541
اسباب اختلاف الحديث

۵۷۷.۳ . وفي آخر السرائر نقلاً من كتاب محمّد بن عليّ بن محبوب، بإسناده عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال :« دُلُوكِ الشَّمْسِ » زوالها ، و « غَسَقِ الَّيْلِ » بمنزلة الزوال من النهار . ۱

۵۷۸.۴ . وروى العيّاشي عن زرارة وحمران ومحمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر وأبي عبد اللّه عليهماالسلام ، في قوله تعالى :« أَقِمِ الصَّلَوةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ الَّيْلِ » قال : جمعت الصلوات كلّهن ، و « دُلُوكِ الشَّمْسِ » زوالها ، و « غَسَقِ الَّيْلِ » انتصافه . ۲

مورد الاختلاف :

تفسير «غسق الليل» في الطائفة الاُولى بما ينطبق على أوائل الليل، وفي الثانية بمنتصف الليل.

علاج الاختلاف :

بحملهما على التفسير بالمصداق فإنّ «الغسق » أي اشتداد الظلام كمّ ممتدّ متصرّم ينطبق أوّله على التفسير الأوّل، وآخره على التفسير الثاني .
وممّا يشهد لهذا العلاج لزوم تحديد وقت التكاليف الشرعية المؤقّتة ـ أوّله وآخره ـ من قبل الشارع ، فأنزل من الكتاب ما فسّره به أهل البيت عليهم السلام الذين هم عدل القرآن وثاني الثقلين كما هو من شأنهم عليهم السلام : «وَ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ۳» ، «بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَ ما يَجْحَدُ بِآياتِنا إِلاَّ الظّالِمُونَ »۴ .
ويمكن أن يحمل على ما ذكرناه :

579.ما رواه العيّاشي عن عبيد بن زرارة ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام في قول اللّه : « أَقِمِ الصَّلَوةَ

1.مستطرفات السرائر : ص۹۴ ح۷ ، وسائل الشيعة: ج ۴ ص۲۷۳ ح۵۱۴۲ .

2.تفسير العيّاشي : ج۲ ص۳۰۹ ح۱۴۱ ، مستدرك الوسائل: ج۳ ص۱۳۲ ح۳۱۹۰ .

3.النحل : ۴۴ .

4.العنكبوت : ۴۹ .


اسباب اختلاف الحديث
540

بِالْغَيْبِ » ـ : «وقيل : بما غاب عن العباد علمه ، وهو أولى ؛ لعمومه ، ويدخل فيه ما رواه أصحابنا من زمان غيبة المهدي عليه السلام ، ووقت خروجه » 1 . والعلاّمة الطباطبائي قدس سرهبقوله : «وهذا المعنى مرويّ في غير هذه الرواية وهو من الجري ». 2
أقول : مراد العلاّمة من مصطلح الجري والتطبيق هو التفسير بالمصداق ، وسنتكلّم عن هذين المصطلحين إن شاء اللّه .

المثال الثالث : تفسير الفسق بأوّل اللّيل ومنتصفه

ما روي في تفسير «الغسق » بما ينطبق على معنى اشتداد الظلام في أوّل الليل ، وبما ينطبق عليه بانتصاف الليل ؛ فمن ذلك :

۵۷۵.۱ . روى الكليني بإسناده عن الفضل بن أبي قرّة رفعه ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام ، قال :سئل عن الخمسين والواحدة ركعة، فقال : إنّ ساعات النهار اثنتا عشرة ساعة ، وساعات الليل اثنتا عشرة ساعة، ومن طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ساعة ، ومن غروب الشمس إلى غروب الشفق غسق ، فكل ساعة ركعتان ، وللغسق ركعة . ۳
وبمضمونه ما رواه الصدوق بإسناده عن أبي هاشم الخادم . ۴

۵۷۶.۲ . وروى الشيخ الطوسي بإسناده عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال :قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : لولا أنّي أخاف أن أشقّ على اُمّتي لأخّرت العتمة إلى ثلث الليل ، وأنت في رخصة إلى نصف الليل، وهو غسق الليل ، فإذا مضى الغسق نادى ملكان : من رقد عن صلاة ۵ المكتوبة بعد نصف الليل فلا رقدت عيناه . ۶

1.مجمع البيان: ج۱ ص۱۲۱ .

2.الميزان في تفسير القرآن : ج۱ ص۴۶ .

3.الكافي : ج۳ ص۴۸۷ ح۵ ، وسائل الشيعة: ج۴ ص۴۸ ح۴۴۸۲ .

4.علل الشرائع : ص۳۲۷ ح۱ ، وسائل الشيعة: ج۴ ص۵۲ ح۴۴۹۲ .

5.كذا في المصدر ، وفي الاستبصار : «الصلاة» وهو الصحيح.

6.تهذيب الأحكام : ج۲ ص۲۶۱ ح۱۰۴۱ ، الاستبصار : ج۱ ص۲۷۲ ح۹۸۶ ، وسائل الشيعة: ج۴ ص۱۸۵ ح۴۸۶۳ .

  • نام منبع :
    اسباب اختلاف الحديث
    المساعدون :
    المسعودي، عبدالهادي؛ رحمان ستايش، محمد كاظم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 215191
الصفحه من 728
طباعه  ارسل الي