215
توضيح المقال في علم الّرجال

وفي بعض الكتب : أنّهم لايعتقدون إمامتهما ، لكن حيث رضي عليّ عليه السلام بهما ولم ينازعهما أُجريا مجرى الأئمّة في وجوب الطاعة» . ۱
وعن الاختيار : «هُمْ أصحاب كثير النوى والحسن بن صالح بن حيّ وسالم بن أبي حفصة والحكم بن عُتَيْبَة وسَلَمة بن كهيل وأبي المقدام ثابت الحدّاد ، وهُم الذين دعوا إلى ولاية عليّ عليه السلام ثمّ خلطوها بولاية أبيبكر وعمر ، ويثبتون لهما إمامتهما ، ويبغضون عثمان وطلحة والزبير وعائشة ، ويرون الخروج مع بطون ولد عليّ بن أبيطالب عليه السلام ، ويثبتون لكلّ مَنْ خرج منهم عند خروجه الإمامة» . ۲
ومنهم : البزيعيّة .
فعن تأريخ أبي زيد البلخيّ أنّهم أصحاب بزيع الحائك ، أقرّوا بنبوّته ، وزعموا أنّ الأئمّة عليهم السلام كلّهم أنبياء ، وأنّهم لايموتون ، ولكنّهم يُرفَعون .
وزعم بزيع أنّه صعد إلى السماء ، وأنّ اللّه مسح على رأسه ومَجَّ في فيه ، فإنّ الحكمة تثبت في صدره .
وفي التعليقة : «أنّهم فرقة من الخطّابية يقولون : الإمام بعد أبي الخطّاب بزيع ، وإنّ كلّ مؤمن يُوحى إليه ، وإنّ الإنسان إذا بلغ الكمال لايقال له : ماتَ بل رفع إلى الملكوت ، وادَّعوا معاينة أمواتهم بُكرة وعشيّة .
وكان أبو الخطّاب يزعم أنّ الأئمّة أنبياء ثمّ آلهة ، والآلهة نور من النبوّة ونور من الإمامة ، ولا يخلو العالم من هذه الأنوار ، وأنّ الصادق عليه السلام هو اللّه ، وليس المحسوس الذي يرونه ، بل إنّه لمّا نزل إلى العالم لبس هذه الصورة الإنسانية ، لئلاّ ينفر منه ، ثمّ تمادى الكفر به إلى أن قال : إنّ اللّه تعالى انفصل من الصادق عليه السلام وحَلَّ فيه ، وأنّه أكملُ من اللّه تعالى» . ۳

1.. تعليقة الوحيد البهبهاني ، ص ۴۱۰ .

2.. رجال الكشّي ، ص ۲۳۳ ، الرقم ۴۲۲ .

3.. تعليقة الوحيد البهبهاني ، ص ۴۰۴ .


توضيح المقال في علم الّرجال
214

موافقاً لمذهب الشيعة ومخالفاً لمذهب العامّة أو غيرهم ، أو أن يكثر الرواية عنهم عليهم السلامغاية الإكثار ، أو أن يكون غالب رواياته مُفتى بها عند الأصحاب ، بل يرجّحونها على ما رواه الشيعة أو غير ذلك ، فيحمل كيفية روايته على التقيّة أو تصحيح مضمونها عند المخالفين أو ترويجه فيهم ، سيّما المستضعفين وغير الناصبين منهم ، أو تأليفاً لقلوبهم واستعطافاً لهم إلى التشيّع أو غير ذلك ، وقد نصّ على كلّ ذلك في الفوائد . ۱
وهنا جملة أُمور يستفاد منها القدح ، مذكورة في محالّها ، ككون الراوي في الرأي أو الرواية موافقاً في الغالب للعامّة ، وكإكثار المذمومين ـ خصوصاً أرباب المذاهب الفاسدة ـ الروايةَ عنه على وجه يظهر كونه منهم ، ونحو ذلك .

المقام الثاني : في الإشارة إلى أسباب فساد العقيدة

وهي كثيرة ، ولنقتصر في هذا المختصر على إشارة إجماليّة إلى بعضها ، بذكر أرباب المذاهب الفاسدة ، فنقول :
منهم : الإسماعيلية . وهُم المنتهون بالإمامة إلى مولانا الصادق عليه السلامثمّ إلى ابنه إسماعيل .
وفي التعليقة : «ببالي أنّهم فِرَقٌ» . ۲
ومنهم : البتريّة .
ففي التعليقة : «البتريّة ـ بضم الباء . وقيل بكسرها ـ منسوبون إلى كثير النوى ؛ لأنّه كان أبتر اليد .
وقيل : إلى المغيرة بن سعيد .
والبتريّة والسليمانيّة والصالحيّة من الزيديّة يقولون بإمامة الشيخين ، واختلفوا في غيرهما .
وأمّا الجاروديّة فلا يعتقدون إمامتهم .

1.. فوائد الوحيد البهبهاني ، ص ۶۰ و ۶۱ .

2.. تعليقة الوحيد البهبهاني ، ص ۴۱۰ .

  • نام منبع :
    توضيح المقال في علم الّرجال
    المساعدون :
    مولوي، محمد حسين
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1421 ق / 1375 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 83223
الصفحه من 344
طباعه  ارسل الي