169
توضيح المقال في علم الّرجال

المتقدّم إلى المراديّ في كلامٍ آخر له مبنيّ على الغفلة ، فلاحِظْ شرحه على الفقيه .
ومنها : رواية شعيب العقرقوفيّ عنه ، فقد صرّح المولى عناية اللّه ۱ وغيره بأنّ الأسديّ هو الذي يروي عنه شعيب المذكور .
ومرّ على الكثرة عن الأردبيلي زيادة على ذلك «أنّه قائده وابن اُخته» .
وقال المحقّق البهبهاني رحمه الله : «إنّ العقرقوفيّ ابن أُخت يحيى الأسديّ ، فهو قرينة كون أبي بصير في الروايتين يحيى ، أي رواية ضمان الصادق عليه السلام له ولآبائه بالجنّة ، وقوله :«عليك بالأسديّ» .
قال : «والمحقّقون حكموا بكونه قرينةً عليه حيثما وجد» . ۲
قلت : في منتهى المقال ـ بعد النقل عن الكشيّ في أصحاب الصادق عليه السلامقوله : «شعيب ابن يعقوب العقرقوفيّ» ومثله عن الفهرست ـ ما هذا لفظه : «وهذا ظاهره ـ كما هو المشهور ـ أنّه ابن يعقوب ، وكونه مكنّى بأبي يعقوب اختصّ به النجاشيّ ۳ والخلاصة ، ۴ وأثبت الكلّ ابن داود ۵ واشتباه «ابن» ب «أبو» محتمل» . ۶ انتهى .
وكيف كان فقد حكى بعض أجلاّء العصر عن بعض العلماء أنّه ذكر ـ بعد إيراد الحديث الصحيح المشتمل على السؤال عن الأسديّ ـ ما هذا لفظه : «شعيب العقرقوفيّ يروي عن أبي بصير عبداللّه بن محمّد الأسديّ ، لايحيى بن أبي القاسم ، كما يفهم من إطلاق الرواية المتقدّمة ، فإنّه يظهر من أمر الإمام عليه السلام إيّاه فيها بأن يأخذ من أبي بصير الأسديّ أنّه لايروي إلاّ عمّن أمره الإمام عليه السلامبالأخذ عنه ، و هو عبداللّه بن محمّد الأسديّ ، كما لا يخفى .
وهذا قرينة جَلِيَّة على أنّ كلّ موضع وقع فيه شُعَيب عن أبي بصير مطلقاً فهو عبداللّه

1.. تعليقة الوحيد البهبهاني ، ص ۳۷۱ .

2.. مجمع الرجال ، ج ۵ ، ص ۸۴ .

3.. رجال النجاشيّ، ص ۱۹۵، الرقم ۵۲۰.

4.. خلاصة الأقوال ، ص ۸۶ ، الرقم ۱ من الفصل ۱۳ .

5.. رجال ابن داوُد ، ص ۱۰۹ ، الرقم ۷۵۸ .

6.. منتهى المقال ، ج ۳ ، ص ۴۴۳ ، الرقم ۱۴۲۹ .


توضيح المقال في علم الّرجال
168

لبعض الأخبار المشتملة على مكفوفية أبي بصير في ترجمة المراديّ ، مع استفادته من بعض الأخبار ، مثل ما حكي عن منهج المقال إيراده له في ترجمة زرارة . وفيه : «كيف أصنع بهم وهذا المرادي بين يديه ، وقد أريته ـ وهو أعمى ـ بين السماء والأرض ، فشكّ وأضمر أنّي ساحر» . ۱
ويؤيّده أو يدلّ عليه أنّ في باب المواقيت من التهذيبين روى حديث أوّل وقت الإمساك ، بإسناده عن الحسين بن سعيد عن النضر ، عن عاصم بن حميد ، عن أبي بصير المكفوف مصرّحاً بالوصف ، ۲
وفي كتاب الصوم من الفقيه رواه عن عاصم بن حميد عن ليث المراديّ . ۳
والجواب عن الأوّل : منع حصول الظنّ ممّا صنعه الكشّيّ ؛ لما عرفت من طريقته في كتابه .
مضافاً إلى أنّه لايصلح لمقاومة ما مرّ فضلاً عن وروده عليه .
وعن الخبر : بضعف السند .
وعن الأخير : بأنّ الذي يظهر أنّ تصريح الصدوق بليث المراديّ ؛ لزعمه أنّه المراد من أبي بصير الراوي للخبر ، إمّا لانصراف الإطلاق إلى خصوصه كما مرّ ، أو لغير ذلك ، فصرّح باسمه لدفع تخيّل إرادة غيره .
والشيخ لمّا رأى أنّه أخطأ ؛ لأنّ المراد به الأسديّ المكفوف بقرينة رواية عاصم عنه صرّح بالوصف ، دفعاً لما صدر منه وتحفّظاً عن صدوره من غيره ، وإلاّ فالموجود في السند ـ على ما يظهر من نقل الفقهاء ـ مجرّد أبي بصير .
هذا ، مع احتمال رواية عاصم تارة عن المكفوف وأُخرى عن المرادي وإن كان بعيداً .
هذا ، وقد حكى بعض أجلاّء العصر عن الفاضل المذكور كلاماً آخر يشهد بأنّ مراده من قوله السابق ـ وهو : «أنّ الظاهر أنّ هذا الأعمى» ـ هو الأسديّ ، وأنّ إسناد عدم الفهم

1.. منهج المقال ، ص ۱۴۶ .

2.. تهذيب الأحكام ، ج ۱ ، ص ۴۰۴ ، ح ۱۲۶۷ .

3.. الفقيه ، ج ۲ ، ص ۸۱ ، ح ۳۶۱ .

  • نام منبع :
    توضيح المقال في علم الّرجال
    المساعدون :
    مولوي، محمد حسين
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1421 ق / 1375 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 83741
الصفحه من 344
طباعه  ارسل الي