309
الضّعفاء من رجال الحديث ج1

ومحمّد طه نجف في القسم الثالث من رجاله المختص بالضعفاء. ۱

فرقة البيانية :

ذكر هؤلاء أنّ بيانا قال لهم : إنّ روح الآلهة تناسخت في الأنبياء والأئمّة حتّى صارت إلى أبيهاشم، ثم انتقلت إليه منه، فادعى لنفسه الربوبية على مذاهب الحلولية.
وزعم أنّه هو المذكور في القرآن في قوله : « هَـذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ »۲ ، وقال : أنا البيان ، وأنا الهدى والموعظة. ۳
وكان من الغلاة القائلين بإلوهية أميرالمؤمنين علي عليه السلام ، قال : حلَّ في عليّ جزء إلهي واتحد بجسده فيه ، كان يعلم الغيب ، إذ أخبر عن الملاحم وصح الخبر ، وبه كان يحارب الكفّار وله النصرة والظفر ، وبه قلع باب خيبر ، وعن هذا قال : «واللّه ما قلعت باب خيبر بقوة جسدانية ، ولا بحركة غذائية ، ولكن قلعته بقوة رحمانية ملكوتية بنور ربها مضيئة» ، فالقوة الملكوتية في نفسه كالمصباح في المشكاة ، والنور الإلهي كالنور في المصباح ، قال : وربما يظهر عليّ في بعض الأزمان .
وقال في تفسير قوله تعالى : « هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِى ظُـلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ »۴ .
أراد به عليا ، فهو الذي يأتي في الظل ، والرعد صوته ، والبرق تبسّمه. ۵
وكان يزعم أنّه يعرف الاسم الأعظم ، وأنّه يهزم به العساكر ، وأنّه يدعو به الزهرة ، ثم أدعى أنّه معبوده إنسان من نور على صورة الإنسان في أعضائه ، وأنّه يفنى كلّه إلاّ وجهه ، وتأول على ادعائه قوله تعالى : « كُلُّ شَىْ ءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ »۶ ،

1.إتقان المقال : ص ۲۶۵ .

2.آل عمران : ۱۳۸ .

3.الفَرق بين الفِرق : ص ۲۱۶ ، معجم الفِرق الإسلامية : ص ۹۵ .

4.البقرة : ۲۱۰ .

5.الملل والنحل : ج ۱ ص ۱۵۲ .

6.القصص : ۸۸ .


الضّعفاء من رجال الحديث ج1
308

۱.عن الحسين بن الحسن بن بندار ، ومحمّد بن قولويه القمّيان ، قالا : حدّثنا سعد بن عبداللّه بن أبي خلف قال : حدّثنا يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن ابن بكير ، عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه السلام قال :سمعته يقول : لعن اللّه بنان البيان ، وأنّ بنانا ـ لعنه اللّه ـ كان يكذّب على أبي ، أشهد أنّ أبي علي بن الحسين كان عبدا صالحا. ۱

الرواية صحيحة السند ، وصريحة في لعنه ووصفه بالكذب .

۲.عن سعد ، قال : حدّثني أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن الحكم ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال :إن بنانا والسري وبزيعا ـ لعنهم اللّه ـ تراءى لهم الشيطان في أحسن ما يكون صورة ، آدمي من قرنه إلى سرته .
قال : فقلت : إنّ بنانا يتأوّل هذه الآية : « وَ هُوَ الَّذِى فِى السَّمَآءِ إِلَـهٌ وَ فِى الْأَرْضِ إِلَـهٌ »۲ إنّ الذي في الأرض غير إله السماء ، وإله السماء غير إله الأرض ، وأنّ إله السماء أعظم من إله الأرض ، وأنّ أهل الأرض يعرفون فضل إله السماء ويعظّمونه .
فقال : واللّه ما هو إلاّ اللّه وحده لا شريك له ، إله مَن في السماوات وإله مَن في الأرضين ، كذّب بنان عليه لعنة اللّه ، لقد صغّر اللّه ـ جلَّ وعز ـ وصغّر عظمته. ۳

واعتمادا على ما جاء في رجال الكشّي ، ذكره العلاّمة الحلّي في القسم الثاني من الخلاصة، ۴ وابن داوود الحلّي في الجزء الثاني من رجاله المختص بالمجروحين والمجهولين، ۵ والجزائري في القسم الرابع من رجاله المختص برواة الضعاف، ۶

1.رجال الكشّي : ج ۲ ص ۵۹۰ الرقم ۵۴۱ .

2.الزخرف : ۸۴ .

3.رجال الكشّي : ج ۲ ص ۵۹۲ الرقم ۵۴۷ .

4.خلاصة الأقوال : ص ۳۲۸ .

5.رجال ابن داوود : ص ۲۳۴ .

6.حاوي الأقوال : ج ۳ ص ۳۳۳ .

  • نام منبع :
    الضّعفاء من رجال الحديث ج1
    المساعدون :
    الأسدي، عادل حسن
    المجلدات :
    3
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1426 ق / 1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 144936
الصفحه من 560
طباعه  ارسل الي