257
توضيح المقال في علم الّرجال

وقد استجاز الشهيد رحمه الله عن شيخه السيّد تاج الدين بن معيّة لأولاده ولجميع المسلمين ممّن أدرك جزءاً من حياته جميع مرويّاته ، فأجازهم ذلك بخطّه ، حكاه في الدراية . ۱
ورابعةً بالمركّب من مواقع الإجمال أو منها ومن الزائد فيه أو من محض الزيادات فيه . هذا كلّه في قوله الصريح .
وقد يكون بقوله الظاهر أو بقوله المقدّر حيث أجاب بقوله : «نعم» عند السؤال عنه بقول : «أجزتني» أو «أجزت فلاناً» أو «أجزني» أو «أجزه» وهكذا ، وكذا بالإشارة ، وفي ثالث بالكتابة .
ثمّ إنّ هذا كلّه في الإجازة لموجود ، وقد تكون لمعدوم معيَّن عند الوجود ، كأوّل ما يولد له أو لفلان ، أو أكبر ما يولد له ، أو معيّن بعنوان ، كأولاد فلان ، أو العلماء المتجدّدين من نسل فلان أو في بلد فلان أو في سنين كذا . أو غير معيّن ك «أجزتُ لكلّ أحد» وقد يضمّ الموجود إلى المعدوم .
ويظهر بالتأمّل فيما ذكرناه أنّ صور هذا القسم كثيرة جدّاً ، فيعبّر عن كلّ صورة بما يفيدها ولا يكون ظاهراً في غيرها ، حذراً عن الكذب أو التدليس أو الخروج عن قواعد الاستعمال ، فيقول : «أجازني» أو «أجاز لي» أو «عنه إجازةً» أو «حدّثني ـ ونحوه ـ إجازة» .
وفي القوانين : «وعبارته الشائعة : أنبأنا ونبّأنا ، ويجوز : حدّثنا وأخبرنا أيضاً ، والأظهر عدم الجواز على الإطلاق إلاّ مع القرينة» . ۲
قلت : أسند الإطلاق في الدراية إلى بعضهم ، بل حكى عن قوم أنّهم خصّصوها بعبارات لم يسلموا فيها من التدليس ، كقولهم في الإجازة : أخبرنا أو حدّثنا مشافهةً ،إذا كان قد شافهه بالإجازة لفظاً . ۳

1.. الرعاية ، ص ۲۶۷ .

2.. القوانين المحكمة ، ج ۱ ، ص ۴۸۹ .

3.. الرعاية ، ص ۲۸۵ .


توضيح المقال في علم الّرجال
256

قلت : هو وإن كان كذلك إلاّ أنّ الإطلاق ظاهر في غيره بحيث لايصرف إلى غيره إلاّ بقرينة .
وهذا الظهور لم يكن بهذا النحو في غير المقام ، كمحاورات أهل العرف ، ولذا لو قيل لبريد :«هل مات فلان» ونحوه ، أو «أنّك أخبرت بموته؟» فقال : نعم ، يُقال على الإطلاق : «أخبر بريد بموت فلان» لكنّه في خصوص المقام كذلك .
وربّما يشهد له ما حكي عن السيّد المرتضى بالمنع عنه مقيّداً أيضاً ، محتجّاً بأنّه مناقضة ، قائلاً : لأنّ معنى الإخبار والتحديث هو السماع منه ، وقوله : «قراءة عليه» يكذّبه ، وإن كان هو كما ترى ؛ لأنّ جميع المجازات وكثيراً من المشتركات المعنويّة بل اللفظيّة كذلك ، حيث إنّ معانيها مع فقد القرينة تغايرها معها .
في الدراية : «اختلفوا في أنّ القراءة على الشيخ مثل السماع من لفظه في المرتبة أو فوقه أو دونه . فالأشهر ما تقدّم» ۱ أي الأخير . ونقل الأوّل عن علماء الحجاز والكوفة» . ۲
ومنها : الإجازة . ولها أيضاً وجوه مترتّبة في القوّة والاعتبار ؛ لأنّها مرّة بالقول الصريح منه لرواية معيّنة أو روايات كذلك لشخص حاضر أو أشخاص كذلك ، وأُخرى به لعدّة روايات أو كتب ، ككتب فلان أو كتبه في كذا .
وقد يزاد على هذا الإجمال ، كقوله : «لجميع رواياتي» أو «مسموعاتي عن فلان» أو «عن كلّ أحد» .
وثالثةً به لعدّة أشخاص يدخلون في عنوان ، كقوله : «أجزتُ لعلماء كذا» صنفاً كعلماء العرب ، أو قيداً في العلم ، كعلماء الفقه ، أو مكاناً ، كبلد كذا ، وهكذا لو قال : «أجزتُ للرواة» .
وقد يزاد على هذا ، كقوله : «أجزت لجميع علماء ـ أو ـ رواة العصر» ونحو ذلك .

1.. الرعاية ، ص ۲۳۹ .

2.. الرعاية ، ص ۲۴۰ .

  • نام منبع :
    توضيح المقال في علم الّرجال
    المساعدون :
    مولوي، محمد حسين
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1421 ق / 1375 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 83243
الصفحه من 344
طباعه  ارسل الي