387
اسباب اختلاف الحديث

فيه العذرة ، فتهبّ الريح فتسفي ۱ عليه من العذرة، فيصيب ثوبه ورأسه أ يصلّي فيه قبل أن يغسله ؟ قال : نعم ينفضه ويصلّي، فلا بأس . ۲

۴۰۶.۳ . الشيخ الطوسي بإسناده عن الحسين بن سعيد، عن صفوان، عن العيص بن القاسم، قال :سألت أبا عبد اللّه عليه السلام عن رجل بال في موضع ليس فيه ماء ، فمسح ذكره بحجر ، وقد عرق ذكره وفخذاه ؟ قال : يغسل ذكره وفخذيه . ۳

مورد الاختلاف:

الحديث الأوّل دالّ على طهارة كلّ شيء يابس . والحديث الثاني بالمتفاهم العرفي عند المتشرعة دالّ على زوال النجاسة باليبس ، فإنّه لا وجه للأمر بنفض الثوب الّذي أسفت الريح عليه ذرات العذرة الجافّة اليابسة سوى نجاستها الّتي لابدّ من إزالتها ونفضها للصلاة . كما أنّ الحديث الثالث أيضا دالّ على عدم زوال النجاسة بعد اليبس ، فإنّ من «بال في موضع ليس فيه ماء ، فمسح ذكره بحجر ، وقد عرق ذكره وفخذاه » فالمتفاهم العرفي من أمره بغسل ذكره وفخذيه هو عدم زوال النجاسة بالمسح على الحجر الّذي يوجب جفاف الموضع عادة .

علاج الاختلاف :

بحمل «الزكيّ» في الحديث الأوّل على المجاز والاستعارة ، فإنّ الشيء الطاهر لا يتنجّس بملاقاة النّجس أو المُتنجّس إلاّ بسراية شيء منهما إليه بالرطوبة أو الانضمام ، فبمجرّد ملاقاة الطاهر للنجس أو المُتنجّس مع عدم رطوبة أحدهما لا يتنجّس الطاهر .

1.كذا في وسائل الشيعة وبحار الأنوار ، وفيما بأيدينا من نسخة كتاب المسائل : «فيسفي» وهو مصحّف ، والصحيح ما أثبتناه لأنّ الفعل متضمّن لضمير متأخّر يرجع إلى الريح المؤنّث مجازا ، فليس من باب «طلع الشمس» بل من باب «الشمس طلعت» ولا يسوغ التذكير في الأخير .

2.مسائل عليّ بن جعفر : ص۱۵۵ ح۲۱۴ ، وسائل الشيعة : ج۳ ص۴۴۳ ح۴۱۱۸ ، بحار الأنوار : ج۱۰ ص۲۷۰ .

3.تهذيب الأحكام : ج۱ ص۴۲۱ ح۱۳۳۳ ، وسائل الشيعة: ج۱ ص۳۵۰ ح۹۲۷ .


اسباب اختلاف الحديث
386

السبب الثاني والخمسون : الاستعارة

تقدّم أنّه لابد في المجاز اللغوي من وجود علاقة تربط بين المعنى الحقيقي وبين المعنى الّذي يستعمل فيه اللفظ ، وأنَّ هذه العلاقة قد تكون هي المُشابهة وقد تكون غيرها ، فإن كانت المُشابهة سمّي بالاستعارة ، وإلاّ سمّي بالمجاز المرسل . فالاستعارة مجاز بعلاقة المُشابهة دائما مع حذف أحد طرفيها ووجهِ شبهه وأداتِه ، ۱ نحو «رأيت بحرا يخطب» تريد رجلاً واسع العلم فصيح اللسان ، فاستعملت «البحر» في «الرجل» لما بينهما من المُشابهة حيث تشبّه الرجل في سعة علمه ومعرفته وكثرة إفادته العلوم والحكم والمواعظ بالبحر في سعته وامتداده وغزارة مائه وكثرة عطائه . والقرينة على عدم إرادة المعنى الحقيقي هي «يخطبُ» .
فخفاء القرينة أو عدم الالتفات إلى وجه الشبه وتوهّم كون الجامع بين المستعار منه والمستعار له ربما يوجب اختلافا بين الأحاديث .

المثال الأوّل : كلّ شيء يابس زكيّ

۴۰۴.۱ . الشيخ الطوسي بإسناده عن عبد اللّه بن بكير، قال :قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام : الرجل يبول ولا يكون عنده الماء فيمسح ذكره بالحائط ؟ قال : كلّ شيء يابس زكيّ . ۲

۴۰۵.۲ . الحميري بإسناده عن عليّ بن جعفر عن أخيه، قال :سألته عن الرجل يمرّ بالمكان

1.علوم البلاغة للغلاييني: ص۱۰۱ بتصرَّف يسير .

2.الاستبصار: ج۱ ص۵۷ ح۲۲ .

  • نام منبع :
    اسباب اختلاف الحديث
    المساعدون :
    المسعودي، عبدالهادي؛ رحمان ستايش، محمد كاظم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 216275
الصفحه من 728
طباعه  ارسل الي