۴۰۰.۳ . وعنه عليه السلام ـ في خطبة يصف فيها المتّقين ـ :إنَّ اللّه سبحانه وتعالى خلق الخلق حين خلقهم غنيّا عن طاعتهم، آمنا من معصيتهم؛ لأنّه لا تضرّه معصية من عصاه، ولا تنفعه طاعة من أطاعه . ۱
مورد الاختلاف :
يدلّ الحديثان الأخيران ـ ككثير من الأحاديث المتواترة والآيات الكريمة ـ على أنَّ اللّه تعالى عز و جلأعزّ وأعظم من أن يظلمه أو يضرّه أو يؤذيه شيء من الأشياء ، مع دلالة الحديث الأوّل ـ كغيره من الأحاديث ـ والآية 57 من سورة الأحزاب على أنّه تعالى يؤذيه بعض الناس .
علاج الاختلاف:
لا ريب أنَّ ما دلّ على أنّ أحدا من الخلق أو شيئا من فعالهم يؤذيه سبحانه محمول على نوع من المجاز . والشاهد على كونه مبنيّا على المجاز العقلي :
۴۰۱.روى الكليني قدس سره عن محمّد بن الفضيل، عن أبي الحسن الماضي عليه السلام ـ في قوله تعالى :« وَ مَا ظَـلَمُونَا وَ لَـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْـلِمُونَ »۲ ـ قال : إنَّ اللّه أعزّ وأمنع من أن يُظلم أو ينسب نفسه إلى الظلم ، ولكنّه خلطنا بنفسه فجعل ظلمنا ظلمه، وولايتنا ولايته ، ثمّ أنزل بذلك قرآنا على نبيّه فقال : «وَ مَا ظَـلَمُونَا وَ لَـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْـلِمُونَ» . قال الراوي : قلت : هذا تنزيل؟ قال : نعم . ۳
۴۰۲.وروى أيضا بإسناده عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام نحوه، فراجع ۴ . ۵