وعليه فلابدّ من ملاحظتها في دراسة الأحاديث وعلاج مختلفاتها، لاسيّما الروايات المتعلّقة بالأطعمة والألبسة والعطور والألوان، وما روي في الاُمور الطبّية والجهات الصحيّة ، وقسم ممّا يتعلّق باختلاف الآداب والرسوم أو تبدّلها . نعم يرجع بعضها إلى وجوه اُخر ممّا يبحث عنه في سائر الأسباب .
المثال الأوّل : حديث علي عليه السلام في كيفيّة اتّباعه للنبيّ صلى الله عليه و آله
۴۶۳.۱ . الشريف الرضي رضى الله عنه مرفوعا عن أميرالمؤمنين عليه السلام ـ في صفة النبيّ صلى الله عليه و آله وملازمته له ـ :ولقد قرن اللّه به صلى الله عليه و آله من لدن أن كان فطيما أعظم ملك من ملائكته، يسلك به طريق المكارم، ومحاسن أخلاق العالم ، ليله ونهاره، ولقد كنت أتّبعه اتباع الفصيل أثر اُمّه، يرفع لي في كلّ يوم من أخلاقه علما، ويأمرني بالاقتداء به . ۱
۴۶۴.۲ . الآمدي مرفوعا عنه عليه السلام :احذر كلّ أمر إذا ظهر أزرى بفاعله وحقّره . ۲
مورد الاختلاف:
إنَّ أميرالمؤمنين عليه السلام في الحديث الأوّل بعد أن مدح النبيّ صلى الله عليه و آله بلطيف مدحه أتى بتمثيل يمثِّل فيه أكرم الخلق صلى الله عليه و آله ووصيَّه عليه السلام ، وهذا التمثيل وإن كان لأجل تصوير ملازمته عليه السلام الدائمة له صلى الله عليه و آله ، غير أنّه ربما يتوهَّم منافاته للحديث الثاني وغيره من الأحاديث الكثيرة الناهية عن تحقير النفس والإزراء بها ، وكذا ينافي الأحاديث الآمرة بتوقير الرسول الكريم صلى الله عليه و آله . ۳