والاختلاف الواقعي هو التنافي الموجود بين مدلولي كلّ واحد من الخبرين بحسب إرادة المتكلّم الاستعمالية، سواء بَقِي التنافي في إرادته الجدّية أيضا أم أمكن الجمع بينهما .
ب ـ الاختلاف البدئي والمستمرّ
الاختلاف البدئي هو أن يمكن الجمع بين المختلفين بوجه ، وهو يشمل الاختلاف الصوري والاختلاف الواقعي القابل للجمع .
والاختلاف المستمرّ هو ما كان الاختلاف فيه مستمرا ، بحيث لا يمكن الجمع والتوفيق بينهما بالتصرّف في دلالة أحدهما أو كليهما ، بل يبقى التنافي ولا يمكن علاجه إلاّ بما سنذكره من طرق علاجه ـ وهذا الصنف على أقسام أيضاً ـ وسيوافيك بعض أمثلته في ذيل أسباب الاختلاف والتي منها بحث الوضع والدسّ .
ج ـ الاختلاف الذاتي والاختلاف بالعرَض
الاختلاف الذاتي هو ما يكون التنافي فيه بين نفس مدلولي الحديثين ، ومثاله :
۲.روى الشيخ الطوسي بإسناده عن ابن أخي فضيل عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال :قال ـ في الرجل يخرج منه مثل حبّ القرع قال ـ : «عليه وضوء» ۱ .
۳.وروى الكليني بإسناده عنه عن فضيل عن أبي عبد اللّه عليه السلام ـ في الرجل يخرج منه مثل حبّ القرع ؟ قال ـ :«ليس عليه وضوء» ۲ .
فتنافي الحديثين في نفسهما واضح جدّا، ولا حاجة لضمّ دليل من الخارج يقتضي اختلافهما بحسب المدلول ، فإنّ الدليلين متواردان على موضوع واحد فيدلّ أوّلهما على بطلان الوضوء، ويدل ثانيهما على عدم بطلانه .
وسنبحث ـ في المثال الثالث من سببية السقط والنقيصة للاختلاف ـ عن الاختلاف بين الروايتين ووجه علاجه ، بحمل الاولى على السقط .
وأمّا الاختلاف بالعرض فهو ما إذا كان التنافي بين مدلولي الحديثين لأمر خارج عن