139
اسباب اختلاف الحديث

لمن له أدنى إلمام بفقه أهل البيت عليهم السلام وأحاديثهم في المواقيت ؛ فإنّ أوّل وقت المغرب عندهم عليهم السلام عند مغيب الشمس أو ذهاب الحمرة المشرقية ، وآخر وقت فضيلتها ذهاب الحمرة المغربية واشتباك النجوم، وإنّ أوّل وقت فضيلة العشاء هو آخر وقت فضيلة المغرب . ۱

المثال الثالث : تشخيص دم القرحة من الحيض

۱۱۴.۱ . روى الشيخ الطوسي قدس سرهبإسناده عن محمّد بن يحيى، مرفوعا عن أبان، قال :قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام : فتاة منّا بها قرحة في جوفها ، والدم سائل لا تدري من دم الحيض أو من دم القرحة؟ فقال : مرها فلتستلقِ على ظهرها ، وترفع رجليها ، وتستدخل إصبعها الوسطى ، فإن خرج الدم من الجانب الأيسر فهو من الحيض، وإن خرج من الجانب الأيمن فهو من القرحة . ۲

۱۱۵.۲ . ورواه الكليني قدس سره مرفوعا عن أبان، قال :قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام فتاة ... ـ إلى قوله : ـ فإن خرج الدم من الجانب الأيمن فهو من الحيض ، وإن خرج من الجانب الأيسر فهو من القرحة . ۳

مورد الاختلاف:

بينا تدلّ الرواية الاُولى على أنّ الدم الخارج إن كان من الجانب الأيسر فهو من الحيض وإن كان من الجانب الأيمن فهو من القرحة ، تدلّ الرواية الثانية على العكس من ذلك .
أمّا رواية الكليني قدس سرهفقد أفتى بها ابن الجنيد الإسكافي ، وقال المحقّق الثاني : «اختلف قول شيخنا الشهيد ، ففي بعض كتبه قال بالأوّل، وفي بعضها بالثاني» ۴ .

1.ولزيادة توضيحه راجع وسائل الشيعة ، كتاب الصلاة ، أبواب المواقيت ، لا سيّما الأبواب ۲۱ و ۲۳ و ۲۴ حيث تدلّ أحاديثها على أنّ «من أخّر المغرب حتّى تشتبك النجوم من غير علّة فأنا إلى اللّه منه بريء» و ج۴ ص۱۸۹ ح۴۸۷۸ ، وكذا الحديث ۷ و ۹ و ۱۰ و ۱۲ من الباب ۱۸ وغيرها .

2.تهذيب الأحكام : ج۱ ص۳۸۵ ح۱۱۸۵ ، الاستبصار : ج۱ ص۱۳۸ ، وسائل الشيعة : ج۲ ص۳۰۷ ح۲۲۱۰ .

3.الكافي : ج۳ ص۹۴ ح۳ .

4.جامع المقاصد : ج۱ ص۲۸۲ .


اسباب اختلاف الحديث
138

۱۱۳.۴ . ورواه الشيخ في التهذيب :عن عليّ بن الريان ـ إلى قوله عليه السلام : ـ يصلّيها إذا كان على هذه الصفة عند قصر النجوم ، والعشاء عند اشتباكها، وبياض مغيب الشمس . ۱

قال الشيخ قدس سره في التهذيب ذيل الحديث : «معنى قصر النجوم ، بيانها» . اشتبكت النجوم: أي ظهرت جميعها، واختلط بعضها ببعض؛ لكثرة ما ظهر منها . ۲
أقول: المراد بـِ «بياض مغيب الشمس» ، ما يلازم زوال الحمرة من أفق المغرب، فيتراءى فيه بياض بالنسبة إلى الظلام المشاهَد فيما دون خيط الأفق.
والضمير في قوله عليه السلام : «يصلّيها» في الروايات الثلاث الاُوَل راجع إلى صلاة العشاء، وفي الرابعة إلى صلاة المغرب.

مورد الاختلاف:

الرواية الاُولى والرابعة ترجعان إلى معنى واحد ـ وإن كان فيهما أيضاً قلب غير موجب للاختلاف في المعنى ـ وكذلك الرواية الثانية والثالثة.
فمفاد الرواية الاُولى والرابعة أنّه إذا كان الحال على هذه الصفة وكانت الحيطان مانعة عن مشاهدة الافق ومعرفة الوقت فانظر إلى السماء، فعند ظهور النجوم (في الجملة وإن كان نجماً واحداً) تصلّى المغرب ، ثم إذا اشتبكت النجوم وظهرت جميعها (حسب المتعارف) في السماء تصلّى العشاء الآخرة.
والحال أنّ مفاد الرواية الثانية والثالثة نقيض ذلك، هذا المعنى وأنّه عند ظهور النجم تصلّى العشاء، وعند اشتباكها وظهور جميعها تصلّى المغرب.

علاج الاختلاف:

بالتنبّه إلى القلب في الروايتين الثانية والثالثة، وأنّ الصحيح هو متن التهذيب ، وذلك من خلال بيان الألفاظ الغريبة في هذه الروايات وإزاحة الغموض عنها ، فبعدئذٍ لا يبقى شكّ

1.تهذيب الأحكام : ج۲ ص۲۶۱ ح۱۰۳۸ .

2.لسان العرب : ج۷ ص۲۱ (شبك ) .

  • نام منبع :
    اسباب اختلاف الحديث
    المساعدون :
    المسعودي، عبدالهادي؛ رحمان ستايش، محمد كاظم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 216252
الصفحه من 728
طباعه  ارسل الي