النقض والإبرام في اشتراط هذه المقدّمة . ۱
ثمّ إنّ كلاًّ من التقييد والإهمال والإجمال خلاف الأصل ، فإذا شكّ في كون المتكلّم في مقام البيان أو الإهمال أو الإجمال ، فالأصل العقلائي المسلّم بين أهل المحاورة ـ وفي المحاكم والدعاوي ـ كونه في مقام البيان دون الإجمال أو الإهمال ، كما أنّ الأصل في مورد الشكّ في التقييد مع ضياع القرينة عليه أيضا هو عدم القرينة المقتضي لعدم التقييد ، ومحلّ التحقيق علم الاُصول .
ولا يخفى أنّ الاختلاف بالإطلاق والتقييد ـ كالعموم والخصوص ـ من أهمّ أسباب اختلاف الحديث في الفقه وغيره من العلوم والمعارف الدينية، بل الإطلاق أعمّ وأكثر من العموم .
والنِّسَب المذكورة في بحث العموم ـ الجارية بين العامّ والخاصّ ـ جارية هنا من غير فرق، وطريق العلاج والجمع والتوفيق أيضا كذلك .
وسيأتي في البحث عن الإهمال الفرق بينه وبين الإطلاق والإجمال ، وبعض ما يوضح زوايا بحث الإطلاق .
المثال الأوّل : تفاضل صفوف الجماعة ومحالّ المأمومين
۱۶۸.۱ . الكليني بإسناده قال :قال : فضل ميامن الصفوف على مياسرها كفضل الجماعة على صلاة الفرد . ۲
۱۶۹.۲ . وأيضا القاضي المصري، عن أميرالمؤمينن عليه السلام ، أنّه قال:أفضل الصفوف أوّلها ، وهو صفّ الملائكة ، وأفضل المقدّم ميامن الإمام . ۳
1.هذا إجمال ما يمكننا التعرّض له هنا في معنى الإطلاق وبعض خصوصيّاته ، ومحلّ التفصيل والتحقيق هو الكتب الاُصوليّة فراجع .
2.الكافي : ج۳ ص۳۷۳ ح۸ ، وسائل الشيعة : ج۸ ص۳۰۷ ح۱۰۷۴۲ .
3.دعائم الإسلام : ج۱ص۱۵۵ ، مستدرك الوسائل : ج۶ ص۴۶۰ ح۷۲۳۷ .