ ص ۱۱۲ ـ ۱۲۲ الرقم ۴۲۳۲ .

8.الفهرست لابن النديم : ص ۲۶۹ .

9.أخبار الحلاّج : ص ۱۵ .

  • نام منبع :
    الضّعفاء من رجال الحديث ج1
    المساعدون :
    الأسدي، عادل حسن
    المجلدات :
    3
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1426 ق / 1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 144913
الصفحه من 560
طباعه  ارسل الي