87
اسباب اختلاف الحديث

المضمر المتوهَّم كونهما من المعصوم داخل في الخلط المزبور دون التخليط في المتن ، وكذا الإدراج والزيادة وضياع القرائن .
ولهذا البحث صور ووجوه لا تبحث في غيره ، ككون الخبر مضمرا أو مقطوعا أو موقوفا أو مسندا إلى رجل مشترك الاسم مع أحد من المعصومين ، أو مشتبها فيه خطّ المعصوم بخطّ غيره . وإليك تعريف بعض هذه الوجوه :
فالموقوف : هو ما وُقِف فيه الإسناد على الراوي ولم يصل إلى المعصوم عليه السلام ، كما في بعض الأخبار التي ينتهي الإسناد فيها إلى زرارة أو غيره من أصحاب الأئمّة عليهم السلام ولا يسندونه إلى الإمام عليه السلام . ۱
والمضمر : هو ما يضمر ويُطوى فيه ذكر من يسنَد إليه الخبر؛ كقول الراوي : «سألته عن كذا، فقال كذا» أو «أمرني بكذا» وما أشبه ذلك من دون تسمية المعصوم، ولا ذكر ما يدلّ عليه .
والمقطوع : هو ما جاء عن التابعين ومن في حكمهم . ۲
وأمّا المسند إلى من يشابه اسمه اسم بعض المعصومين عليهم السلام فواضح . وكذا تشابه الخطوط .
والمراد من ذكر هذه الصور في المقام هو بيان أنّها غير مصونة عن أن تكون من كلام غير المعصوم في الجملة، لا أنّ كلّ ما كان من هذه الصنوف فهو من كلام غير المعصومين عليهم السلام .
ثمّ اعلم أنّ الخبر المضمر وإخواته إذا فرض كونه من كلام غير المعصوم وكان منافيا لحديث المعصومين عليهم السلام اندرج في هذا السبب، وإن لم يكن منافيا له فلا يعدّ من مختلف الحديث، وأمّا إذا فرض صدوره عن المعصومين عليهم السلام واقعا فيندرج في غير ما نحن فيه من الأسباب.
أمّا كونه من مثارات الاختلاف فواضح لايحتاج إلى البرهنة والاستدلال . وأمّا حكم هذه الصور في مقام الإثبات؛ وطرق إثبات صدور الخبر عن المعصوم وعدمه، وحكم صورة الشكّ وعدم إحراز ذلك نفيا وإثباتا ، فلتحقيقه محلّ آخر .

1.نهاية الدراية : ص۱۸۴ .

2.راجع توضيح المقال : ص۲۷۵ ، فائق المقال : ص۲۱ ، وصول الأخيار إلى اُصول الأخبار : ص۱۰۱ .


اسباب اختلاف الحديث
86

السبب الخامس : الخلط بين كلام المعصوم وكلام غيره

عدَّه بعض الأعلام من أسباب الاختلاف، ۱ فله فضل معرفته ، وعلينا بيانه على ما سيوافيك ، فنقول :
يمكن تصوير الخلط بين كلام المعصوم وغيره على وجوه ، منها :
أن يكون الخبر قد ضاعت قرينته المميّزة بين كونه من كلام المعصوم أو من غيره ، أو أن يكون الخبر مسندا إلى رجل مشترك الاسم مع بعض المعصومين عليهم السلام ، أو أن يكون مضمرا، أو مقطوعا أو موقوفا، فيشتبه أمره على بعض الدارسين للحديث فيعتبره من مختلف الحديث .
وكذا يمكن أن يكون سبب الخلط «تشابه الخطوط» ۲ ، بأن يجد الراوي الخبرَ مكتوبا، فيشتبه عليه خطّ المعصوم بخطّ غيره، فيعدّه حديثا مع كونه منافيا لبعض ما صدر عنهم عليهم السلام .
ولا يخفى أنّ عنوان «الخلط بين كلام المعصوم وكلام غيره» يشمل الإدراج، والزيادة، والتخليط في المتن أيضا ، إلاّ أنّ النسبة بينه وبينها العموم من وجه ، لكن لاغضاضة في دخول بعض الموارد والأفراد في أكثر من واحد من أسباب الاختلاف ، ما لم تختلف طرق معالجة اختلاف بعضها عن بعض ، وكون النسبة بين ما نحن فيه وبينها العمومَ من وجه؛ فإنّ الحديث الممزوج بمتن حديث غيره تخليط خارج عمّا نحن فيه ، كما أنّ الخبر الموقوف أو

1.هو السيّد السيستاني «دام ظلّه»، وإليك نصَّ كلامه: «أمّا الأسباب الخارجيّة ـ يعني من أسباب اختلاف الأحاديث ـ فهي ما قام بها الرواة والمؤلِّفون وهي متعدّدة: أ ـ الوضع ... ه ـ تشابه الخطوط . و ـ التصحيح القياسي . ز ـ الخلط بين كلام الإمام وكلام غيره من الفقهاء في سياق واحد من قبل الراوي» (الرافد في علم الاُصول : ۲۹) .

2.لايخفى أنّ السيّد السيستاني ذكر كلاًّ من «الخلط بين كلام الإمام وغيره» و «تشابه الخطوط» كسبب مستقلّ ، كما يتّضح من كلامه الذي نقلناه في الهامش المتقدّم ، ولمّا لم نجد للتفكيك وجها أدرجنا الثاني في الأوّل .

  • نام منبع :
    اسباب اختلاف الحديث
    المساعدون :
    المسعودي، عبدالهادي؛ رحمان ستايش، محمد كاظم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 218962
الصفحه من 728
طباعه  ارسل الي