479
اسباب اختلاف الحديث

علاج الاختلاف :

ثبوتا ـ بعد الغضّ عن ضعف بعضها سندا ـ بحمل الأحاديث الثلاثة على نزول الآية بُعَيدَ إحدى هذه القضايا الثلاث ـ وكأنّها هي القضيّة الاُولى ـ الّتي هي متأخّرة عن القضيّتين الأخريين ، فيكون من باب نزول آية واحدة عقيب وقائع متعدّدة متعاقبة .
ولا يصحّ حمل الأحاديث على تكرّر نزول الآية ؛ لأنّ التكرّر خلاف الأصل، ولا يصار إليه ما أمكن الحمل على غيره . وأمّا تعاقب قضايا متشابهة تستحقّ نزول آية أو آيات فأمر كثير الوقوع؛ لتشابه أعمال الناس واُمورهم حيث «تَشابَهَتْ قُلُوبُهُم »۱ .
مضافا إلى أنّ الأحاديث المذكورة تحكي عن قضايا متعدّدة لها ارتباط بنزول الآية ، والقدر المتيقّن من النزول هو المرّة الواحدة ، ولم يدلّ دليل على التكرّر ، فمقتضى الظاهر ارتباط كلّ من القضايا المذكورة بالآية ، وهذا ينطبق على استتباع وقائع متعاقبة لنزول آية واحدة .
ويحتمل أيضا نزول الآية بعد إحدى هذه القضايا، وحمل القضيّتين الاُخريين على الجري ، لاسيّما الثانية منهما؛ حيث عُبِّر فيها «وقد أنزل اللّه فيك كتابا» و لم يقل : «و أنزل اللّه فيك كتابا» ، فتأمّل .
هذا كلّه مبنيّ على العلاج الثبوتي وأمّا علاجها في مقام الإثبات ، فلابدّ فيه من ملاحظة اعتبار الأحاديث المذكورة .

1.البقرة : ۱۱۸ .


اسباب اختلاف الحديث
478

عليّ عليه السلام : يا ابنة محمّد نوِّمي الصِّبية وأطفئي المصباح. فلمّا أصبح عليّ عليه السلام غدا على رسول اللّه صلى الله عليه و آله فأخبره الخبر ، فلم يبرح حتّى أنزل اللّه عز و جل « وَ يُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَ مَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ »۱ . ۲

۴۹۷.۲ . الكراجكي بإسناده عن كليب بن معاوية الأسدي ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام ـ في قوله تعالى :« وَ يُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ » قال ـ : بينما عليّ عليه السلام عند فاطمة عليهاالسلام إذ قالت له: يا عليّ، اذهب إلى أبي ـ إلى أن قال: ـ فقال: يا عليّ ما صنعت ؟ فقال : يا رسول اللّه ، خرجت من عندك فلقيت المقداد بن الاسود ، فذكر لي ما شاء اللّه أن يذكر ، فأعطيته الدينار . فقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : أما إنّ جبرئيل قد أنبأني بذلك ، وقد أنزل اللّه فيك كتابا: « وَ يُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ » الآية . ۳

وروى السيّد شرف الدين عليّ الحسيني الإسترآبادي بإسناده عنه نحوه . ۴

۴۹۸.۳ . عليّ بن الحسن بن الفضل، عن أنس:أنّه اُهدي لرجل من أصحاب النبي صلى الله عليه و آله رأس شاة مشويّ، فقال: إنّ أخي فلانا وعياله أحوج إلى هذا حقّا ، فبعث ( به ) إليه ، فلم يزل يبعث به واحد بعد واحد حتّى تداولوا بها سبعة أبيات ، حتّى رجعت إلى الأوّل ، فنزل « وَ يُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَ مَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ » .
وفي رواية: فتداولته تسعة أنفس ، ثمّ عاد إلى الأوّل . ۵

مورد الاختلاف :

كلّ واحد من هذه الأحاديث يدلّ على نزول الآية في قضيّة غير التي يدلّ عليها الحديث الآخر .

1.الحشر : ۹ .

2.الأمالي للطوسي : ص۱۸۵ ح۳۰۹ ، وسائل الشيعة : ج۹ ص۴۶۲ ح۱۲۵۰۳ ، بحار الأنوار : ج۴۱ ص۳۴ ح۶ .

3.راجع بحار الأنوار : ج۳۶ ص۵۹ ح۲ .

4.تأويل الآيات الظاهرة : ج۲ ص۶۷۹ ح۵ وفيه «فلقيني» بدل «فلقيت» .

5.مشكاة الأنوار : ص ۳۳۰ ح۱۰۵۰ ، مستدرك الوسائل : ج۷ ص۲۱۲ ح۸۰۶۷ .

  • نام منبع :
    اسباب اختلاف الحديث
    المساعدون :
    المسعودي، عبدالهادي؛ رحمان ستايش، محمد كاظم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 215202
الصفحه من 728
طباعه  ارسل الي