345
اسباب اختلاف الحديث

ومثله مرسلة ابن أبي عمير عنه عليه السلام . ۱

مورد الاختلاف :

الحديث الأوّل يحدّد الماء الكرّ بألف ومئتي رطل ، والحديث الثاني يحدّه بستّ مئة رطل ، وهو نصفه حسب الظاهر .

علاج الاختلاف :

يجمع بين الحديثين بحمل الأوّل على الرطل العراقي والثاني على الرطل المكّي الّذي هو ضعف الرطل العراقي ، وطبيعة الحال تقتضي كون المخاطب في الأوّل عراقيّا أو مأنوسا بلهجتهم ، وفي الثاني مكّيّا أو عارفا بلهجتهم .
ويشهد لذلك :
أ ـ كون محمّد بن مسلم المخاطب في الحديث الثاني ثقفيّا من أهل الطائف ، فكلّمه الإمام عليه السلام بالأرطال المعهودة لدى أهل مكّة وحوالَيها .

۳۵۱.ب ـ ما رواه الكليني والشيخ الطوسي بإسناده عن الكلبي النسّابة، عن أبي عبد اللّه عليه السلام ـ في وصف النبيذ الحلال غير المسكر في نوعه؛ أي شنٍّ من ماء يقذف فيه تمرة أو تمرتان فينبذ قليلاً ـ قال ـ الكلبي ـ فقلت :وكم كان يسع الشنّ ؟ فقال : ما بين الأربعين إلى الثمانين ، إلى ما فوق ذلك ، فقلت : بالأرطال ؟ فقال : نعم أرطال بمكيال العراق . ۲

والكلبي النسّابة كوفي، سواء أكان هشام بن محمّد بن السائب أو أباه . فنلاحظ أنّه عليه السلام أطلق الأرطالَ ـ المُشار إليها ـ على أرطال أهل العراق .
ج ـ هناك أحاديث تدلّ على تفاوت أرطال العراق عن أرطال المدينة منها :

352.ما رواه الكليني، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد ، عن جعفر بن إبراهيم بن

1.راجع تهذيب الأحكام : ج۱ ص۴۳ ح۱۱۹ ، وسائل الشيعة : ج۱ ص۱۶۸ ح۲ .

2.الكافي : ج۱ ص۳۵۱ ح۶ و ج۶ ص۴۱۶ ح۳ ، تهذيب الأحكام : ج۱ ص۲۲۰ ح۶۲۹ ، الاستبصار: ج۱ ص۱۶ ح۲۹ .


اسباب اختلاف الحديث
344

السبب الخامس والأربعون : تكليم المُخاطب على لهجته ولغته

كثيرا ما كان النبيّ الكريم صلى الله عليه و آله وأهل بيته عليهم السلام يتكلّمون بلهجات المخاطبين ولغاتهم والمصطلحات المتداولة في بيئاتهم .
حتّى اشتهر أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله كان يحاوِر الوفود إليه بلغاتهم ولهجات قبائلهم، فكان الصحابة لا يفهمون كثيرا من كلامه صلى الله عليه و آله ، ويتعجّبون من فصاحته وإحاطته بلغات القبائل والأقوام . ۱
فقد يكون لفظ واحد موضوعا أو مستعملاً في معنى عند قوم وفي معنى آخر عند آخرين فإذا استعمل هذا اللفظ في التكلّم مع مخاطبين تختلف لهجاتهم كان اللفظ المذكور في معرض الاختلاف الصوري .

المثال: تحديد الكرّ بالأرطال

۳۴۹.۱ . الشيخ الطوسي والكلينيبإسنادهما (والصدوق مرسلاً) عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد اللّه عليه السلام ، قال:الكرّ ـ من الماء الّذي لا ينجّسه شيء ـ ألف ومئتا رِطل . ۲

۳۵۰.۲ . الشيخ الطوسي بإسناده عن محمّد بن مسلم، عن أبي عبد اللّه عليه السلام ، قال :قلت له : الغدير فيه ماء مجتمع تبول فيه الدوابّ، وتلِغ فيه الكلاب، ويغتسل فيه الجنب ؟ قال : إذا كان قدر كرّ لم ينجّسه شيء . والكرّ ستّ مئة رطل. ۳

1.أخرج فضيلة الشيخ الأحمدي الميانجي قدس سره لفيفا منها في «مكاتيب الرسول صلى الله عليه و آله » ، بل كثيرا ما كان هو صلى الله عليه و آله وأهل بيته عليهم السلام يتحدّثون باللغات الأعجمية كالفارسية والروميّة والسريانية وغيرها ، بل بمنطق الطيور والوحوش (راجع بحار الأنوار : ج۲۶ ص۱۸۰ ـ ۱۹۳ وكتاب أهل البيت في الكتاب والسنّة : ص۱۹۹ ـ ۲۰۳ ) .

2.الكافي : ج۳ ص۳ ح۶ ، تهذيب الأحكام : ج۱ ص۴۱ ح۱۱۳ ، الاستبصار : ج۱ ص۱۰ ح۱۵ ، المقنع : ص۳۱ .

3.تهذيب الأحكام : ج۱ ص۴۱۴ ح۱۳۰۸ ، الاستبصار: ج۱ ص۱۱ ح۱۷ ، وسائل الشيعة: ج۱ ص۱۶۸ ح۴۱۸ .

  • نام منبع :
    اسباب اختلاف الحديث
    المساعدون :
    المسعودي، عبدالهادي؛ رحمان ستايش، محمد كاظم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 217249
الصفحه من 728
طباعه  ارسل الي