الحوار

Ãحوار مع:  الأستاذ محمد واعظ زاده الخراساني

علوم الحديث: نشكركم على إتاحة هذه الفرصة لمجلة "علوم الحديث". نرجو الإشارة أولاً إلى جوانب من حياتكم ودراستكم.
الأستاذ واعظ زاده: بسم الله الرحمن الرحيم. أنا من مواليد 1343 هـ في مدينة مشهد المقدسة ومن أسرة علمائية. في سن الخامسة أو السادسة تقريباً ذهب إلى الكُتّاب وتعلمت القرآن ومن بعدها إلى المدرسة الابتدائية. كما كنت أذهب إلى مدرسة دينية أدرس فيها ديوان "گلستان".
وفي أواخر عهد رضا خان، ومن بعد حادثة مسجد "گوهرشاد"، تم إبعاد الكثير من العلماء المعروفين والمؤثرين، واستطاع أبي التخلص من رجال السلطة ليعيش فترة طويلة متخفياً حتى أُطلق سراح العلماء في طهران فخرج بعد أربع سنوات من التخفي في الدار وقرر الهجرة إلى العراق, فأخذني معه. من بعد ذلك بدأت دراستي في حوزة النجف.
خلال هذه الفترة التي دامت نحواً من ثلاث سنوات، أي من عام 1939م إلى عام 1942م، درست المقدمات (الصرف والنحو والمنطق) وقدراً من "المطوّل" و"شرح اللمعة". في تلك الأيام، كانت حوزة النجف عامرة بأساتذة بارزين من قبيل: آية الله السيد أبو الحسن الإصفهاني (الذي كان زعيم الحوزة في النجف آنذاك)، الأقا ضياء الدين العراقي، الأقا الشيخ محمد حسين الإصفهاني، آية الله السيد محسن الحكيم، الأقا موسى الخوانساري، الشيخ عباس القمي والأقا الشيخ مرتضى الطالقاني (والذي كان من أساتذتي حيث كان يُدرّس من المقدمات إلى "الكفاية").
في عام 1942م عدت مع والدي إلى إيران وواصلت الدراسة في مدينة مشهد إلى العام 1949م. في حينها كانت حوزة مشهد قد خرجت من حالة السبات التي آلت إليها على أثر حركة مسجد گوهرشاد الدموية. فبعد حركة گوهرشاد، تم إغلاق المدارس الدينية الكبرى والرئيسية واضطر الطلاب إلى الهجرة إلى النجف وقم.
وفي مشهد، درست بقية "المطوّل" و"شرح اللمعة" وكذلك "الرسائل" و"المكاسب" و"الكفاية". وقد درست المكاسب والكفاية عند المرحوم الحاج الشيخ هاشم قزويني (الذي كان من كبار أساتذة مشهد)، كما حضرت درسه في البحث الخارج (المراحل العليا) ودرست الأصول إلى أواسط البحث الخارج من "الكفاية" والفقه إلى آخر كتاب الطهارة تقريباً. وفي مرحلة السطح (المرحلة المتوسطة)، كنت قد درست على يد أساتذة آخرين كالحاج الشيخ كاظم دامغاني والحاج ميرزا أحمد مدرس يزدي والحاج الشيخ حسين بجستاني.
وفي مشهد أيضاً حضرت مدة سنة درس البحث الخارج في الأصول للمرحوم الحاج ميرزا أحمد أقا زاده (كفائي) ابن الآخوند الخراساني. كما شاركت بضعة أشهر في درس البحث الخارج للمرحوم الأقا السيد يونس أردبيلي الذي كان قد قدم إلى مدينة مشهد حديثاً آنذاك وكان يلقي دروس البحث الخارج لـ "رسائل" الشيخ الأنصاري.
في أواخر صيف عام 1949م ذهبت إلى قم لأواصل الدراسة فيها إلى عام 1960م، عدا أشهر الصيف حيث كنت أعود أثنائها إلى مشهد. خلال هذه الأحد عشر عاماً كنت أحضر دروس البحث الخارج في الفقه والأصول والرجال لآية الله العظمى البروجردي. وفي أيام دراستي في قم، عندما علمت أن آية الله العظمى الگلپايگاني يلقي في داره درس البحث الخارج في الحج على أساس كتاب "العروة الوثقى" حضرت الدرس وواصلت حضوره طيلة مدة إقامتي في قم نحواً من ثماني إلى تسع سنوات. كما كنا أحضر درس البحث الخارج في "المكاسب" لآية الله الحاج السيد محمد حجت وكنت أباحث هذا الدرس مع آية الله السيد علي السيستاني الذي هو الآن من أكابر العلماء ومراجع النجف. كما حضرت فترة ما درس البحث الخارج في خيارات "المكاسب" لآية الله السيد صدر الدين الصدر.
طبعاً منذ بداية دخولي قم علمت أن الإمام الخميني ـ قدس سره الشريف ـ يلقي عصراًً في مسجد محمدية درس البحث الخارج في الأصول. فحضرت درسه من الاستصحاب إلى آخر الأصول.
وغير الفقه والأصول من الدروس، درست في مشهد الفلسفة، "المنظومة" عند المرحوم الشيخ سيف الله ايسي ومقداراً من "الأسفار" وكذا "شرح الإشارات" عند المرحوم الشيخ مجتبى قزويني. وفي قم حضرت عند العلامة الطباطبائي ودرست لديه الأمور العامة لـ "الشفاء" وكذلك حضرت دروسه الخاصة التي كان يلقيها حول "الفلسفة والرد على الماركسية" والتي طُبعت فيما بعد بتحرير وتعليقة الشهيد المطهري باسم: "اصول فلسفه وروش رئاليسم" (أصول الفسلفة والمذهب الواقعي)

علوم الحديث: نرجو أن تحدثونا عن عملكم في جامعة مشهد وتدريسكم في كلية الإلهيات والمعارف الإسلامية.
الأستاذ واعظ زاده: في عام 1960م دُعيت إلى التدريس في جامعة مشهد. فاستشرت الشهيد الدكتور البهشتي في ذلك فشجعني على قبول الدعوة. ولذلك توجهت في صيف ذلك العام إلى مشهد وبدأت بالتدريس في كلية الإلهيات من بداية العام الدراسي في أيلول (طبعاً كان اسم الكلية آنذاك كلية المعقول والمنقول). ولأني كنت أعطي دروساً مختلفة في الحوزة قبل دخول الجامعة وبعد دخولها (كـ "المنظومة" و"المكاسب" و"الكفاية") لذلك أُلقيت على عاتقي في الكلية دروس مختلفة أيضاً: الفقه، تاريخ الفقه، تاريخ الحديث، شرح الحديث، تفسير القرآن، تاريخ التفسير، علم الكلام، الفلسفة وغيرها.

علوم الحديث: متى اتجهتم نحو دراسة الحديث وما هي العوامل والأرضيات التي دعتكم إلى ذلك؟
الأستاذ واعظ زاده: كان أبي، الحاج الشيخ مهدي واعظ زاده الخراساني، أحد الخطباء المعروفين في خراسان، وكان يُعرف بمعلوماته الحديثية. وكان على منبره يتحدث ببساطة وسلاسة. كان يأتي أولاً بالآيات والروايات المتعلقة بالموضوع ثم يورد قصة.
كنا نعيش في غرفة واحدة وكانت هذه الغرفة هي مكتبته. ومن حينها عرفت الكثير من الكتب الحديثية ككتب الصدوق وبحار الأنوار ووسائل الشيعة وغيرها. وعندما دخلت الحوزة، كنت منذ البداية أرجع إلى الحديث كثيراً وأميل إلى البحث عن منشأ القضايا ومسارها التاريخي. هذه الرغبة الذاتية تعززت بحضور دروس الفقه والأصول والرجال لأستاذ العصر آنذاك المرحوم آية الله العظمى البروجردي (التي امتدت من عام 1949 إلى عام 1960م).
فقد كان يبحث في دروسه كل مسألة من أساسها وبداية ظهورها. فيبدأ ببحث الآيات المتعلقة بها بقدر كافٍ ثم يتناول أقوال وآراء السنة والشيعة وينقل روايات المسألة ويشرحها بتتبع ورؤية واضحة. كان يبدأ بروايات الموضوع فيأتي بها واحدة واحدة من دون أي مقارنة وجمع، وفي النهاية يقوم بالإفادة منها بمهارته الخاصة.
من لا يعرف حقيقة الحال، كان يتصور أنه في المرة الثانية من بحثه للروايات يعيد ويكرر، في حين أن الأمر ليس كذلك. في هذه المرة كان يذكر الأقوال أيضاً. كان على إحاطة واسعة بالرواة وأحاديث الفريقين ولم يكن له في ذلك نظير.

علوم الحديث: نرجو توضيح طبيعة تعاونكم مع مشروع آية الله العظمى البروجردي حول إزالة نواقص "وسائل الشيعة".
الأستاذ واعظ زاده: كنت أكتب محاضرات آية الله البروجردي بدقة. وفي يوم من الأيام شاهد الشهيد المطهري محاضراتي واستحسنها، فعرّفني إلى السيد في أحد الأيام بعد انتهاء المحاضرة. طبعاً كان السيد البروجردي قد رآني من قبل في مشهد وعرفني بسرعة. فكان ذلك سبباً لأن يُجري لي المرتّب الذي كان يعطيه لغيري من الطلاب. كما كنت أحضر درسه في الأصول الذي كان يلقيه عصراً وكانت صلتنا تتقوى يوماً بعد يوم.
وفيما يتعلق بـ "الوسائل"، فقد أشار مراراً إلى نواقصه، حتى أنه في موضوع "الصلاة" قال صراحة في محاضرته: الوسائل فيه نقص وتكرار وتقطيعات وبحاجة إلى إصلاح، ونحن نفكر بجمع أحاديث كل موضوع بدقة، فمن لديه رغبة من السادة فليجمع أحاديث هذا الباب ويأتي بها إلي.
فأخذت أعمل بجد حتى قدمت إليه عملي في اليوم المقرر. وفي ذلك اليوم جاء نحو من ستين إلى سبعين شخصاً بأعمالهم. وبعد ملاحظة الأعمال عيّن آية الله البروجردي في إحدى الجلسات الأشخاص المناسبين لهذا العمل، وكنت أنا من الذين ذكر أسماءهم وحدد يوماً لبداية العمل. في حينها جعل العمل على أساس كتاب "الوافي" للفيض الكاشاني وقام بتقسيم الموضوعات (الكتب). وعندما قام بالتقسيم كنت أنا في مشهد لأنه كان في الصيف، ولذلك أخبروني بالمراسلة أني مسؤول عن جمع "كتاب النكاح والطلاق".
كانت الأعمال تجري بصورة جماعية. فعلى سبيل المثال، الأحاديث التي كنت أقوم بجمعها كان الشيخ محمد علي قمي يقوم بفهرستها حتى إذا انتهي التبويب قام ذوو الخط الحسن: ثابتي همداني وجلال گلبايگاني (طاهر شمس) بالكتابة ويقوم آخرون بمقابلة الأحاديث مع المخطوطات النادرة (كالنسخ التي كانت في حوزة آية الله البروجردي نفسه).
بعد الانتهاء من العمل على "تهذيب الوسائل"، وذاك من بعد العديد من التغييرات التي استمرت نحواً من سبع إلى ثماني سنوات، دعا آية الله البروجردي الجميع وقال: "الآن انتهى العمل ويجب أن يتّخذ شكلاً واحداًً، وهذا لا يستلزم العديد من الأفراد. برأيي، الشيخ علي پناه والشيخ إسماعيل ملايري والسيد واعظ زاده يكفون لأجراء الترتيبات الأخيرة، ويشارككم السيد محمد حسن ليكون حلقة الوصل بيني وبينكم". واستمر هذا العمل حتى وفاة آية الله البروجردي. وفي حياته، تم طبع مجلدين منه بحجم كبير وبطبعة حجرية. وكان من المقرر أن يكون اسم الكتاب "تهذيب الوسائل" ولكن ومن خلال العمل حيث تقرر أن يجمع كل أحاديث الفقه عند الشيعة صار له اسم جديد: "جامع الأحاديث الفقهية للشيعة الإمامية". طبعاً أنا ذهب إلى مشهد وبقيت فيها، وهذا العمل توقف من بعد تلك المجلدات التي تم إعدادها.

علوم الحديث: نرجو أن تبينوا لنا المشاريع الحديثية الأخرى التي قمتم بها غير "جامع الأحاديث".
الأستاذ واعظ زاده: سبع سنوات من العمل المتواصل في مشروع "جامع الأحاديث" والتي رافقتها مطالعة مستمرة لكتب الحديث الشيعية والسنية ومقارنتها، أدت إلى وقوفي على الأحاديث الفقهية وتاريخ الفقه لدى أهل السنة. كان من المقرر في بداية الأمر جمع وترتيب روايات أهل السنة في "جامع الأحاديث"، بل وتم قسم من الكتاب بهذا الشكل، إلا أن السيد البروجردي عدل عن ذلك فيما بعد لسبب من الأسباب.
في هذه المسيرة الدراسية، لفتت انتباهي العلاقة الموجودة بين فقه أهل البيت وفقه أهل السنة، ووجدت الكثير من روايات أهل السنة مروية عن طريق أهل البيت والكثير من روايات الشيعة مروية عن أكابر أهل السنة وأن الرواة والروايات المشتركة بين الفريقين كثيرة. وهذا ما دفعني ـ وأنا في مشهد ـ إلى جمع روايات أهل البيت (عن طريق أهل السنة) حيث جمعت إلى الآن عدة آلاف من أحاديث الفقه وغيره من كتب الصحاح والسنن والرجال والتاريخ السنية ـ التي ترتبط بشكل من الأشكال بأهل البيت. كما جمعت روايات الزيدية التي تنتهي إلى أحد أئمة الشيعة.
مرت عشرون سنة تقريباً وأنا أقوم إلى جانب أعمالي الأخرى بمراجعة كتب الحديث. طالعت خمسة وعشرين كتاباً من أمهات كتب الحديث السنية من أولها إلى آخرها ووضعت علامة على تلك الأحاديث التي تتعلق بأهل البيت. في عملي على "جامع الأحاديث" كنت أعود إلى حديث ورد في "التهذيب" مثلاً ربما خمسين مرة وأراجعه في الكتب الأربعة والوسائل والمستدرك والكتب التي تأخذ عنها. ولست أنا الذي يفعل ذلك فحسب، بل الآخرون كانوا يعملون بهذا الشكل أيضاً. وبذلك وقفت بشكل كامل على نصوصنا الحديثية. كما كنت أرجع كثيراً إلى أحاديث أهل السنة. فمثلاً "طبقات ابن سعد" الذي كنت قد قرأته سابقاً، أعدت مطالعته مرتين وسجلت منه الملاحظات، يعني عندما فكرت باستخراج أحاديث العترة قرأته مرة ثانية. وهكذا بالنسبة إلى "سيرة ابن اسحاق" الذي يروي مباشرة عن الإمام الباقر والصادق (ع)، استخرجت رواياته، وهكذا روايات "سيرة ابن هشام" و"تاريخ الطبري" و"مستدرك الحاكم" و"الصحاح الستة" و"الموطأ" و"جامع مسانيد أبي حنيفة"، بل وتابعت روايات أهل البيت (ع) واستخرجتها من كتب أئمة الزيدية، مجموعة كتب زيد بن علي و"أمالي" الشجري وغيرها. وبذلك وقفت خلال هذه السنوات بفضل الله على مراجع الحديث والسيرة لأهل السنة، الأمر الذي سيكون له ثماره إن شاء الله على طريق الدفاع عن حديث أهل البيت (ع) وفقههم والتقريب بين المذاهب الإسلامية في المشاريع التي نعمل عليها والمؤلفات التي نقوم بها.
وفي أثناء البحث والدراسة، قمت بتسجيل الملاحظات اللازمة حول تاريخ الفقه والحديث والرجال وغيرها، وهي كثيرة جداً استعين بها في سلسلة مقالات "نبذة تاريخية عن علم تاريخ الفقه" في نشرة كلية الإلهيات والمعارف الإسلامية في مشهد.
العمل الآخر الذي قمت به هو تحقيق وطبع النصوص الفقهية القديمة للإمامية. ثلاثة نصوص فقهية للشيخ الصدوق: المقنع والهداية ومجلس في وصف دين الإمامية، حققتها وطبعتها مع مقدمة باسم "سلسلة المتون الفقهية للشيعة الإمامية". كما أعددت كتاب "النهاية" للشيخ الطوسي و"نكت النهاية" للمحقق الحلي وغيرها للسلسلة الثانية، ولكنها لم تُطبع بسبب بعض المعوقات.
كتبت مقدمات لبعض الكتب، كمقدمتي المكوّنة من ستين إلى سبعين صفحة على "الموسوعة الرجالية" لآية الله البروجردي حيث شرحت بالتفصيل مشروعيه: "جامع الأحاديث" و"سلسلة أسانيد وطبقات الرجال". وبنشر هذه المجموعة الرجالية، تم إحياء المدرسة الرجالية للسيد البروجردي واطلع عليها من لم يكن يعلم عنها شيئاً أو يعلم شيئاً مجملاً. وكذلك مقدمة لكتاب "عشر رسائل للشيخ الطوسي" ومقدمة لـ "المقنع" و"الهداية" تناولت فيها المسار العام لتاريخ الفقه عند المذاهب الإسلامية والشيعة الإمامية. كما كتبت مقدمة لـ "الجمل والعقود" حلّلت فيها مسيرة الفقه الإمامي إلى زمان الشيخ الطوسي.

علوم الحديث: نرجو توضيح دراستكم لحديث الثقلين.
الأستاذ واعظ زاده: بدأ المرحوم الشيخ قوام الدين وشنوي قمي العمل على حديث الثقلين بإشارة من آية الله البروجردي، فجمع رواياته وأسانيده وطبعها في دار التقريب في القاهرة. ومن بعد تأسيس المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، قررنا إعادة طبع مجموعة كاملة من مجلة "رسالة الإسلام" التي كانت المجلة الرسمية لدار التقريب سابقاً وكانت تصدر من القاهرة أيام وجود ممثل عن آية الله البروجردي (المرحوم الشيخ محمد تقي قمي) هناك. من بعد ذلك قررنا طبع سائر نتاجات دار التقريب، ولكن بصورة أفضل طبعاً، ومن الطبيعي أن يكون "حديث الثقلين" في المقدمة وأنا شخصياً رعيت هذا العمل.
كان لطبع هذا الكتاب في الأجواء التي كان يعيشها العالم الإسلامي آنذاك، بل وحتى بالنسبة إلى مؤسسي دار التقريب (الشيخ محمود شلتوت وأستاذه الشيخ عبد المجيد سليم وغيرهم) أثر كبير جداً، ولا سيما في تأكيد المرجعية العلمية لأهل البيت (ع).
كان آية الله البروجردي يهتم كثيراً بهذا الحديث. فنحن لم نسمع حتى مرة واحدة أنه طرح حديث الغدير مع العلماء المسلمين. ذلك أن حديث الغدير يدور حول مسألة الخلافة، في حين أن حديث الثقلين هو حول المرجعية العلمية للأئمة. كان يؤكد أنْ نستند فعلاً إلى المرجعية العلمية لأهل البيت (ع). فإذا لم نأت باسم الخلافة لا تُثار حساسية وسنستطيع إقناع أهل السنة بالمرجعية العلمية للأئمة الأطهار (ع) على الأقل. كان يهتم بهذا الموضوع ويكرر طرحه في حلقة الدرس وكان له دور حسن على طريق التقريب بين المذاهب الإسلامية.

علوم الحديث: ما هي الفراغات الموجودة عند الشيعة برأيكم في مجال الحديث وعلومه وما هي البحوث والدراسات التي ينبغي تقديمها؟
الأستاذ واعظ زاده: من الأعمال التي أعتقد بضرورتها هو متابعة الأحاديث المشتركة بين الشيعة والسنة. فهم يتصورون أن رواياتنا صادرة عن أهل البيت (ع) وهي غير ما لديهم هم عن النبي الأكرم (ص)، وهذا في حين أن ثمانين بالمئة (وربما أكثر) من الروايات هي روايات مشتركة ولا سيما في الأخلاق. وأساساً كان الأئمة يذكرون روايات النبي هذه نفسها من دون إسناد.
المسائل التي كانت تطرح على أئمتنا كانت مسائل فرعية بشكل عام، إلا أنه في القضايا الأساسية التي هي ـ مثلاً ـ حول فضيلة العلم والصلاة والصوم والقضايا العامة الأخرى، أحاديث الأئمة هي الأحاديث النبوية نفسها، فأحياناً ينسبونها إلى النبي (ص) وأحياناً لا ينسبونها وهذا هو الغالب. ولم يكن الناس يطلبون منهم نسبتها إلى النبي. ونحن أنفسنا في المجمع العالمي للتقريب نتابع هذا العمل بعدة أشكال. فمثلاً تقدّمنا بكتاب "التاج" لكي يتم استخراج ما يناسب من الأحاديث عند الشيعة ووضعها إلى جانب أحاديث هذا الكتاب. وقد طرحت هذا الموضوع (الأحاديث المشتركة) في إحدى جلسات مؤتمر "مجمع التقريب" فاسترعى الاهتمام كثيراً. قلت إذا جمعنا الأحاديث المشتركة بين الفريقين والتي تبلغ ثمانين إلى خمسة وثمانين بالمئة فستكون إلى جانب القرآن مصدراً للاجتهاد في الفقه وغيره من العلوم. فالقرآن متفق عليه، وما علينا إلا أن نفرغ من الموضوعات الأخرى.
بالنسبة إليهم عدالة الصحابة أصل لا يمكنهم التخلي عنه، لأنه إذا تخلو عنه فسوف لن يكون لهم فقه. وبالنسبة إلينا عصمة الأئمة أصل إذا لم يكن لم يعد قولهم حجة ولا يبقى لدينا شيء. ولذلك، من الأفضل عدم طرح هذين الأصلين، بل نحل المشكلة بجمع أحاديث الفريقين.
والجدير بالذكر هنا أن المرحوم آية الله البروجردي قال منذ بداية عملنا على جمع أحاديث كتاب "جامع الأحاديث": "اكتبوا في ذيل كل باب ما للسنة من روايات في ذلك الباب, فهذا سيكون نافعاً جداً". وقد أعطانا كتاب "التاج" لنستخرج روايات أهل السنة. هذا الكتاب يحتوي على خمسة من "أصول" أهل السنة وهو كتاب مختصر، أدغم المكررات وأوجز الأسانيد.
وكان السيد ثابتي همداني وغيره قد أكملوا كتاب الطهارة على هذا الشكل وإذا بآية الله البروجردي يقول: "لا تكتبوا بعد الآن، لا يحسن ذلك. سيقولون إن العلماء السابقين تحمّلوا الكثير ليميزوا روايات الشيعة والآن يريدون خلطها". بعد ذلك كتبت له رسالة ذكرت له فيها مدى أهمية هذه العمل وتأثيره الكبير في الوحدة الإسلامية وأنه ـ كما ذكر هو ـ يؤثر في فهم الروايات، على أمل أن يعيد النظر في ذلك، ولكنه ظل على قراره. كان من عادته أن يعيد الرسائل التي نكتبها إليه، فأعاد هذه الرسالة وهي الآن بين وثائقي.

علوم الحديث: طبعاً آية الله البروجردي هو حقاً قمة بين فقهاء الشيعة في البحث الرجالي وفقه الحديث. إذا كانت لديكم رغبة هنا في الإشارة إلى جانب من إبداعاته وأساليبه وملاحظاته فتفضلوا بها.
الأستاذ واعظ زاده: كان يأخذ بنظر الاعتبار الجو الذي صدر فيه الحديث، بمعنى في أي أجواء صدر هذا الحديث. طبعاً نحتاج في هذه الحالة إلى أن نعرف ما هي الأحاديث الموجودة عند أهل السنة التي توجّه أحاديثنا أنظارها إليها (سواء أرادت تأييدها أو ردها) كما نحتاج إلى أن نعرف طبيعة الفتوى الموجودة آنذاك.
أحد امتيازات كتاب "جامع الأحاديث" هو أنه كان يقول ضعوا روايات الراوي الواحد إلى جانب بعضها، لاحظوا كم لزرارة من الروايات في مسألة من المسائل. فمن السذاجة أن نتصور أن زرارة كان يذهب ليسأل الإمام (ع) وكان الإمام يجيبه ثم يعود ثانية وثالثة ليسأل الإمام السؤال نفسه! ليس الأمر كذلك، سأله مرة واحدة، ولكن بعد أن رُويت المسالة تفرّق الحديث إلى هذا الحد. قال مرة إننا نعلم أن الإمام (ع) قال شيئاً، ولكن أنْ نتصور كلاً من هذه الروايات (بخصوصياته) هو قطعي مؤكد، فالأمر ليس كذلك. من مجموع الروايات نحصل على شيء ما.
كان استنباطه على هذا الشكل، ولكن نرى العلماء اليوم يقولون مثلاً لزرارة خمس روايات هنا وعند ذلك يدرسون كلاً منها على حدة. السيد لم يكن يؤمن بذلك. من امتيازات كتاب "جامع الأحاديث" أن روايات الراوي الواحد موضوعة إلى جانب بعضها. وأحياناً يتضح من الرواية المختلفة والمتضادة لراوٍ ما أنه رُوي عنه بصورتين، أي رووا تلك الرواية ولكن قطّعوها أيضاً. أحياناً نجد قسماً منها وأحياناً لا نجده. وهذا كثيراً ما يحصل، وحقيقةً أن آية الله البروجردي توصل إلى ذلك عن اجتهاد. فنحن قلما شاهدنا في أكابرنا ـ إلى الحد الذي اطلعنا عليه ـ ممن يحمل هذا القدر من العمق في هذه الأمور وليس لديه أي تعصب.
من أساليبه الأخرى أنه في القضايا التي كان يتفق عليها المسلمون جميعاً ولكن حصل فيها شيء من الاختلاف، كان يبدأ بطرح الجهة المشتركة منها أولاً. فعلى سبيل المثال، في مسألة وقت صلاة المغرب، فهو يقول اتفق المسلمون على أن وقت صلاة المغرب هو "الغروب الشرعي". بمعنى أنهم جميعاً يتفقون على كلمة "الغروب"، ولكن عندما لوحظت فيما بعد روايات عن الأئمة تشترط ذهاب الحمرة المشرقية للتأكد من غروب الشمس، أضاف الشيعة هذا الشرط. وهذا هو أمر احتياطي ولا ينبغي اعتباره اختلافاً في وقت صلاة المغرب، بل وقت صلاة المغرب هو غروب الشمس وتحديده يكون بزوال الحمرة المشرقية. الاختلاف هو في طريقة التحديد. هذا في حين يتناول بعضهم الموضوع بشكل آخر من أننا نختلف في أوقات الصلاة، فهم يقولون وقت المغرب هو كذا ونحن نقول لا ليس كذلك بل هو في وقت آخر. كان في مسائل من هذا النوع كثير التدقيق في أن يذكر أولاً النقاط المشتركة ثم يطرح نقاط الاختلاف. وهناك مسائل أخرى من هذا القبيل.

علوم الحديث: نرجو تقديم توضيح حول الكتب الرجالية لآية الله البروجردي، أسانيد الكافي والتهذيب وغيرها.
الأستاذ وعظ زاده: نعم، كما كتبت في مقدمات هذه الكتب أنها سلسلتان: إحداهما "ترتيب الأسانيد" التي انتظمت فيها كل أسانيد "الكافي" تحت بعضها واحداُ واحداُ. فمثلاً نظّموا كل ما رُوي عن أبي علي الأشعري وعندها نلاحظ اختلافاً في داخل هذه الأسانيد التي هي نوع واحد وسند واحد، فتارةً يرد اسم الراوي وتارة كنيته وثالثة يرد أيضاً اسم أبيه أو جده.
وكنموذج لذلك، روايات الصدوق ليس لها تاريخ يُعرف منه متى رُوي حديث من الأحاديث. فترتيب الأسانيد مفيد جداً في معرفة عمن ينقل الراوي وعن كم طريق. فعلى سبيل المثال، أبو علي الأشعري أو علي بن إبراهيم اللذان يمتلكان أكبر قدر من الرواية في "الكافي" (نحو من ألفي حديث)، سيتضح من خلال هذا الترتيب عدد الذين رووا عنهم وعدد طرق الرواية.
طبعاً قام بذلك إبداعاً وابتكاراً من عنده وهو عمل اجتهادي. وبهذا الأسلوب يزول الكثير من الشبهات، ولا سيما في الرواة المتشابهين والمشتركين، لأننا سنرى بأم أعيننا من هو هذا الرواي وعمن يروي.
من الكتب الرجالية لآية الله البروجردي سلسة من "ترتيب الأسانيد": ترتيب أسانيد الكافي، ترتيب أسانيد التهذيب (والتي تشمل "الاستبصار" أيضاً، لأن "الاستبصار" ليس كتاباً آخر بالإضافة إلى "التهذيب"، بل هو جزء مفصول عن روايات "التهذيب" يمثل الروايات المختلف فيها. وفي كل "الاستبصار" و"التهذيب" لم أجد إلا روايتين غير موجودة في "التهذيب" وموجودة في "الاستبصار"، وأحتمل أن يكون ذلك من باب الخطأ)، ترتيب أسانيد من لا يحضره الفقيه، ترتيب أسانيد كتب الصدوق (والتي هي بعض كتب الصدوق)، ترتيب أسانيد رجال الكشي، ترتيب أسانيد رجال النجاشي، ترتيب أسانيد فهرست الطوسي.
في هذه السلسلة، أوردوا الأسانيد التي في أولها راوٍ مشترك فقط ثم كل الأسانيد المشابهة بالترتيب. طبعاً المرحوم السيد نوري، محقق الكتاب، أشار إلى المكررات في آخر الصفحة. كما أنه للسيد البروجردي مقدمة مقتضبة جيدة قيمة على "أسانيد الكافي". كما كان له مقدمة على "أسانيد التهذيب" ولكن للأسف لم تصلنا لنطبعها، لم نعثر عليها، لا أدري لمن أعطاها. وهذه المقدمة التي طبعناها أيضاً لم تكن من بين النسخ التي أُعطيت إلينا. هذه كانت عند السيد پرويز صادقي الذي اضطررنا إلى طبع كتابه كي يعطينا هذه المقدمة، لأنه قال: "ما لم تطبعوا كتابي لا أعطيكم المقدمة. عندما يُطبع كتابي ويخرج من المطبعة، سأعطيكم نسخة منها". فقمنا نحن بذلك حيث كتب السيد نوري المقدمة بخط حسن وتم طبعها.
سلسلة أخرى من كتب آية الله البروجردي هي "الطبقات"، وهي موجزة جداً. فمثلاً يطرح راوياً من الرواة ويقول: عن فلان وفلان وفلان وهو عن فلان وفلان وفلان. ثم رتّب الطبقات. وهذه الطبقات بهذا الشكل هي من مصطلحات آية الله البروجردي نفسه. كان يقول أحياناً أثناء الدرس إنه هو نفسه مثلاً من الطبقة الرابعة والثلاثين من الرواة أو إن الشيخ الطوسي مثلاً من الطبقة الثانية عشرة. فهو أعطى لكل راوٍ ثلاثين سنة وقسّمهم طبقات على هذا الأساس. طبعاً كان أحياناً يذكر طبقة الراوي على مستوى الاحتمال وتارة يقطع بها، وباعتبار أن معدل فترة أخذ أو أداء الحديث لراوٍ من الرواة هي ثلاثون سنة فقد قسّم الرواة إلى طبقات بهذا الترتيب. وعلى هذا الأساس يقول: "يُحتمل أنه من طبقة فلان" أو "كأنّه من طبقة فلان". وأحياناً كان يؤكد ويقول مثلاً: "لا ريب في أن محمد بن مسلم وزرارة هما من الطبقة الخامسة ". اسم "الطبقات" أيضاً ليس في محله، فأحدهما "ترتيب الأسانيد" والآخر ينبغي أن يكون "رجال الأسانيد". فهذه الطبقات في الحقيقة هي "رجال الأسانيد"، أي أنه عزل رجال "الكافي" وحدد طبقة كل منهم وأنه عمن يروي ومن يروي عنه وما إلى ذلك. طبعاً كان قرار آية الله البروجردي هو إعداد كتاب من مجموع "ترتيب الأسانيد" هذا وهذه المجموعة التي كتبها هو حول الطبقات وبدأ بهذا العمل. فأحضر لذلك عدة أشخاص كنت أنا أحدهم. أعطى لكل منا كتاباً نستخرج منه كل ما كُتب عن راوٍ من الرواة. ولم تتشكل لهذا العمل أكثر من جلسة واحدة. ويبدو أنه وجد أن هذا العمل لا يمكن إنجازه بهذا الشكل. لا بد لشخص واحد من أن يقوم بهذه الأعمال. وهو نفسه لم يكن لديه مجال فلم يستطع إنجازه.
وعلى أي حال، كان قد وضع حجر الأساس لبناء في غاية الأهمية. هذا العمل هو طريقة تشبه ما يجري اليوم بالكمبيوتر. وللأسف أن بعض هذه الكتب استُخرجت من طبعة طهران بالمقياس الكبير حيث قام المرحوم نوري بإعادة كتابتها وتحمّل الكثير من المشاق ليرتبها. طريقته في الاختيار أوضحتها أنا في المقدمة.
المرحوم حجة الإسلام والمسلمين الميرزا حسن نوري همداني كان صديقنا الفاضل والخطاط ومن تلامذة آية الله البروجردي. عمل مدة خمس عشرة سنة تحت إشرافه على تنظيم وكتابة وإعداد مؤلفاته. فبعد سنوات نهل خلالها من السيد البروجردي، صار من الرجاليين المتمرسين في حوزة قم ومن العارفين النادرين بالمدرسة الرجالية لآية الله البروجردي إلى الحد الذي أنه كتب في حياة السيد أسانيد كتب الصدوق (من هذه المجموعة نفسها) وقدمها إلى السيد وأقرّه هو عليها، ومن بعد وفاته في عام 1971م كتب أسانيد "التهذيب" بالطريقة نفسها وقدمها إلى مؤتمر ألفية الشيخ الطوسي (ره).
كان المرحوم نوري يجمع الأوراق التي يكتبها آية الله البروجردي وينظمها، ثم يعرضها عليه بعد أن يستخرج أحاديثها ويعيد كتابتها. ومن بعد الثورة عندما طلبت منه مؤسسة الدراسات الإسلامية للحضرة الرضوية المقدسة التعاون معها، قام بكل ما في وسعه ليبحث عن جميع النسخ والملاحظات الرجالية لآية الله البروجردي وتصحيحها ومطابقتها واستخراج أحاديثها وتنظيمها وكتابتها، واستطاع بمفرده وبتحقيق موسع دام عدة سنوات أن يطور هذه الموسوعة الرجالية الكبرى ويتلافى ما سقط منها ويشير إلى نواقصها ويزيلها قدر المستطاع ويضيف إليها استدراكات ويكتب فهارسها أيضاً، إلا أنه للأسف لم يمهله الأجل إلى نشر هذه الموسوعة الرجالية، أي إلى رؤية ما كان يأمل ونأمله نحن جميعاً منذ أمد بعيد، حيث وافاه الأجل قبيل طبع الكتاب في سفرة للدعوة والتبليغ إلى سيرجان في حادثة، رحمة الله رحمة واسعة.
وقد كتبت بالتفصيل حول هذه المجموعة الرجالية في مقدمة مجلدها الأول.

علوم الحديث: نشكر الأستاذ كثيراً على إتاحة هذه الفرصة للمجلة. آخر ما نود سؤاله هو إذا كان لديكم إشكال أو ملاحظة على مجلة "علوم الحديث" نرجو التفضل بها.
الأستاذ وعظ زاده: طبعاً لم أطالع المجلة من زاوية نقدية، إلا أنها على أي حال شيء كان فراغه ملموساً، ولا سيما المقابلات والأحاديث التي تجرونها مع الشخصيات. رأيت حديثكم مع الشيخ المحمودي، كان حديثاً جيداً وقيّماً.

بعض أعمال ومؤلفات الأستاذ واعظ زاده

1. المشاركة في تأليف "جامع أحاديث الشيعة".
2. مقدّمة تفصيلية لـ "الموسوعة الرجالية لآية اللّه البروجردي.
3. مقدّمة وتحقيق "سلسلة المتون الفقهية للشيعة الامامية".
(المجلد الأول: المقنع، الهداية، مجلس في وصف دين الإماميّة؛ المجلد الثاني: النهاية، نكت النهاية، فتاوى الشيخ).
4. مقدّمة وتحقيق "عشر رسائل للشيخ الطوسي".
5. مقدّمة وتحقيق "الجمل والعقود" للشيخ الطوسي.
6. تصحيح "رجال الكشي (اختيار معرفة الرجال)" والإشراف على طبعه.
7. تصحيح "الفهرست" للشيخ الطوسي والإشراف على طبعه.
8. تحقيق وإكمال كتاب "حديث الثقلين" للشيخ قوام الدين قمي وشنوي.
9و10. الإشراف على نشر المقالات الفارسية والعربية لمؤتمر ألفية الشيخ الطوسي (1971م) تحت عنوان: "يادنامه شيخ طوسى" (ثلاثة مجلدات) و"الذكرى الألفية للشيخ الطوسي".
11. تاريخ فتوحات المسلمين.
12. تاريخ الفقه.
13. الإشراف على نشر "مجموعة المقالات الفارسية للمجمع الأول لدراسات الاقتصاد الإسلامي" (ثلاثة مجلدات، 1990م).
14. الإشراف على نشر "مجموعة المقالات الفارسية للمجمع الثاني لدراسات الاقتصاد الإسلامي" (مجلدان، 1993م).
15. تاريخچه علم تاريخ فقه (لمحة تاريخية عن علم تاريخ الفقه).
16. پيام وحدت (رسالة الوحدة) (مجموعة مقابلات مع الأستاذ حول التقريب بين المذاهب الإسلامية).