543
اسباب اختلاف الحديث

عن أبي عبد اللّه عليه السلام ـ في قوله : «يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبادِي وَ ادْخُلِي جَنَّتِي» قال ـ : نزلت في عليّ بن أبي طالب عليه السلام . 1

مورد الاختلاف :

يدلّ الحديث الأوّل على نزول الآية المباركة في مولانا الإمام الحسين عليه السلام ، والثاني على نزولها في أمير المؤمنين عليه السلام .

علاج الاختلاف :

بحملهما على أنّ المقصود كون كلّ من الإمامين المذكورين ـ كغيرهما من العترة الطاهرة عليهم السلام ـ من موارد جري هذه الآية الكريمة ، لا اختصاص نزولها بواحد منهما ، ويشهد لذلك :

۵۸۳.ما رواه الكليني بإسناده عن سدير الصيرفي ، قال :قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام : جعلت فداك يابن رسول اللّه ، هل يكره المؤمن على قبض روحه؟ قال : لا . . . ويمثَّل له رسول اللّه صلى الله عليه و آله وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والأئمّة من ذرّيتهم عليهم السلام . . . فينادي روحه منادٍ من قبل ربّ العزّة فيقول : «يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ» إلى محمّد وأهل بيته «ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً » بالولاية «مَرْضِيَّةً » بالثواب «فَادْخُلِي فِي عِبادِي » يعني محمَّدا وأهل بيته «وَ ادْخُلِي جَنَّتِي » ، فما من شيء أحبّ إليه من استلال روحه واللحوق بالمنادي . ۲

حيث يدلّ على شمول الآية لكلّ مؤمن حقيقة الإيمان . نعم الظاهر من الحديثين الأوّلين كونهما عليهماالسلاممن مجاري تأويل الآية ، بحيث يُنتَظر بالآية ليأتي تأويلها ، فعند تأويلها ـ باستشهاد كلّ منهما وارتحالهما ـ تجري عليه الآية بوجه خاصّ ، وهذا يعمّ جميع المعصومين من آل محمّد صلى الله عليه و آله .
وهناك فرق بين أن نعتبرهما من موارد جري الآية بنحو خاصّ، وبين أن نعتبرهما من

1.تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة : ج۲ ص۷۹۵ ح۶ .

2.الكافي: ج۳ ص۱۲۷ ح۲ .


اسباب اختلاف الحديث
542

لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ الَّيْلِ » قال : إنّ اللّه افترض أربع صلوات ؛ أوّل وقتها من زوال الشمس إلى انتصاف الليل ، منها صلاتان أول وقتهما من عند زوال الشمس إلى غروبها ، إلاّ أنّ هذه قبل هذه ، ومنها صلاتان أوّل وقتهما من غروب الشمس إلى انتصاف الليل ، إلاّ أن هذه قبل هذه . 1

۵۸۰.وروى المتّقي الهندي عن عليّقال :« دُلُوكِ الشَّمْسِ » غروبها . ۲

بيان : الدلوك: هو زوال الشمس الحاصل في منتصف النهار ، لكنّه فسّر هنا بغروب الشمس ، الّذي هو آخر وقت جواز أداء الظهرين شرعا ، فلابدَّ من حمل هذا التفسير على مثل ما ذكرناه من كونه ناظرا إلى آخر الحدّ من الدلوك . بيان ذلك أنّ الدلوك مشتقّ من الدلك ، سمِّي وقت الزوال دلوكا لأنّ الناظر إليها يدلك عينيه ليتبيّنها . وصفة الشمس هذه وإن كانت مستمرّة إلى الغروب ، إلاّ أنّ لها شدّة وضعفا ، وأشدّ ما تؤذي الشمس عيون الناظرين هو وقت الظهيرة ، ثمّ ينقص شيئا فشيئا إلى غيبوبة قرص الشمس . فتأمّل جيّدا .
ثمّ إنّ هذا المنهج ـ في تفسير القدماء عموما وفي تفسير أهل البيت عليهم السلام خصوصا ـ وإن كان له وضوح ، إلاّ أنّ له أنواعا ووجوها ، وسنزيده بيانا آخر هذا البحث وذلك ببيان حقيقة الجري .

المثال الرابع : تطبيق النفس المطمئنّة على أميرالمؤمنين وعلى الحسين عليه السلام

۵۸۱.۱ . عليّ بن إبراهيم القمّي بإسناده عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه عليه السلام ـ في قوله :«يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ»۳ ـ : يعني الحسين بن عليّ عليهماالسلام . ۴

582.2 . تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة بإسناده عن عبد الرحمن بن سالم،

1.تفسير العيّاشي: ج۲ ص۳۱۰ ح۱۴۳ ، مستدرك الوسائل : ج۳ ص۱۳۲ ح۳۱۸۹ .

2.كنز العمّال: ج۲ ص۴۵۲ ح۴۴۸۱ .

3.الفجر : ۲۷ .

4.تفسير القمّي: ج۲ ص۴۲۲ .

  • نام منبع :
    اسباب اختلاف الحديث
    المساعدون :
    المسعودي، عبدالهادي؛ رحمان ستايش، محمد كاظم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 216239
الصفحه من 728
طباعه  ارسل الي