237
اسباب اختلاف الحديث

أجر مئة شهيد ، وله بكلّ خطوة أربعون ألف حسنة و . . . ۱

۲۲۳.۲ . وبإسناده عن شعيب، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال :من قرأ سورة « أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ » في فريضة كتب اللّه له ثواب وأجرمئة شهيد ، ومن قرأها في نافلة كتب اللّه له ثواب خمسين شهيداً . . . . ۲

۲۲۴.۳ . الكليني قدس سره بإسناده عن السكوني، عن أبي عبد اللّه عليه السلام ، قال :قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : فوق كلّ ذي بِرّ بَرّ حتى يقتل الرجل في سبيل اللّه فإذا قتل في سبيل اللّه ، فليس فوقه بَرٌّ» ۳ .

مورد الاختلاف :

يدلّ الحديث الأخير على أنّه لا يوجد عمل صالح أبرّ وأفضل من أن يُقتل الرجلُ في سبيل اللّه ، وأنّ سائر الأعمال الصالحة ـ على اختلافها في الفضل ـ دونه ، ويدلّ الحديثان الأوّلان على أنّ ثواب قراءة سورة التكاثر أو صلة الرحم هو « ثواب مئة» أو خمسين شهيداً ، فإذا كانت الشهادة أفضلَ الأعمال ، والشهيدُ أبرَّ الأبرار ، فينبغي أن يكون أجره أفضل من غيره، فكيف يكون ثواب عمل يسير دون الشهادة معادلاً لـ «أجر مئة شهيد» ؟!

علاج الاختلاف :

يحمل الثواب في الأوّلين على الثواب المستحقّ للشهداء ، وهو الّذي جعله اللّه تعالى حقّاً لهم على نفسه . وبعبارة اُخرى: إنّ الأجر المذكور لقارئ سورة التكاثر أو لواصل الرحم مثلاً هو الأجر الإجمالي الّذي عبّرنا عنه بـِ «الأجر المستحقّ» ، أو المراتب النازلة من

1.. كتاب من لايحضره الفقيه: ج ۴ ص ۱۰۹ ، وعنه وسائل الشيعة: ج ۹ ص ۴۱۲ ح ۱۲۳۵۹ .

2.ثواب الأعمال: ص۱۲۵ ، وسائل الشيعة : ج۶ ص۱۴۴ ح۷۵۷۱ .

3.الكافي: ج۲ ص۳۴۸ ح۴ ، تهذيب الأحكام : ج۶ ص۱۲۲ ح۲۰۹ ، وسائل الشيعة : ج۱۵ ص۱۷ ح۱۹۹۲۱ ، الخصال : ص۹ ح۳۱ .


اسباب اختلاف الحديث
236

الثالث : لا استيحاش في الثوابات الجزيلة :

إنّا لا نُصحِّح كلّ ما يُروى في المثوبات الجزيلة والاُجور الهائلة ، لكنّنا لا نستوحش منها أيضا، فالاستيحاش منها في غير محلّه . ومن العجب أنّ البعض يعتبره تحقيقا واتّباعا للعقل . فلا ينبغي الاستيحاش إلاّ من استيحاشه ، ومن رفضِه هذه الأحاديث الكثيرة بكثرتها البالغ عُشرها منها حدّ التواتر ۱ . ولا أرى منشأ هذا الاستيحاش إلاّ قلّةَ الإلمام بهذه الأحاديث، أو عدمَ الالتفات إلى سعةِ رحمة اللّه سبحانه، وتفاوتِ الدنيا عن الآخرة في سعتها ومتطلّباتها .
أيستوحش هؤلاء من سعة رحمته تعالى وجزيل عطائه في دارٍ لا تقاس سعتها ودوامها وكمالها بسعة الدنيا، ولا يستوحشون ممّا يرون من صيرورة نواة صغيرة شجرةً كبيرة ، كثيرة الثمار ؟!
فلعلّهم يقيسون عظيمَ رحمته تعالى وجسيم فضله ببخلهم وفقرهم وضعفهم، وقد قال تعالى: « إِنَّ الاْءِنسَـنَ خُلِقَ هَلُوعًا »۲ ، و « وَ خُلِقَ الإنسانُ ضَعيفاً »۳ ، و « قُل لَو أنتُم تَملِكونَ خَزائِنَ رَحمَةِ رَبّي إذاً لأََمسَكتُم خَشيةَ الإنفاقِ وكانَ الإنسانُ قَتوراً »۴ .
وإليك أمثلة البحث :

المثال الأوّل : قياس أجر صلة الرحم من أجر الشهيد

۲۲۲.۱ . الصدوق قدس سره بإسناده عن الحسين بن زيد، عن الإمام الصادق عليه السلام ، عن أبيه عليه السلام ، عن آبائه عليهم السلام، عن النبي صلى الله عليه و آله : تمن مشى إلى ذي قرابة بنفسه وماله ليصل رحمه أعطاه اللّه عز و جل

1.ناهيك منه ، الأحاديث الواردة في ثواب قراءة القرآن وسوره ، وما ورد في الصوم والصلوات المندوبة والحجّ والعمرة والزيارات وإصلاح ذات البين وغيرها .

2.المعارج: ۱۹ .

3.النساء: ۲۸ .

  • نام منبع :
    اسباب اختلاف الحديث
    المساعدون :
    المسعودي، عبدالهادي؛ رحمان ستايش، محمد كاظم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 215015
الصفحه من 728
طباعه  ارسل الي