483
اسباب اختلاف الحديث

عبد اللّه ؟ فقال : يا رسول اللّه هي تصوم وتصلّي وتحسن الوضوء ، وتشهد أن لا إله إلاّ اللّه وأنّك رسوله . فقال : يا عبد اللّه هذه مؤمنة . قال عبد اللّه : فوالّذي بعثك بالحقّ نبيّا لاُعتقنّها ولأتزوّجنّها ، ففعل ، فطعن عليه ناس من المسلمين، فقالوا : نكح أمة ـ وكانوا يريدون أن ينكحوا إلى المشركين ويُنكحوهم رغبة في أحسابهم ـ فأنزل اللّه تعالى فيهم : « وَلَأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ » الآية . ۱

قال السيوطي : أخرج الواحدي وابن عبّاس من طريق السدي عن أبي مالك، عن ابن عبّاس مثله . وقال أيضا : وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن السدي مثله سواء . ۲
أقول : و في آخر رواية الطبري : . . . فأنزل اللّه فيهم : « وَلَأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ » ، « وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ » . ۳
3 . قال السيوطي : وأخرج ابن أبي حاتم، عن مقاتل بن حيّان في قوله : « وَلَأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ » قال: بلغنا أنّها كانت أمةً لحذيفةَ سوداء، فأعتقها وتزوّجها حذيفةُ . ۴

مورد الاختلاف :

يدلّ الحديث الأوّل على نزول الآية في قضيّة «مرثد بن أبي مرثد الغنوي» والحديثان الأخيران على نزولها في قضيّة «عبد اللّه بن رواحة» أو «حذيفة» .

علاج الاختلاف :

بحمل الحديث الأوّل على نزول قوله تعالى : «وَ لا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكاتِ حَتّى يُؤْمِنَّ» في قضيّته ، و حمل الثاني على كون النازل في قضيّته هو : «وَ لَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ

1.أسباب نزول الآيات : ص۷۵ ح۱۳۶ ؛ ونحوه الطبري في جامع البيان: ج۲ الجزء ۲ ص۳۷۸ .

2.الدرّ المنثور: ج۱ ص۶۱۵ .

3.جامع البيان: ج۲ الجزء ۲ ص۳۷۹ .

4.الدرّ المنثور: ج۱ ص۶۱۶ .


اسباب اختلاف الحديث
482

انحفاظ أصل الخطاب ، فهي أشبه شيء بآية «فَلَمّا رَأى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ * يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هذا وَ اسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخاطِئِينَ»۱ .
ج ـ التفاوت في ملامح الكلام من التقريع الممزوج بالتقريب والاستعطاف ـ حسب ما كان يقتضيه تفاوت أحوال الزوجات ـ إلى التكريم المحض والتبجيل بما يفوق حدود الوصف .
د ـ النقل المتواتر ، واعتراف عدد من زوجات النبيّ صلى الله عليه و آله ـ منهنّ عائشة، واُمّ سلمة، وزينب بنت جحش ـ بعدم مشاركتهنَّ لهم عليهم السلام في ذلك .
و «الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَ ما كُنّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدانَا اللّهُ»۲ .

المثال الثاني : مورد نزول آية النهي عن نكاح المشركات

۵۰۱.۱ . ابن المشهدي ـ فيذيل :«وَ لا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكاتِ حَتّى يُؤْمِنَّ»۳ ـ روي أنّه بَعث عليه السلام مرثدَ بن أبي مرثد الغنويإلى مكّة ليُخرج اُناسا من المسلمين ، فأتته عناق ـ وكان يهواها في الجاهلية ـ فقالت: ألا نخلو ؟ فقال: إنّ الإسلام حال بيننا . فقالت: لك أن تتزوّج بي ؟ فقال: نعم، ولكن أستأمر رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، فاستأمره ، فنزلت . ۴

۵۰۲.۲ . الواحدي ـ في الآية :« وَ لَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَ لَوْ أَعْجَبَتْكُمْ . . . »۵ ـ بإسناده إلى ابن عبّاس، قال : نزلت في عبد اللّه بن رواحة ، وكانت له أمة سوداء، وأنّه غضب عليها فلطمها ، ثمّ إنّه فزع ، فأتى النبي صلى الله عليه و آله فأخبره خبرها ، فقال له النبي صلى الله عليه و آله : ما هي يا

1.يوسف : ۲۸ و ۲۹ .

2.الأعراف : ۴۳ .

3.البقرة : ۲۲۱ .

4.تفسير كنز الدقائق : ج۱ ص۳۲۷ نقلاً عن أنوار التنزيل وأسرار التأويل : ج۱ ص۱۱۷ والدرّ المنثور : ج ۱ ص ۶۱۴ ، وراجع تفسير ابن أبي حاتم : ج۲ ص۳۹۸ .

5.البقرة : ۲۲۱ .

  • نام منبع :
    اسباب اختلاف الحديث
    المساعدون :
    المسعودي، عبدالهادي؛ رحمان ستايش، محمد كاظم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 215019
الصفحه من 728
طباعه  ارسل الي