وَ فَصْلَ الْخِطَابِ * .... يَـدَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَـكَ خَلِيفَةً فِى الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ... » . 1
فالتدبّر في هذه الآيات وغيرها في شأن داوود عليه السلام يفيد أنّ خلافته عليه السلام كانت بعزيمة من اللّه تعالى من دون تخيير ،و أنّه كان ممّن فضّله اللّه على العالمين وعلى كثير من عباده المؤمنين، ما خلا محمّد صلى الله عليه و آله وأهل بيته عليهم السلام ، وقليل من كبار المرسلين عليهم السلام ، وأنّه كان ممّن آتاه اللّه الكتاب والعلم والفضل والحكمة والعصمة .
أفنبيّ كريم مثل داوود عليه السلام مع هذه الجلالة يصلح لشأنه مضمون هذا الخبر؟! فأستغفر اللّه ربّي لحكاية مثل هذه الرواية .
تنبيهان
الأوّل : النقل بالمضمون
يلحق بالنقل بالمعنى النقل بالمضمون ، وهو أن يحكي الراوي مضمون ما تحمّله من كلام المعصوم أو من رواية شيخه ، فربما يؤثّر في نقله سوء فهمه وخطؤه في تلقّي مقاصد المتكلّم ، فقد يتكلّم المعصوم بمطلق أو عامّ فينقله الراوي مصرِّحا بوجه العموم أو الإطلاق ، مع أنّ لذاك العامّ أو المطلق مخصِّص أو مقيّد يمكن الجمع بينهما لولا التصريح بوجه العامّ والمطلق ، ولكن للتصريح بوجه العموم أو الإطلاق لا يمكن الجمع بينهما بوجه عرفي ؛ لصيرورة المتنافيين حينئذ متباينين . اللّهمّ إلاّ إذا عرفنا بعض الرواة له بالنقل بالمضمون أحيانا، فنحمل حديثه على ذلك ، ومّمن نعرفه بهذه الصفة هو عمّار الساباطي ، أحيانا ، فتنبّه .
الثاني : بعض ما يتعلّق بالنقل باللفظ أو بالمعنى
إنّ أحوال الرواة ـ سواء في نقل الحديث لفظا أو معنى ـ مختلفة ، فمنهم من كان يسمع الحديث ويعيه بقلبه ولا يكتبه مباشرة، بل ينتظر الفرصة لتقييده بالكتابة ـ بل ومنهم من كان