55
اسباب اختلاف الحديث

۲۶.وروى أيضا بإسناده عن عليّ عليه السلام ، قال :سمع النبيّ صلى الله عليه و آله رجلاً يقول لرجل : قبّح اللّه وجهك ووجه من يشبهك . فقال عليه السلام : مه! لا تقل هذا؛ فإنّ اللّه خلق آدم على صورته . ۱

۲۷.وروى ابن حنبل بإسناده عن أبي هريرة، قال:قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إذا ضرب أحدكم فليتجنب الوجه، ولا تقل قبّح اللّه وجهك ووجه من أشبه وجهك ؛ فإنّ اللّه تعالى خلق آدم على صورته . ۲

وبهذا تبيّن أنّ الحديث الأوّل روي مقطوعا عن صدره أولاً ، فأصبح ظاهرا في غير ما أراده المتكلّم ، وفي المرحلة الثانية نقله الراوي بالمعنى الّذي انطبع في ذهنه من هذا الحديث المقطَّع .

المثال الثاني : وقف الأموال للمساجد

۲۸.۱ . روى الصدوق قدس سره بإسناده عن أبي الصحاري، عن أبي عبد اللّه عليه السلام ، قال :قلت له : رجل اشترى داراً فبقيت عرصة، فبناها بيت غلّة، أيوقفه على المسجد؟ فقال : إنّ المجوس أوقفوا على بيت النار . ۳

۲۹.۲ . قال الصدوق قدس سره في كتاب من لايحضره الفقيه :سئل الصادق عليه السلام عن الوقوف على المساجد ، فقال : لا يجوز ، فإنّ المجوس أوقفوا على بيوت النار . ۴

مورد الاختلاف:

ظاهر الحديث الأوّل ـ المعتضد بعمومات وإطلاقات أبواب الوقوف والصدقات واستحبابها في كلّ خير ـ يدلّ على جواز الوقف على المساجد . مع أنّ الحديث الثاني يدلّ على عدم جواز الوقف عليها .

1.التوحيد : ص۱۵۲ ح۱۰ ، بحار الأنوار: ج۴ ص۱۲ ح۶ .

2.مسند ابن حنبل : ج۲ ص۲۵۱ ح۷۴۲۴ .

3.كتاب من لايحضره الفقيه: ج۴ ص۱۸۵ ح۶۴۸ ، علل الشرائع: ص۳۱۹ ح۱ ، تهذيب الأحكام : ج۹ ص۱۵۰ ح۶۱۱ نحوه .

4.كتاب من لايحضره الفقيه: ج۱ ص۱۵۴ ح۷۲۰ ، وسائل الشيعة: ج۵ ص ۲۹۱ ح ۶۵۷۸ وفيه «وقفوا» بدل «أوقفوا» .


اسباب اختلاف الحديث
54

شيء، وهو السميع العليم، أو قال : البصير . ۱

مورد الاختلاف :

الحديث الأوّل ـ و العياذ باللّه ـ يثبت للّه تعالى صورة كصورة آدم ، ويدلّ الحديث الثانيـ وما يعاضده من متواتر الأحاديث ـ على أنّ اللّه تعالى لا يحدّ بوصف ولا يوصف بحدّ، ولا بشيء من أوصاف المخلوقين؛ لكونها من سمات المخلوقية ـ فينزّهه تعالى عن ذلك . فالاختلاف بين الحديث الأوّل وبين الثاني ـ المعتضد بالكتاب والسنّة القطعية والعقل ـ واضح جدّا .

علاج الاختلاف :

يتبيّن وجه العلاج بعد ما نفحص عن اُسرة الحديث الأوّل، فينكشف أنّه حديث منقول بالمعنى لا باللفظ ، وإليك لفظه :

۲۴.روى ابن حنبل بإسناده عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و آله قال :إنّ اللّه عز و جل خلق آدم على صورته ت . ۲

لكنّا لا نزال نجد هذه المعضِلة بين الحديث الأوّل بهذا النقل وبين الحديث الثاني ومعاضِداته . ولكنّ التتبّع يوقفنا على أنّ الاختلاف بين الأخيرين أيضا ناشئ من تقطيع الحديث الأوّل عن صدره ، فإنّ أصله يتبيّن ممّا يلي :

۲۵.روى الصدوق بإسناده عن الحسين بن خالد، قال :قلت للرضا عليه السلام : يابن رسول اللّه صلى الله عليه و آله إنّ الناس يروون أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله قال : إنّ اللّه خلق آدم على صورته! فقال : قاتلهم اللّه ، لقد حذفوا أوّل الحديث ، إنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله مرّ برجلين يتسابّان، فسمع أحدهما يقول لصاحبه: قبحّ اللّه وجهك ووجه من يشبهك . فقال صلى الله عليه و آله : ياعبد اللّه ، لا تقل هذا لأخيك ؛ فإنّ اللّه عز و جل خلق آدم على صورته . ۳

1.التوحيد : ص۱۰۰ ح۹ ، بحار الانوار : ج۳ ص۲۹۴ ح۱۷ .

2.مسند ابن حنبل : ج۲ ص۳۲۳ .

3.التوحيد : ص۱۵۳ ح۱۱ ، بحار الأنوار: ج۴ ص۱۱ ح۱ .

  • نام منبع :
    اسباب اختلاف الحديث
    المساعدون :
    المسعودي، عبدالهادي؛ رحمان ستايش، محمد كاظم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 215091
الصفحه من 728
طباعه  ارسل الي