المثال الخامس : تفسير « سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَـنُ وُدًّا »
۶۰۲.۱ . روى الصدوق قدس سره بإسناده عن المفضّل بن عمر، قال :قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام : إنَّ مَن قبلنا يقولون : إنَّ اللّه تبارك وتعالى إذا أحبّ عبدا نوّه به منوِّه من السماء: أنَّ اللّه يحبّ فلانا فأحبّوه، فتلقى له المحبّة في قلوب العباد، فإذا أبغض اللّه تعالى عبدا نوّه مُنوِّه من السماء: أن اللّه يبغض فلانا فأبغضوه، قال : فيلقي اللّه له البغضاء في قلوب العباد. قال : كان عليه السلام متكئا فاستوى جالسا، فنفض يده ثلاث مرّات يقول : لا ، ليس كما يقولون . ولكن اللّه عز و جلإذا أحبّ عبدا أغرى به الناست في الأرض ، ليقولوا فيه فيؤثمهم ويأجره ، وإذا أبغض اللّه عبدا حببّه إلى الناس ليقولوا فيه فيؤثمهم ويؤثمه . ثمّ قال عليه السلام : من كان أحبّ إلى اللّه من يحيى بن زكريا عليه السلام !! أغراهم به حتّى قتلوه، ومن كان أحبّ إلى اللّه عز و جلمن عليّ بن أبي طالب عليه السلام !! فلقي من الناس ما قد علمتم ، ومن كان أحبّ إلى اللّه تعالى من الحسين بن عليّ صلوات اللّه عليهما !! فأغراهم به حتّى قتلوه . ۱
۶۰۳.۲ . عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا أحبّ اللّه عبدا يقول لجبرئيل : أحببت فلانا فأحببه . فيحبّه جبرئيل، ثم ينادي [في أهل السماء] : إنَّ اللّه قد أحبّ فلانا فأحبّوه، فيحبّه أهل السماء ، ثمّ توضع له المحبّة في أهل الأرض . ۲
مورد الاختلاف:
يدلّ الحديث الثاني ـ كغيره من الأحاديث ـ على أنَّ اللّه تعالى إذا أحبّ عبدا ألقى محبّته على جبرئيل عليه السلام فيحبّه ، وينادي في أهل السماء يأمرهم بحبّه ، ثمّ توضع محبّته على أهل الأرض ويلقى في قلوبهم . مع أنَّ الحديث الأوّل ـ بظاهره البدئي ـ ينفي هذا المعنى نفيا باتّا .